تعرضت مغنية الراب الأسترالية إيغي أزاليا لانتقادات شديدة بسبب كلمات أغنيتها المثيرة للجدل والتي تجرأت فيها على الذات الإلهية وتطاولت فيها على الأنبياء مطالبةً الجمهور “بالركوع للإلهة” خلال حفل في المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي.
وقد أدان الكثيرون الكلمات ووصفوها بأنها كلمات تحث على الكفر، واتهموا المملكة بمعاييرها المزدوجة في السماح بإقامة عرض برغم تعرضه للشجب باعتباره مناهضًا للإسلام.
أثارت #مغنية الراب الأسترالية إيغي أزاليا، موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أدائها أغنية خلال حفل في العاصمة #السعودية الرياض، تجرأت فيها على الذات الإلهية، وتلفظت بكلمات اعتبرها مغردون ونشطاء استفزازا لمشاعر #المسلمين.#زقاق_بلس pic.twitter.com/XY4lsamvrc
— زقاق بلس (@Zuqaq_Plus) August 30, 2023
واشتمل حفل أزاليا الذي أقيم يوم الجمعة الماضي ضمن بطولة الرياضات الإلكترونية Gamers8 بالعاصمة السعودية الرياض، على أغنية Goddess، التي بدأتها بالهتاف للجمهور: “سيداتي، أحدثن بعض الضجيج، إنه عالم المرأة!”
وتعرضت الأغنية إلى إدانة واسعة بسبب مناقضتها للقيم الإسلامية، داخل وخارج المملكة العربية السعودية، حيث أثارت كلماتها ردود فعل عنيفة للغاية حيث تقول: “نخاطب الأنبياء، لا يمكن لأي رجل أن يوقفنا، اسجدوا للإلهة”.
تجرأ واضح على الذات الإلهية في حفل المطربة الاسترالية في المملكة، أين هيئة كبار العلماء؟ أين الفوزان والمغامسي وشيوخ السلطان؟ pic.twitter.com/X18sd8HKGh
— نحو الحرية (@hureyaksa) August 28, 2023
ويأتي هذا الأداء في الوقت الذي تنفتح فيه المملكة العربية السعودية بشكل متزايد على الترفيه، كجزء من رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030، وهي محاولة لتنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن النفط ولاستقطاب المزيد من السياح.
لكن الناس صدموا بسبب أداء المغنية الفاضح واللغة المستخدمة خلال الحفل، خاصة وأن المملكة العربية السعودية سبق أن سجنت أشخاصًا بتهمة الترويج لـ “الردة والكفر والإلحاد”.
وعبر العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن آرائهم حول الحفل عبر الإنترنت، وكتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على منصة X، المعروفة سابقًا باسم تويتر:
“لقد حكمت المملكة العربية السعودية للتو على مستخدم حساب مجهول على تويتر، لديه 10 متابعين فقط، بالإعدام لمجرد انتقاده محمد بن سلمان، لكنها في ذات الوقت تحيي حفلاً موسيقيًا في الرياض للمغنية إيغي أزاليا التي استهزأت بالله وأنبيائه أمام الآلاف”.
وتابع المنشور: “لا أحد يطالب بإعدام إيغي أزاليا، لكن ما يهم هو أن هذا يظهر أولويات الحاكم الذي يعتبر أن السخرية من شخص ما جريمة أشد من الكفر”.
ووصف أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أزاليا بالـ “عاهرة” وأنها نجمة الأفلام الإباحية “OnlyFans”، حيث قال النقاد إن كلمات الأغاني تعتبر انتهاكًا صارخًا للأعراف الإسلامية والثقافية في المملكة العربية السعودية.
المشكلة لم تكن في تمزّق سراويل المغنّية، بقدر ما كانت في كلمات الأغنية وفي المغنّية نفسها التي تُعدّ ضمن قائمة من مغنّي “الراب” الذين يعتقدون أنهم آلهة، أو بدؤوا في الشعور بأنهم آلهة، كما تؤكد مصادر عدّة منها هذا الموقع:https://t.co/oKmJrvCqRL
الكلمات التي غنّتها #إيغي_أزاليا… pic.twitter.com/eJ0vzoPykx
— أحمد بن راشد بن سعيّد (@LoveLiberty_2) August 28, 2023
ظلت المملكة العربية السعودية تعرف لوقت طويل بطابعها المحافظ باعتبارها راعية لأكثر المواقع الإسلامية قدسية، حيث كان يُعهد للجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراقبة الانضباط الأخلاقي ومنع الإسفاف في حياة المجتمع العامة والخاصة، هذا الإرث هو الذي جعل أداء المغنية موضع جدل للكثير من الناس.
كما تعرض حفل إيغي أزاليا لانتقادات بسبب الاختيار المثير للجدل لملابسها، حيث تمزق بنطالها في خلل واضح على المسرح بعدما بدأت أغنيتها، ليسارع أحد أعضاء فريق الإنتاج على الفور بالصعود إلى المسرح لتزويد أزاليا ببطانية لتغطية ساقيها، إلا أنها شوهدت وهي تغادر المسرح بعد فترة وجيزة من تلقيها أمر بتغيير ملابسها.
وسارع مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى انتقاد ليس فقط منظمي الحفل، بل الحاضرين أيضًا.
وأشار المستخدمون أيضًا إلى أنه كان ينبغي على أزاليا وفريقها أن يعرفوا مدى خطورة تداعيات الأداء في المملكة العربية السعودية.
كما أثار الحادث جدلاً عبر الإنترنت حول مدى ملاءمة أداء أزاليا والحساسية الثقافية داخل صناعة الترفيه السعودية.
وتساءل أحد المستخدمين عن كيفية السماح بإقامة مثل هذا العرض الذي يتعارض مع القيم الإسلامية في المملكة، قائلاً: “أين هم كل الشيوخ السعوديين الذين يمكنهم معالجة هذا؟ إنهم جميعاً في السجن.”
وخلال الأعوام الأخيرة، اتخذت السعودية خطوات نحو التحرر الثقافي، بما في ذلك السماح للمطربين ومغني الراب الغربيين بما في ذلك فرقة بلاك آيد بيز، وشون بول، وإنريكي إغليسياس، وديفيد جيتا بأداء عروضهم في الرياض وجدة.
وأثارت مساعي تحديث المملكة انتقادات من قبل منظمات حقوق الإنسان، بسبب المعايير المزدوجة في سياسات ولي العهد، قائلة إن المواطنين السعوديين لا يتمتعون بنفس الحريات التي يتمتع بها السياح، وأن المملكة تستخدم الترفيه لتبييض الجرائم.
وفي ذات الوقت، تواصل السلطات ممارسة إجراءاتها الصارمة ضد الدعاة ونشطاء حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين الذين ينتقدون المملكة في منصات التواصل الاجتماعي.