أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن 40 شهيداً وأكثر من 100 جريح ارتقوا جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت 4 منازل في دير البلح وسط قطاع غزة، في واحدة من أكثر الهجمات دموية على الفلسطينيين منذ أيام.
وأوضح المكتب الإعلامي أن غالبية الشهداء والجرحى الذين ارتقوا في الغارات المذكورة هم من النساء والأطفال.
وذكر رجل يقف خارج مستشفى شهداء الأقصى وهو يحتضن جثمان طفله الملتف بملاءة بيضاء ملطخة بالدماء، أن ابنه مهند ولد في 10 تشرين الأول/ أكتوبر، بعد ثلاثة أيام من بدء الحرب، وقال: “لقد أعطاني الله إياه أثناء الحرب وأخذوه مني أثناء الحرب”.
وأوضح الرجل الذي فضل عدم ذكر اسمه إنه وعائلته أقاموا بعد نزوحهم من منازلهم خيمة على سطح أحد المباني يضم بعض الأشخاص الذين يعرفونهم، قائلاً: “كانت الليلة الأولى التي نمنا فيها في الخيمة حين سقط علينا صاروخ أدى إلى استشهاد 10 منا وإصابة الباقين”.
ونادى: “لطفك يا الله!” بينما كان يسير راجّاً طفله الشهيد بين يديه وسط فلسطينيين آخرين يبكون على جثث أحبائهم.
“مذبحة بشعة”
وكانت طائرات الاحتلال قد قصفت، مساء الخميس، أربعة منازل في دير البلح، بينها منزل عائلة العطار، بالإضافة إلى منزل عائلة ياغي في بلدة الزوايدة.
وقال مراسل الجزيرة في رفح جنوب غزة إن المنازل السكنية في دير البلح “تعرضت لقصف دون سابق إنذار”، فيما وصف المكتب الإعلامي لحكومة غزة الهجمات بأنها “مذبحة بشعة”.
وقال المكتب الإعلامي: “إننا نحمل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي، بالإضافة إلى إسرائيل، المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة، وندعو العالم الحر إلى الوقف الفوري لحرب الإبادة التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين”.
ومن جهتها، قالت حماس إن المذبحة التي وقعت في وسط غزة تمثل “الرد العملي” لإسرائيل على جلسات محكمة العدل الدولية الجارية بشأن احتلال إسرائيل لفلسطين في لاهاي.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أن القوات الإسرائيلية ارتكبت عشر مجازر خلال الـ 24 ساعة الماضية تسببت بقتل ما لا يقل عن 104 فلسطينيين وإصابة 160 آخرين “.
وبذلك يصل عدد الشهداء الفلسطينيين خلال الـ 137 يومًا الماضية إلى أكثر من 29,514، بالإضافة إلى ما يزيد عن 69,616 جريحًا وما لا يقل عن 7,000 مفقود، يُعتقد أنهم ماتوا ودُفنوا تحت الأنقاض.
ووفقاً لمسؤولي وزارة الصحة، فإن أكثر من 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء.