العطش وندرة المياه يدقان أبواب الشرق الأوسط وشمال افريقيا!

كشف تقرير حديث لمعهد الموارد العالمية النقاب عن أزمة مياه غير مسبوقة تواجه العالم تاركةً أكثر من خمسة بلدان في الشرق الأوسط تعاني من العجز المائي وهي البحرين وقبرص والكويت، ولبنان، وعمان، وقطر.

وبحسب التقرير الذي نُشر هذا الأسبوع فإن الدول الثلاثين الأكثر معاناة من أزمة المياه هي كلٌ من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وفلسطين ومصر واليمن وإيران والأردن وتونس والعراق والهند وسوريا، والمغرب، وإريتريا، والجزائر.

وتُظهر البيانات الواردة في التقرير أن 25 دولة تعاني من الإجهاد المائي المرتفع للغاية سنويًا، أي أنها “تستخدم أكثر من 80% من المياه المتجددة للري وسقاية الحيوانات وفي التصنيع والاحتياجات المنزلية”.

وأضاف التقرير أن “الجفاف المؤقت يعرض هذه الأنشطة كذلك لخطر نفاد المياه ويدفع الحكومات إلى الاقتصاد في استهلاكها في كثير من الأحيان”.

ويظهر التقرير أن تركيا تحتل المرتبة 39 من بين أعلى معدلات الإجهاد المائي في العالم، حيث طلب عمدة اسطنبول أكرم إمام أوغلو سكان إسطنبول يوم الأربعاء تقليل استهلاكهم للمياه، بعد أن أصبحت المدن التركية الكبرى تصارع أزمة الجفاف وسط ارتفاع درجات الحرارة.

وحث إمام أغلو سكان المدينة البالغ عددهم 16 مليون نسمة على إنقاذ، قائلاً: “كل قطرة ماء ثمينة تتدفق من الصنبور”.

جاء ذلك بعد أيام قليلة من نشر إدارة المياه والصرف الصحي في إسطنبول بيانات تظهر أن إشغال سدود المدينة وصل إلى نسبة 33% فقط في منتصف أغسطس، وهو أدنى معدل منذ تسع سنوات.

وأطلق مدير عام إدارة المياه شفق باشا حملة لتوفير المياه الأسبوع الماضي لتعويض “الجفاف الكارثي” الذي تعاني منه البلاد، قائلاً.

ووفقًا لأطلس مخاطر قنوات المياه التابع لمعهد الموارد العالمية، والذي تم نشره يوم الأربعاء، فإنه من المتوقع أن يعاني مليار شخص إضافي من إجهاد مائي مرتفع للغاية بحلول عام 2050.

كما يتوقع التقرير ارتفاعاً في الطلب العالمي على المياه بنسبة 20 إلى 25% بحلول عام 2050، وازدياداً في عدد بحيرات تجميع المياه التي تواجه تغيرات في مستوى مخزونها المائي من سنة إلى أخرى، أو إمدادات مياه أقل قابلية للتنبؤ بنسبة 19%، مما يعني أن 100% من سكان دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيعانون من إجهاد مائي مرتفع للغاية بحلول عام 2050.

ويشير التقرير إلى أن ندرة المياه في هذه الدول تُعزى في المقام الأول إلى محدودية العرض، إلى جانب احتياجات القطاعات المنزلية والزراعية والصناعية، مسلطاً الضوء على مخاطر ندرة المياه حيث يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في الصناعات وانقطاع في الطاقة وانخفاض في العائد الزراعي.

ووفقا للتقرير، فقد أصبح الاستقرار الغذائي العالمي حاليًا في خطر، حيث يعاني ما نسبته 60%  من المحاصيل المروية في العالم من عجز مائي حاد، خاصة المحاصيل الأساسية كقصب السكر، والقمح، والأرز، والذرة.

مقالات ذات صلة