بقلم محمد أبو رمان
ترجمة وتحرير مريم الحمد
يفتقد الخطاب الإسرائيلي والأمريكي اليوم، في ظل ما يحدث في غزة، أي معايير أخلاقية أو مهنية أو إنسانية في التعامل مع وضع أهل القطاع المحاصر، ففي الوقت الذي أعلنت فيه حكومة نتنياهو أن أعضاء المقاومة الفلسطينية هم “حيوانات بشرية”، قامت الحكومات الغربية وعلى رأسها واشنطن بإعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ مجازر وحشية وحرب إبادة في غزة.
لقد غض الغرب الطرف عن كل الفظائع التي تجري في القطاع، من قطع الكهرباء والماء عن أكثر من 2 مليون إنسان، وهذا تأكيد صارخ على أن الحكومات الغربية لا تنظر إلى الفلسطينيين كبشر، وهو تمييز يطال النساء والأطفال والشيوخ والمرضى كذلك!
الواقع على الأرض بوضوح هو أنه ليس هناك في غزة ملجأ أو مفر، والحدود كلها مغلقة، ومصر ترفض أن تكون جزءاً من استراتيجية تهجير السكان التي تريدها إسرائيل، ولكن مع اشتداد الهجمة الإسرائيلية، يزداد النزوح، جاعلاً مستقبل السكان الفلسطينيين أقل وضوحاً مع مرور الوقت!
إضافة إلى ذلك، فقد انتشرت السردية الإسرائيلية في الأوساط الغربية بكل سهولة، ونجحت في شيطنة حماس باعتبارها مماثلة لداعش، كما أجرى المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون مقارنات بين ما يجري في غزة وأحداث 11 سبتمبر، مما أذكى حماس آلة الإعلام الغربي أيضاً.
مع ذلك، فالإرهاب، في أقوى وأوضح أشكاله، تمثل في جرائم الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بغطاء الدعم الغربي، الأمر الذي خلق كارثة إنسانية على مستوى أكبر، حيث تهدف الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية إلى خلق الرعب في قلوب أهل غزة من خلال القصف العشوائي، وبالتالي تهجير غالبية السكان والقضاء على المقاومة، خاصة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
أمام خيارين
لقد أدى القصف العنيف على غزة إلى تسوية أحياء بأكملها بالأرض، وحوصر مئات الفلسطينيين في غزة تحت الأنقاض، والهدف من ذلك، أن الجيش الإسرائيلي يحاول أن يُضعف المقاومة قبل التوغل البري.
لقد أصبح سكان غزة بذلك أمام خيارين، الاول هو البقاء تحت وابل القصف والموت والإبادة، وهذا من شأنه أن يجعل مهمة القوات الإسرائيلية على الأرض أكثر صعوبة، أما الخيار الثاني، فهو أن يلجأ الفلسطينيون إلى أي مكان آخر يقبل بهم، لإنقاذ عائلاتهم من الذبح المروع.
وعلى النقيض من المنظور الإسرائيلي الذي يرى أهل غزة “حيوانات بشرية”، فهناك من يراهم كائنات استثنائية في قدرتهم على الصمود، فهم لا يخافون ولا يوقفهم ذعر أو قلق، ولكن هذا ليس صحيحاً، وهناك من يرى أن سكان غزة مسؤولون عما قد يلحق بهم لأنه رفضوا مغادرة منازلهم!
لقد شردت هذه الحرب بالفعل مئات الآلاف من الفلسطينيين بعد أن دمرت منازلهم، وسوف يتشرد المزيد مع اقتراب التوغل البري، كما أن آخرين يصرون على البقاء في منازلهم، في تحدٍ لأمر الإخلاء الإسرائيلي.
الواقع على الأرض بوضوح هو أنه ليس هناك في غزة ملجأ أو مفر، والحدود كلها مغلقة، ومصر ترفض أن تكون جزءاً من استراتيجية تهجير السكان التي تريدها إسرائيل، ولكن مع اشتداد الهجمة الإسرائيلية، يزداد النزوح، جاعلاً مستقبل السكان الفلسطينيين أقل وضوحاً مع مرور الوقت!
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)