يتطلع شيلو والعديد من الأطباء الإسرائيليين الآخرين إلى التوجه للعمل في الخارج، بعدما دفع الاستقطاب السياسي الذي عمقه برنامج الإصلاح القضائي للحكومة الأطباء للتساؤل عن مستقبلهم المهني.
وقال شيلو، 32 عاماً، أنه قضى ست سنوات من عمره أنفق خلالها من ماله الخاص ليصبح “طبيباً لمن لا يقدرون مدى سوء هذا التشريع للأطباء والمرضى معاً”.
وفي المقابل، تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة للاستفادة من هذا الوضع من خلال تقديم عروض لعقود عمل سخية لاستقطاب الأطباء الإسرائيليين.
وبحسب تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد انضم آلاف الأطباء إلى مجموعات حوارية على وسائل التواصل الاجتماعي بحثًا عن نصائح حول السفر إلى الخارج، بينما تلقى آخرون بالفعل عروضًا عالية الأجر من الإمارات والبحرين، اللتين قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020.
وتشمل العروض المقدمة تأشيرات طويلة الأجل ورواتب أعلى بثلاث مرات مما هي عليه في إسرائيل، بالإضافة إلى فرص التعليم وحزم انتقال مريحة لعائلات الأطباء.
ويتزامن ذلك مع تواصل موجة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد برنامج الإصلاح القضائي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث أقر المشرعون الإسرائيليون الشهر الماضي مشروع قانون رئيسي فيه يتعلق بإلغاء “معيار المعقولية”.
ويمثل الاستقطاب السياسي المتعلق بالخلاف حول الإصلاحات جزءاً من دوافع بعض الأطباء الإسرائيليين الشباب لإعادة التفكير في مستقبلهم في البلاد حيث أصبحت أوروبا وجهةً أساسيةً خاصة لأولئك الذين درسوا هناك.
وأوضح شيلو، وهو اسم مستعار للطبيب الذي يعمل في مركز ولفسون الطبي في حولون، جنوب تل أبيب أن الأطباء الذين عادوا من أوروبا بشهادة طبية “لم يكونوا موضع ترحيب كبير، أو على الأقل لم يحصلوا على الظروف التي يريدونها”.
وكانت مقالة افتتاحية حديثة في جيروزاليم بوست قد حذرت من خطر انهيار نظام الرعاية الصحية الإسرائيلي، مشيرةً إلى أن “الإصلاح القضائي قد يسرع العملية”.
وانضمت الجمعية الطبية الإسرائيلية (IMA) التي ينتسب لها نحو 95% من الأطباء إلى الاحتجاجات، حيث نظمت إضرابًا لمدة ساعتين في منتصف تموز/ يوليو احتجاجاً على الإصلاحات القضائية المقترحة.
وحذر حجاي ليفين، رئيس الاتحاد الإسرائيلي لأطباء الصحة العامة، مؤخرًا من أن الإصلاح القضائي يمكن أن يؤثر بشدة أيضًا على مهنة الطب.
وتواجه إسرائيل نقصاً حقيقياً في أعداد الأطباء، حيث أكد شيلو أن السبب في توجه الآلاف منهم للتفكير في مغادرتها يرجع إلى الظروف السياسية، مؤكداً أن العمل في الإمارات ينطوي على بذل جهد أقل براتب أكبر وهو ” وضع مربح للأطباء الإسرائيليين وحكومة الإمارات العربية المتحدة”.
واعتبر شيلو توجه الأطباء الإسرائيليين للعمل في الإمارات نقطة تحول وتطور يصعب تجاهله، مبيناً أن “نظام الرعاية الصحية في إسرائيل في حالة سيئة للغاية في الوقت الحالي”.
وأوضح الطبيب أن “الرواتب سخيفة، وأوقات انتظار الأخصائي يمكن أن تمتد من ثلاثة إلى ستة أشهر، فيما يعمل الأطباء في نوبات عمل تصل مدتها إلى 26 ساعة”.
وختم شيلو بالتأكيد أنه “من الصعب حقًا مغادرة منزلك وعائلتك وأصدقائك والوصول إلى مكان تختلف فيه الثقافة واللغة، ولكني أعتقد أيضًا أن البعض منا قد وصل إلى حد لا يطاق، لذلك، قد نرى الناس يغادرون”.