ذكرت مصادر طبية وشهود عيان وضباط ونشطاء في الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية تحاصر مستشفى عسكريًا استراتيجيًا في أم درمان، حيث يُعتقد أن الرئيس السابق عمر البشير وبعض مساعديه يُحتجزون فيه.
وكانت قوات الدعم السريع قد فرضت حصارًا على مستشفى عالية العسكري العسكري وثكنة المهندسين ووحدات الجيش المجاورة في المدينة التي تدور فيها الاشتباكات العنيفة منذ نحو ثلاثة شهور.
وأشارت مصادر طبية إلى أن بكري حسن صالح، وهو جنرال سابق في عهد البشير، وآخر من مساعدي الرئيس السابق، يتواجدون معه في المستشفى، إلى جانب ضباط كبار يشرفون على العمليات الدفاعية.
وكان البشير محتجزًا في سجن كوبر في الخرطوم عندما اندلعت الحرب، وسرعان ما نقله الجيش إلى مستشفى عالية في بداية القتال.
وخلال عام 2019، أطاح الجيش بالبشير من منصب الرئاسة بعد 30 عامًا في السلطة، وهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب.
كما تحاصر قوات الدعم السريع أيضًا مناطق استراتيجية حول المستشفى العسكري، بما فيها مقر رئيس الأركان وحامية المهندسين ومواقع عسكرية أخرى، حسبما أفادت مصادر محلية.
موقع استراتيجي
يقع مستشفى عالية بالقرب من أحد الجسور الرئيسية التي تربط أم درمان بالخرطوم من الشرق، وتعتمد مكانته الاستراتيجية على قربه من مجلس النواب وعدة قواعد عسكرية، وهو قريب من مواقع تعسكر فيها أعداد كبير من قوات الدعم السريع.
ويقع البرلمان السوداني شمال مستشفى عالية وكذلك شارع الموردة الرئيسي بأم درمان، أما في الجنوب، فهناك قاعدة الصالحة التابعة لقوات الدعم السريع، القريبة من الشارع الموصل إلى قاعدة طيبة لها ومقر شرطة الاحتياط المركزية التي استولت عليها القوات شبه العسكرية مؤخرًا.
وقال شهود عيان ومصادر من القوات المسلحة السودانية إن الجيش نشر نقاط تفتيش شديدة الحراسة على الطرق الرئيسية المؤدية إلى مستشفى عالية، لكن قوات الدعم السريع تحاول الالتفاف عليها.
ونفت قوات الدعم السريع اتهامات عناصر من الجيش لها باستهداف المستشفى، قائلة إن هدفها الرئيسي هو حامية المهندسين.
لكن مصدراً آخر من قوات الدعم السريع أكد أن القوات شبه العسكرية كانت تحاصر بالفعل المستشفى وحامية الجيش القريبة منه “لأن القوات المسلحة السودانية وضعت مدافع ثقيلة في هذه الأماكن واستهدفت المدنيين من هناك، ونريد وقف ذلك”.
واحتدم القتال حول المستشفى، حيث قال أحد سكان أم درمان إن المعارك مستمرة، بما في ذلك الضربات الجوية الشديدة.
الطريق السري
ورغم تطويق الوحدات شبه العسكرية للمنطقة المحيطة بالمستشفى، إلا أن الجيش قام بتأمين طريق إمداد سري، الأمر الذي أكده أخبر أحد المسعفين من الذين عبروا منه في وقت سابق من الحرب.
وقال:” بمساعدة بعض ضباط القوات المسلحة السودانية، تمكنت من دخول المستشفى، حيث تقوم القوات المسلحة السودانية بتأمين طريق سري”.
“البشير ومساعدوه ما زالوا في المستشفى وضباط الجيش الكبار الآخرون مع عائلاتهم هناك أيضا”. – مصدر طبي
وقال ضابط عسكري كبير متقاعد إن الجيش سيحفر ويقاتل بقوة للحفاظ على موطئ قدمه في المنطقة المحيطة بمستشفى عالية.
ووفقًا للضابط المتقاعد، فإن قوات الدعم السريع تعمل على إرهاق الجيش بعدد كبير من المقاتلين والمركبات، لكن القوات المسلحة السودانية ستحاول مواجهة ذلك بحركات دفاعية وهجومية.
أما بالنسبة للبشير، فيعتقد الضابط أنه سيتم إبعاده عن الخطر قبل أن تتمكن قوات الدعم السريع من القبض عليه.
وقال “في النهاية، يمكن للقوات المسلحة السودانية فتح العديد من الممرات لنقل البشير أو أي ضابط كبير آخر بأمان من مكان إلى آخر”.