قال تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال أن كبار المسؤولين التنفيذيين في مشروع مدينة نيوم العملاقة في المملكة العربية السعودية متهمون بالعنصرية وكراهية النساء والفساد.
وكشف التقرير أن واين بورج، المدير الإداري الأسترالي لنيوم المسؤول عن وسائل الإعلام، أدلى بعدة تصريحات وُصفت بأنها تمييزية وعنصرية.
ففي إحدى الحوادث، علق بورج على وفاة ثلاثة عمال في المشروع قائلاً: “يموت عدد كبير من الناس لذلك يجب أن نعقد اجتماعاً ليلة الأحد”.
كما حصلت وول ستريت جورنال على تسجيل لمكالمة هاتفية وصف بورج فيها العمال الجنوب آسيويين في نيوم بـ “الحمقى اللعينين”، مضيفاً “لهذا السبب فإن البيض في أعلى ترتيب التسلسل”.
“لا يمكنك التدرب على الغباء، الرجال البيض في أعلى الشجرة” – واين بورج، المدير الإداري لشركة نيوم، وسائل الإعلام
ووفقاً للموظفين الحاليين والسابقين المذكورين في التقرير، فقد توفي أحد العمال بسبب سقوط أنبوب، بينما انهار جدار على آخر، وتوفي العامل الثالث بسبب سوء التعامل مع المتفجرات.
وفي حادثة منفصلة، تم استدعاء بورج من قبل الموارد البشرية بعد أن وصف موظفة سوداء بأنها “قذرة سوداء” حيث نفى بورج، بحسب موظفين سابقين في نيوم، نطقه هذه العبارة.
وفي رسالة إلى الموظف المعني، ورد أن بورج قال “أفتقدك” و”مؤخرتك أفضل من مؤخرتي بيونسيه”، في إشارة إلى مغنية البوب الشهيرة، حيث أرفق بورج رسالته برموز تعبيرية للقبلات، وفقاً لملخص شكاوى الموظفين.
وفي اجتماع حول الحادث، أشار بورج إلى “تلك الحلقة اللعينة التي مررت بها مع تلك العاهرة السوداء” – وهو التعليق الذي سمع في تسجيل صوتي ونشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
وبحسب مقاطع صوتية أخرى، أشار بورج إلى النساء من الخليج باعتبارهن “متحولات جنسياً” وأطلق نكاتاً بذيئة حول الإسلام والمواقف الجنسية.
وفي بيان وجهته لصحيفة وول ستريت جورنال، قالت نيوم إنها تتبنى نهج عدم التسامح مطلقاً مع السلوك غير اللائق في مكان العمل، وستحقق بدقة في مزاعم ارتكاب مخالفات، غير أن ممثل بورج لم يستجب لطلب الإدلاء بتعليق.
وذكر التقرير أن كبار المسؤولين التنفيذيين الآخرين في نيوم اتُهموا أو تم التحقيق معهم بشأن عدد من القضايا، بما في ذلك الفساد والاختلاس.
وأدين أحد هؤلاء المسؤولين ويدعى أنطوني فيفيس، في عام 2021 من قبل محكمة إسبانية بالفساد أثناء وظيفة سابقة في مبنى بلدية برشلونة.
وفي ذلك الوقت، اعترف فيفيس بأنه مذنب في منح صديق له “وظيفة وهمية” بقيمة حوالي 165 ألف دولار على مدى أربع سنوات، ووافق على الحكم عليه بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ.
واستقال فيفيس من نيوم لكنه أقنع بالعودة، بحسب موظفين سابقين.
وقالت المصادر إن فيفيس بنى علاقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي قال إنه لا يهتم بجرائم فيفيس طالما لم ترتكب في المملكة العربية السعودية.
وفي حادثة أخرى تم الإبلاغ عنها، تشاجر فيفيس مع مدير بناء وتصارع الرجلان بعد ذلك مع بعضهما البعض.
ويلاحق المدعون العامون الإسبان فيفيس الآن بتهم فساد منفصلة.
ويسعى المدعون العامون إلى الحكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة التآمر الجنائي والاحتيال وتضليل العدالة.
وقال الرئيس التنفيذي لنيوم، نظمي النصر في تسجيل حصلت عليه صحيفة وول ستريت جورنال: “أقود الجميع مثل العبيد”.
وتعد مدينة نيوم العملاقة محوراً لاستراتيجية رؤية محمد بن سلمان 2030 لإبعاد المملكة الخليجية عن الاعتماد على النفط وتعزيز سمعتها على الساحة العالمية.
وفي مايو/أيار، أفاد موقع ميدل إيست آي أن ضباط الأمن السعوديين تلقوا أوامر باستخدام القوة المميتة لقتل من يقاومون أوامر الإخلاء من المناطق المخصصة للمدينة، وفقًا لضابط استخبارات سعودي سابق.
واتُّهِمَت الحكومة السعودية بتهجير أفراد قبيلة الحويطات، الذين عاشوا لقرون في تبوك، بالقوة لإفساح المجال أمام نيوم.
ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة القسط لحقوق الإنسان ومقرها المملكة المتحدة، فقد تم اعتقال أو احتجاز ما لا يقل عن 47 من القبيلة لمقاومتهم الإخلاء، بمن فيهم خمسة حُكِم عليهم بالإعدام.
وتتكون المدينة السعودية الجديدة من مسطح مستقيم بطول 170 كيلومتراً، ومدينة ذات ثمانية جوانب تطفو على الماء، ومنتجع تزلج بقرية عمودية مطوية، من بين مشاريع فخمة أخرى.
وتبلغ تكلفة إنشاء نيوم 500 مليار دولار، ويزعم القائمون عليها أنها ستكون بحجم يزيد 33 مرة عن حجم مدينة نيويورك.