ينظر أكثر من ثلثي الشباب العربي في الشرق الأوسط إلى تركيا والصين على أنهما “حليفان قويان أو حليفان قويان إلى حد ما” للمنطقة، حسبما أظهرته الأبحاث مؤخراً.
ففي الوقت الذي يتزايد فيه تشكل عالم متعدد الأقطاب، فإن هناك حلفاء جدد باتوا يظهرون في المنطقة وفقًا للإصدار الخامس عشر من استطلاع الشباب العربي الذي نشرته وكالة الاتصالات العالمية (Asda’a Bcw) التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها.
📝 بين أمريكا وروسيا والصين.. استطلاع يكشف القوة العظمى الأكثر شعبية وسط الشباب العربي
لمزيد من التفاصيل: https://t.co/8YjdlnPo68
لتخطي الحجب في مصر: https://t.co/e3UBXd3sIK
ـــــــــــ
🟢 – لمتابعة تغطية 180 تحقيقات عبر واتساب: https://t.co/4DglCcc8OR pic.twitter.com/8pejaqS3M1— 180 تحقيقات (@180news180) June 23, 2023
وأظهر الاستطلاع الذي شارك به 3600 من الشباب الذين تمت مقابلتهم وجاهياً في 53 مدينة في جميع أنحاء العالم العربي، أن أكثر من 82% من الشباب العربي الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عاماً وصفوا تركيا بأنها “حليف قوي أو حليف قوي إلى حد ما” تليها الصين بنسبة 80%.
وكان من الملفت أن الولايات المتحدة احتلت المرتبة السابعة، حيث قال 72% من الشباب العربي إنها “حليف قوي أو حليف قوي إلى حد ما”، حتى انها جاءت بمرتبة أقل من ألمانيا التي حصلت على نسبة 78%، وأقل من فرنسا والهند اللتين حصلتا على نسب 74% و 73% على التوالي.
وفي استطلاع خاص بفئة منفصلة من التحالفات داخل العالم العربي، برزت قطر في المقدمة في أعين الشباب العربي، حيث اعتبرها 90% أنها “حليف قوي أو حليف قوي إلى حد ما”.
وجاءت مصر في المرتبة الثانية بعد قطر بنسبة 89%، تلتها الإمارات بنسبة 88%، ثم المملكة العربية السعودية بنسبة 86%.
Asda’a Bcw هي أيضًا شركة علاقات عامة تستخدم مثل هذه البيانات لإعلام وتعزيز الحكومة الإقليمية وأجندات الأعمال، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة.
فخر عربي معزز
قال مؤلفو التقرير إن مونديال قطر لكرة القدم 2022 قد عزز أيضًا سمعة البلاد وحفز العالم العربي على نطاق واسع للشعور بـ “الفخر العربي المعزز”.
كما أظهر التقرير أن الشباب العربي لا يزالون ينظرون إلى الولايات المتحدة باعتبارها قوة عظمى، حيث قال ثلث المشاركين في الاستطلاع إن الولايات المتحدة هي صاحبة النفوذ الأكبر في المنطقة، تليها الإمارات العربية المتحدة بنسبة 11%، والسعودية وإسرائيل في المركز الثالث بنسبة 10%.
وبينما يعتقد الكثيرون أن الولايات المتحدة تمتلك النفوذ الأكبر، وهو ما لم يترجم إلى رغبة في توثيق العلاقات مع واشنطن، كان ما يقرب من ثلثي المستطلعين يأملون في أن تقوم الولايات المتحدة بالانسحاب من شؤون الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من اتفاقات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة في عام 2020، والتي أقامت علاقات بين الإمارات والبحرين والمغرب والسودان وإسرائيل، يرى 87% من العرب الذين شملهم الاستطلاع أن إسرائيل “خصم قوي أو عدو إلى حد ما”.
كان هناك بعض القيم المتطرفة الغريبة وفقًا للبحث، فقد أظهر الاستطلاع أن ثلاثة أرباع الشباب الإماراتي والمصري “يدعمون بقوة أو يدعمون إلى حد ما” توثيق العلاقات مع إسرائيل.
وتعليقًا على التقرير، وصف فيصل اليافعي، محلل استطلاع الشباب العربي، النتائج بأنها مثيرة للاهتمام، قائلاً: “تتجه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا نحو الأسفل،” من حيث الكيفية التي يُنظر إليها بها في المنطقة، بينما تتجه تركيا والصين بشكل متزايد نحو الأعلى”.
مشاكل الهجرة والاقتصاد
كما خلص الاستطلاع إلى وجود حالة من الإحباط المتزايد وسط الشباب العربي تجاه الحكومات الوطنية بشأن العديد من القضايا كالتعليم والوظائف والتضخم، فشرائح متزايدة من الشباب العربي باتت تشعر بالغربة عن حكوماتها وعن عملية صنع القرار.
ويتطلع أكثر من نصف الشباب العربي في شمال إفريقيا ومنطقة المشرق العربي إلى مغادرة بلدانهم من أجل حياة أفضل، فقد كان الافتقار إلى الوظائف، وزيادة المشاكل الاقتصادية، والصراع من الأسباب الرئيسية التي تم الاستشهاد بها في رغبة الشباب للهجرة.
حتى في دول الخليج الثرية، فإن ثلث الشباب يفكرون في السفر إلى الخارج، فعلى الرغم من الديناميكية الاقتصادية الأعلى نسبيًا في الخليج، قال جيمس دورسي، أحد المحللين في التقرير: “ينظر الباحثون عن عمل في المقام الأول إلى كندا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا”.
وأضاف: “الحقيقة الصارخة وراء هذه الأرقام تحددها درجات الثقة في سياسات الحكومة”.
وقال: “على مدى السنوات الخمس الماضية، لطالما كانت الثقة في أن السياسات الحكومية ستعمل على تمكين الشباب من تحقيق أحلامهم عالية في دول مجلس التعاون الخليجي ومنخفضة في بقية العالم العربي، والتي شهد الكثير منها اضطرابات اجتماعية على مدار العقد الماضي”.
وفي ظل الاعتقاد السائد بين أكثر من ثلثي الشباب العربي أن الاقتصاد يسير في الاتجاه الخاطئ، شدد دورسي على أن الحكومات الإقليمية بحاجة إلى مضاعفة الجهود للقضاء على التشاؤم وسط الشباب ولمواجهة الاضطرابات السياسية المحتملة.