كشف إعلام عبري أن 15 منظمة إسرائيلية بدأت التجهيز لمشاريع “الاستيطان في غزة”، في حال تمكن الجيش الإسرائيلي من بسط سيطرته على القطاع، فيما فتحت شركة إسرائيلية للمقاولات والتسويق العقاري باب الحجز لوحدات سكنية فيه.
جرى ذلك خلال مؤتمر عُقد لهذه الغاية بتل أبيب، في 11 ديسمبر/ كانون أول الجاري، بعنوان “التحضير العملي للاستيطان في قطاع غزة”، نظمه ائتلاف منظمات استيطانية مموّلة من الحكومة الإسرائيلية.
شركة “هاري ذهاف/ Harei Zahav”، إحدى شركات تطوير المستوطنات، نشرت إعلاناً على حسابها في “فيسبوك” تحت عنوان “بيت على الشاطئ ليس حلما”، قالت فيه “نعمل على إعداد الأرض للعودة إلى غوش قطيف”.
و”غوش قطيف”؛ مستوطنات بقطاع غزة انسحبت منها إسرائيل عام 2005، في عهد رئيس الوزراء السابق آرييل شارون، ضمن خطة أحادية الجانب عرفت آنذاك بـ “فك الارتباط”.
وأضافت الشركة “يعمل عدد من عمالنا الآن على استصلاح المنطقة والتخلص من النفايات وطرد الغزاة”، في إشارة للفلسطينيين وفق تعبيرها.
وتضمن إعلان الشركة حول “مستوطنات غزة” محتويات مرئية لنماذج “منازل فِلل” على ساحل قطاع غزة، ومواقع تقريبية لها.
وتابعت “نأمل أن يعود كل المخطوفين (الإسرائيليين في غزة) قريبا إلى منازلهم، ويعود جنودنا سالمين، ونبدأ في البناء في كل منطقة غوش قطيف”.
والثلاثاء، قال موقع “دفار” العبري، إن “مجموعة من حوالي 15 منظمة استيطانية اجتمعت في حدث بعنوان: التحضير العملي للاستيطان في قطاع غزة.
وأضاف الموقع “رغم المعارضة الرسمية من الحكومة والجهاز الأمني والرأي العام العالمي، إلا أن قادة المؤتمر يرون في الحرب فرصة تاريخية يجب ألا تضيعها حركة الاستيطان”.
وبيّن أن “نحو 150 مشاركًا حضروا إلى قاعة الاجتماعات في مستوطنة جفعات واشنطن (قرية شبابية دينية وسط إسرائيل) للتجهيز للعودة إلى قطاع غزة”، وفق المصدر نفسه.
وتابع الموقع، أن هذه المنظمات الاستيطانية، “على استعداد لبدء العمل على مستويين: حشد دعم واسع النطاق لدى الجمهور الإسرائيلي، وممارسة الضغط على السياسيين”.
ونقل عن دانييل فايس، أحد قادة المستوطنين، قوله في كلمة له خلال المؤتمر، “نحن بحاجة إلى الاستعداد الآن للنضال والجهد، حيث سنستثمر المزيد من الطاقة والمزيد من التفكير والجهد أكثر مما فعلناه من قبل”.
وأضاف فايس، “المستوطنات في الضفة الغربية كانت في بدايتها في السبعينيات من القرن الماضي، لكن اليوم هناك أكثر من نصف مليون يهودي في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)”.
وأردف “هناك أيضًا ما يجب التمسك به، لكن عليكم أن تتذكروا أن الأمر سيكون صعبًا”.
وفي أكثر من مناسبة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الجيش سيتولى السيطرة الأمنية على قطاع غزة بعد الحرب، رغم المواقف العربية والدولية الرافضة لهذا الطرح.
وتواصل إسرائيل منذ احتلالها الأراضي الفلسطينية عام 1967، بناء المستوطنات على أراضي الفلسطينيين، في خطوة غير قانونية وفق القانون الدولي والأمم المتحدة.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى منتصف الشهر الجاري، 18 ألفا و800 شهيد، و51 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.