قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة لن تطبع علاقاتها مع دولة الاحتلال دون إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف في خطابه السنوي الذي ألقاه يوم الأربعاء أمام مجلس الشورى بالرياض: “المملكة لن تتوقف عن جهودها الحثيثة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”.
وتابع: “نؤكد أن المملكة العربية السعودية لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حتى يتحقق هذا الهدف”.
وأدان بن سلمان، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس وزراء المملكة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في انتهاك للقانون الدولي.
وقال: “القضية الفلسطينية تشكل أولوية قصوى بالنسبة للمملكة العربية السعودية، ونؤكد رفض المملكة وإدانتها الشديدة للجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، في تجاهل للقانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة”.
وعبر بن سلمان عن شكر المملكة “للدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيداً للشرعية الدولية، ونحث بقية الدول على اتخاذ خطوات مماثلة”.
وكانت السعودية وإسرائيل تحرزان تقدماً في تطبيع العلاقات قبل الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول والهجوم الإسرائيلي اللاحق على غزة.
وقبل أسابيع من ذلك، قال بن سلمان أن علاقات المملكة مع إسرائيل تقترب “كل يوم” وسط علامات واضحة على التطبيع الفعلي في مجالات مختلفة بما في ذلك الدفاع والتكنولوجيا.
وأكد المسؤولون السعوديون مراراً وتكراراً أن الدولة الفلسطينية كانت أحد الشروط خلال محادثات التطبيع.
وقال الأمير خالد بن بندر، السفير السعودي في لندن، في يناير/كانون الثاني أن اتفاق التطبيع “قريب” لكن المملكة أوقفت المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأضاف الدبلوماسي: “كنا قريبين من التطبيع، وبالتالي قريبين من الدولة الفلسطينية، ولا يأتي أحدهما بدون الآخر، ما تم نقاشه هو التسلسل وكيفية إدارته”.
كما قالت وزارة الخارجية السعودية في فبراير/شباط إنه لن يتم التطبيع بدون وقف إطلاق النار والتقدم نحو إقامة دولة فلسطينية.
ومع ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في أبريل/نيسان أن واشنطن والرياض انخرطتا في عمل دبلوماسي مكثف منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول للتوصل إلى اتفاق التطبيع وأن الاتفاق يقترب من “الاكتمال”.
وعلى الرغم من التصريحات الرسمية الداعمة للدولة الفلسطينية، ورد أن الحكومة السعودية قمعت الانتقادات الموجهة للاحتلال على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تم اعتقال العديد من السعوديين بسبب منشورات حول القتال في غزة.