أثار المقطع الترويجي لفيلم الخيال العلمي المرتقب (The Creator (2023 ضجةً كبيرةً على الإنترنت بسبب استخدامه الواضح لمقاطع فيديو من انفجار مرفأ بيروت الدامي في لبنان عام 2020.
وعبَّر رواد وسائل التواصل الاجتماعي عن شعورهم بالإحباط مما وصفوه بالقرار “غير الحكيم” و “الذوق السيئ” الذي تجلى بعرض تلك المقاطع قبل أسابيع قليلة من الذكرى الثالثة للمأساة التي وقعت في الرابع من آب/ أغسطس.
ديزني تستغل مأساة #انفجار_مرفأ_بيروت للترويج والترفيه! pic.twitter.com/NkzoJYsjd5
— TheCradleArabic (@TheCradleArabi) August 4, 2023
ووصف أحد المغردين العرض بأنه “استغلال مأساة الحياة الواقعية من أجل الترفيه” قائلاً أن ذلك “أمر مسيء ومثير للاشمئزاز”.
وكان الانفجار قد أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 200 شخص وإصابة حوالي 6000 آخرين، وتدمير مساحات واسعة من العاصمة اللبنانية.
ولا يزال الكثيرون في لبنان يعانون حتى اليوم من تبعات الانفجار، حيث تواصل عائلات الضحايا والجماعات الحقوقية المطالبة بإجاباتٍ للأسئلة المتعلقة بالانفجار وتحقيق العدالة في ظل استمرار تعثر التحقيق في الحادث بسبب الخلافات السياسية.
لاحظ أحد المغردين على منصة Reddit أوجه التشابه بين برومو الفيلم وانفجار بيروت لأول مرة في 17 تموز / يوليو، ثم بدأت مشاركته على نطاق واسع بعد أن نشر استوديو الإنتاج الأمريكي Corridor مقطع فيديو يحلل المشاهد المستخدمة في البرومو، مشيرًا إلى أوجه التشابه الكبيرة مع لقطات من الانفجار.
وعلق قائلاً إن المباني التي تظهر خلف منشآت CGI المستقبلية في البرومو تطابق تماماً بعض المباني الموجودة فعلاً في لبنان.
وأعرب أحدهم أيضاً عن خيبة أمله، فكتب:” أنا حزين حقًا لما قام به صناع الذكاء الاصطناعي … لقطة الانفجار الذي دمر المدينة هي إعادة صياغة للقطات حقيقية لانفجار بيروت!
وعلق آخر بالقول إن استخدام اللقطات كان “محرجًا للغاية”، مضيفًا أنه من المفترض استخدام الأفلام “للهروب من الواقع”.
وقالت إحدى التغريدات أن الفيلم بدا رائعًا حتى اللحظة التي ظهرت فيها مباني لبنان، “الناس يموتون، وهوليوود تكسب الأموال”.
وناقش مغردون آخرون استخدام هوليوود في الماضي لكوارث العالم الحقيقي، مشككين في أن تكون هذه هي المرة الوحيدة التي تدخل فيها مشاهد حقيقية من الكوارث في الأفلام.
واتهم أحد المعلقين الفيلم الذي تتولى توزيعه شركة 20th Century Studios، بالنفاق عبر استخدام مواد غير غربية للترفيه، وقال:” كالعادة، تكون معاناتك حقيقية فقط وتستحق الاحترام إذا كنت من ذوي البشرة البيضاء”.
فقد تسبب ظهور مشهد يعرض البرجين التوأمين الذين تعرضا لهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر في فيلم Spider-Man عام 2002، بحذف برومو الفيلم مراعاة لمشاعر الأمريكيين الذي تأثروا بتلك الهجمات.