خلال مقابلة نادرة مع شبكة فوكس نيوز الناطقة باللغة الإنجليزية، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يوم الأربعاء، إن اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل يقترب “كل يوم”.
وقال لشبكة فوكس نيوز: “إن القضية الفلسطينية مهمة بالنسبة لنا للغاية، ونحن بحاجة إلى حل هذا الجزء من الاتفاق، ونأمل أن يتم تحقيق هذا الأمر مما يسهل حياة الفلسطينيين ويجعل إسرائيل لاعباً في الشرق الأوسط”.
ظلت الولايات المتحدة، لشهور عدة، تقود الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل من شأنه إقامة علاقات رسمية، لكن السعودية كانت ترفض عرض تطبيع العلاقات مع إسرائيل منذ عام 2002 بموجب خطة السلام العربية التي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية.
ورداً على سؤاله حول تعليق المحادثات الأخيرة، نفى محمد بن سلمان تلك التقارير، قائلاً: “كل يوم نقترب أكثر”.
وذكرت قناة فوكس نيوز أن هذه هي المقابلة الأولى لولي العهد مع محطة إذاعية أمريكية كبرى منذ العام 2019، وأنها كانت أيضًا بمثابة أول حوار موسع يتم إجراؤه معه بالكامل باللغة الإنجليزية.
وعقدت المقابلة في موقع سندالة، وهو منتجع جديد يقع في جزيرة على البحر الأحمر، تم بناؤه كجزء من مشروع مدينة نيوم الضخمة.
وأشار ولي العهد إلى أن المملكة العربية السعودية ستحصل على سلاح نووي أيضاً إذا فعلت إيران ذلك، وقال: “نشعر بالقلق إذا حصلت أي دولة على سلاح نووي… فهذه خطوة ليست بالجيدة، لا يوجد لديهم حاجة في الحصول على سلاح نووي لأنهم لا يمكنهم استخدامه.”
وأضاف: “لا يمكن للعالم أن يرى هيروشيما أخرى، إذا رأى العالم 100 ألف قتيل فهذا يعني أنك في حرب مع بقية العالم.”
لكنه قال أيضاً “إذا حصلت إيران على واحدة “فسيتعين علينا الحصول على واحدة أيضاً لأسباب أمنية ومن أجل موازنة القوى”.
وظلت العلاقة بين الرياض وطهران مضطربة منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، لكن البلدين استعادا العلاقات رسمياً، بعد سنوات من العداء، خلال المحادثات التي توسطت فيها الصين في آذار/ مارس.
وقبل الذكرى السنوية الخامسة لمقتل جمال خاشقجي، الكاتب في صحيفة ميدل إيست آي وصحيفة واشنطن بوست، وصف ولي العهد الحادث بأنه كان “خطأ”.
قُتل خاشقجي على يد عملاء سعوديين في قنصلية المملكة في إسطنبول عام 2018، وخلصت وكالة المخابرات المركزية إلى أن ولي العهد وقع على العملية، وهو ادعاء تنفيه الرياض.
وفي هذا الشأن، قال محمد بن سلمان: “نتخذ كافة الإجراءات القانونية التي تتخذها أي دولة، كما نحاول إصلاح النظام الأمني للتأكد من أن هذا النوع من الأخطاء لن يحدث مرة أخرى، ويمكننا أن نرى أنه لم تقع مثل هذه الأمور في السنوات الخمس الماضية، هذا ليس جزءًا مما تفعله المملكة العربية السعودية.”
وادعى أن جميع المتورطين قد قضوا عقوبة السجن، وقال “من العار أن هذا صحيح، هذا شيء لا أحبه”، مضيفًا أنه يريد تغيير بعض القوانين السعودية.
كما دافع محمد بن سلمان عن قرار صندوق الاستثمارات العامة السعودي باستثمار ملياري دولار في شركة أفينيتي بارتنرز التي يملكها جاريد كوشنر.
وقال إنه في حالة إعادة انتخاب دونالد ترامب، فمن المرجح أن يظل الاستثمار سليما، وأوضح قائلاً: “إذا لم يكن الأمر قانونيًا، فمن المؤكد أنه يتعين علينا حله، ولكن إذا كان قانونيًا، فما هي المشكلة؟”
ورفض ولي العهد الانتقادات بشأن زيادة استثمارات المملكة العربية السعودية في الرياضة، والتي اعتبرها البعض محاولة “غسيل رياضي” لسمعة البلاد.
وقال: “إذا كان الغسيل الرياضي سيزيد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1%، فسأستمر في ممارسته”.
وتابع: “لا يهمني أي شيء، فنمو الناتج المحلي الإجمالي من الرياضة هو بنسبة 1% وأنا أتطلع لتحقيق نسبة 1.5% ، سمه ما شئت، سوف نحصل على 1.5%”.