استشهد تسعة فلسطينيين، اليوم السبت، جراء قصف إسرائيلي استهدف مركبة تقل موظفين تابعين لمؤسسة “الخير” شمالي قطاع غزة، في هجوم أسفر عن مقتل إعلاميين ومسعفين وعاملين في المجال الإنساني.
وأفادت مصادر محلية بأن من بين الشهداء الإعلامي بلال أبو مطر، الميداني محمد الغفير، المصوران محمود السراج وبلال عكيلة، السائق أبو حازم سرداح، المتحدث باسم المؤسسة أبو صهيب النجار، بالإضافة إلى اثنين من المصورين، بينهما الزميل محمود إسليم.
وقد أدان إسماعيل الثوابتة، مدير “مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة”، بأشد العبارات ما وصفه بـ”المجزرة الوحشية” التي استهدفت العاملين في المجال الإنساني، معتبرًا أن ما حدث يمثل “جريمة نكراء” تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين.
وفي بيان صحفي، أكد الثوابتة أن الاحتلال استهدف العاملين في مؤسسة خيرية خلال تأديتهم لمهامهم الإنسانية في مساعدة النازحين والمشردين شمال القطاع، مشددًا على أن هذا الهجوم يشكّل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.
وأوضح أن القصف المدفعي المباشر الذي استهدف المركبة، تبعه قصف جوي عنيف على منطقة بيت لاهيا، مما أدى إلى استشهاد الموظفين التسعة، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد يعكس “قسوة الاحتلال وتجاهله التام لحقوق الإنسان”.
ودعا الثوابتة المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، إلى التحرك الفوري واتخاذ إجراءات رادعة ضد الاحتلال، مؤكدًا أن هذه الجرائم “لن تمر دون محاسبة”. كما حمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة، التي تأتي في سياق “جرائم الإبادة الجماعية” المستمرة بحق الفلسطينيين في غزة، والتي أسفرت حتى الآن عن أكثر من 61,000 شهيد ومفقود منذ بدء العدوان.
منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 19 يناير الماضي، أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، التي نُفذت بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وعدة دول أوروبية، عن استشهاد وإصابة أكثر من 160,000 فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11,000 مفقود، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وطالب الثوابتة بوقف فوري للعدوان وفتح تحقيق دولي محايد في هذه الجرائم، لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.