وكالة أمريكية تحذر من تداعيات عمليات التهجير القسري للفلسطينيين على جهود الإغاثة في غزة

كشف تقييم غير معلن أعدته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) النقاب عن أن قرار الاحتلال بتسريع عملية التهجير القسري للفلسطينيين في غزة بين 22 يوليو/تموز و25 أغسطس/آب قد أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.

وتقدم برقية مسربة عن الوكالة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي تقييماً صريحاً لأوامر التهجير القسري التي أصدرتها سلطات الاحتلال، وتشير في محتواها إلى أن ما لا يقل عن 1.7 مليون فلسطيني كانوا يتكدسون في “منطقة آمنة” بمساحة تعادل 70% فقط من إجمالي مساحة مطار دالاس الدولي في واشنطن.

وقال فريق الإغاثة التابع للوكالة في البرقية التي نشرت على موقع Klip News الأربعاء: “لقد نزح العديد من الأشخاص عدة مرات، حيث أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء في ظروف غير آمنة في تتابع سريع ودون سابق إنذار قبل بدء العمليات، مما أدى إلى زيادة مخاطر الحماية”.

وحذر المسؤولون الأميركيون من أنه “بالإضافة إلى تشريد أعداد كبيرة من السكان، فإن أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي والعمليات العسكرية اللاحقة أدتا إلى تقييد المساحة الإنسانية في غزة، مما أدى إلى تفاقم المخاطر التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني وتقييد الوصول إلى السكان المحتاجين”.

ويؤكد الجزء الأكبر من البرقية التقييمات التي قدمتها الأمم المتحدة بشأن تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، ويحذر في ذات الوقت من تبعات ذلك.

وقالت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية: ” استمرار وتيرة أوامر الإخلاء هذه قد يضعف العمليات الإنسانية المتبقية في القطاع، ونتيجة لذلك، سيضعف استمرار تقديم المساعدة لـ 2.1 مليون شخص في حاجة ماسة لها”.

وأوضحت الوكالة أن إسرائيل لم تلغ أمر إخلاء قسري واحد منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى تفاقم المساحة المتقلصة التي يمكن للفلسطينيين التحرك فيها، مع خوف الكثيرين من إمكانية تهجيرهم قسراً مرة أخرى.

وتقول البرقية إن الحكومة الأميركية ضغطت على إسرائيل بشأن “عدة تدابير تخفيفية”، بناءً على التقييم بأن إسرائيل “من غير المرجح” أن تغير سياستها العامة.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت يوم الاثنين من أن أمر إسرائيل بالتهجير القسري للفلسطينيين من أجزاء من دير البلح في وسط غزة أثر بشدة على العمل الإنساني.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: “لقد جرت عمليات النقل في مهلة قصيرة وفي ظروف خطيرة، إن عملية النقل هذه تطال مركزاً إنسانياً منقذاً للحياة تم إنشاؤه في دير البلح بعد إخلائه من رفح في مايو/أيار”.

واستشهد مسؤولون في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتقرير الأمم المتحدة بأن أمر تهجير دير البلح كان له “التأثير الأكثر أهمية على عمليات الأمم المتحدة من أي أمر إخلاء في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023″، مما أثر على 15 دار ضيافة ومستودعات تابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ومستشفى الأقصى.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لموقع ميدل إيست آي: “لم يصدر هذا التقرير من السفارة الأمريكية في القدس، لقد ناقشت السفارة مع حكومة إسرائيل الأهداف الحساسة وراء العملية في دير البلح، وأهمية استعادة الوصول، وخاصة للعاملين في المجال الإنساني بمجرد أن يصبح ذلك آمنًا في سياق العملية الجارية”.

يذكر أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هي وكالة حكومية أمريكية مستقلة مسؤولة عن العمل التنموي والإنساني، وتتلقى توجيهاتها في مجال السياسة الخارجية من وزارة الخارجية.

مقالات ذات صلة