وسط تنافس المرشحين على التقرب من الاحتلال.. ترامب يصف بايدن بـ “الفلسطيني السيئ”

وجه المرشح الجمهوري الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب انتقادات للفلسطينيين خلال المناظرة الأولى لدورة الانتخابات الرئاسية لعام 2024. 

وهاجم ترامب في المناظرة التي عقدت يوم الخميس الرئيس الأمريكي جو بايدن متهماً إياه بعدم تقديم الدعم الكافي لعدوان الاحتلال على غزة حيث حاول كلا المرشحين الدفاع عن أوراق اعتمادهما المؤيدة للدولة العبرية.

وضمن الجدل حول الحرب في أوكرانيا، قال ترامب أنه لو كان لا يزال في منصبه، فإن بوتن “لم يكن ليغزو أوكرانيا أبداً، أبداً، تمامًا كما لم تكن إسرائيل لتتعرض للغزو أبداً من قبل حماس، لأن إيران كانت متفقة معي”.

ورد بايدن على تصريحات ترامب ووصفها بأنها “هراء” وقال إن سلفه فشل في مساعدة القوات الأمريكية التي أصيبت على يد القوات الإيرانية في هجمات انتقامية أعقبت اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في 3 كانون الثاني/يناير 2020.

وفي سؤال لاحق حول الحرب على غزة، زعم بايدن زوراً أن كل الأطراف باستثناء حماس وافقت على مقترحه بوقف إطلاق النار وأنه حصل على اتفاق شامل لخطته المكونة من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب، بما في ذلك من دولة الاحتلال.

وقال بايدن: “لقد أيد الجميع من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مباشرة من خلال مجموعة الدول السبع حتى الإسرائيليين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطة التي طرحتها، والوحيد الذي يريد استمرار الحرب هو حماس”.

وجاءت أقوال الرئيس الأمريكي رغم أن نتنياهو قال علناً أنه يعارض اتفاق وقف إطلاق النار الدائم.

ثم قال بايدن “ما زلنا نضغط بقوة لحمل حماس على القبول بالمقترح، الشيء الوحيد الذي أنكرته على إسرائيل هو القنابل التي تزن 2000 رطل، فهي لا تستخدم في مناطق مأهولة بالسكان، إنها تقتل الكثير من الأبرياء، ونحن نزود إسرائيل بكل الأسلحة التي تحتاجها، وعندما تحتاج إليها”.

ووصف بايدن نفسه بالرجل الذي حشد حلفاء الولايات المتحدة لوقف الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل.

وفي إشارة إلى اعتراض أكثر من 300 صاروخ باليستي وطائرة بدون طيار أطلقتها إيران في 13 نيسان/أبريل: “لم يصب أحد بأذى، ولم يُقتل إسرائيلي واحد عن طريق الخطأ وتوقف الهجوم، لقد أنقذنا إسرائيل، نحن أكبر صانع للدعم لإسرائيل من أي شخص في العالم”.

وكرر رأيه بأن الاحتلال “أضعف حماس بشكل كبير”، مضيفاً أنه يجب القضاء على الحركة تماماً.

“دعهم ينهون المهمة”

ورداً على بايدن، انتقد ترامب الرئيس الأمريكي لعدم دعمه الكافي للعمليات العسكرية للاحتلال في غزة، واستخف بالفلسطينيين في هذه العملية.

وقال ترامب: “إسرائيل هي التي تريد الاستمرار، بايدن قال إن الوحيد الذي يريد الاستمرار هو حماس، لكن في الواقع، إسرائيل هي التي تريد الاستمرار، ويجب أن تدعهم ينهون المهمة”.

وتابع ترامب: “إنه لا يريد أن يفعل ذلك، لقد أصبح مثل الفلسطيني، لكنهم لا يحبونه لأنه فلسطيني سيئ للغاية، إنه ضعيف”.

وكان ترامب قد قال لإذاعة هيو هيويت المحافظة في نيسان/أبريل: “ما قلته بوضوح شديد هو إنهاء الأمر والعودة إلى السلام والتوقف عن قتل الناس، ولست متأكداً من أنني أحب الطريقة التي يفعلون بها ذلك”.

وأضاف وقتها أنه يريد أن تحقق إسرائيل أهدافها في غزة، لكن الأمر “يستغرق وقتاً طويلاً”.

كما انتقد في مقابلة الإذاعة المذكورة علناً اللقطات التي نشرها جيش الاحتلال والتي أظهرت تدمير غزة، قائلاً إنها “الأشرطة الأكثر بشاعة والأكثر فظاعة للمباني المنهارة”.

وفي نيسان/أبريل كذلك، لم يستبعد ترامب خلال مقابلة مع مجلة التايمز وقف المساعدات العسكرية للاحتلال بسبب العدوان على غزة.

وقال ترامب: “أعتقد أن إسرائيل فعلت شيئاً سيئاً للغاية فيما يتعلق بالعلاقات العامة”.

ثم سُئل عما إذا كان يستبعد حجب المساعدات لإسرائيل أو فرض شروط عليها فأجاب الرئيس السابق “لا”.

معركة من هو الأكثر تأييداً للاحتلال

وكان الاحتلال قد شرع في عدوانه على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، عندما شنت حماس هجوماً مفاجئاً على مستوطنات الاحتلال وثكنات جيشه في غلاف غزة، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 240 على الأقل جرى نقل إلى داخل القطاع.

ورد الاحتلال بإعلان الحرب، ومنذ ذلك الحين قتلت قواته أكثر من 38 ألف فلسطيني، وحاصرت المستشفيات وهاجمتها، واستهدفت البنية التحتية المدنية الأخرى، بما في ذلك المدارس والمساجد، وقتلت عمال الإغاثة.

وعلى الرغم من الدمار واسع النطاق، وقف بايدن بثبات خلف دولة الاحتلال وزارها وأصبح أول رئيس أمريكي يزورها أثناء الحرب.

كما سارعت إدارة بايدن إلى تسليم أسلحة وذخائر بملايين الدولارات للدولة العبرية، ودعت إلى تقديم دعم عسكري إضافي لها.

ومنذ ذلك الحين، أصبح دعم بايدن المستمر للحرب غير مرغوب فيه بين عامة الناس في أمريكا، وفي آذار/مارس، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مانحي بايدن كانوا قلقين من أن سياسته بشأن غزة قد تخسره الرئاسة.

وفي ذات الوقت، كان ترامب، الذي دخل المناظرة بفارق ضئيل عن بايدن في العديد من استطلاعات الرأي، يروج بأنه الرئيس الأكثر تأييداً للاحتلال في تاريخ الولايات المتحدة.

ولم يحظ موضوع غزة، الذي أثار واحدة من أكبر حالات التعبئة الجماهيرية في الولايات المتحدة ضد حرب الاحتلال في العقود الأخيرة، سوى ببضع دقائق على منصة المناظرة الرئاسية.

وفيما ترفض غالبية الأميركيين، وفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، تصرفات الاحتلال في القطاع، فإن ترامب وبايدن كانا يتصارعان على من سيكون أكثر دعماً لإسرائيل.

مقالات ذات صلة