ارتفعت حصيلة قتلى الزلزال الأكثر عنفاً في المغرب منذ عقود إلى 2122 قتيلاً على الأقل و 2421 جريحاً بينهم 1404 في حالة حرجة، في الوقت الذي تتدفق فيه القوات المغربية وخدمات الطوارئ على القرى الجبلية النائية حيث يخشى من وجود ضحايا محاصرين هناك.
وأعلنت السلطات المغربية السبت الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، لكن الصليب الأحمر حذر من أن إصلاح الأضرار قد يستغرق سنوات.
المصلون في المسجد الأقصى يؤدون صلاة الغائب، ظهر اليوم، من داخل المصلى القبلي؛ على ضحايا الزلزال الذي ضرب المغرب أمس، وحصد حتى اللحظة أكثر من 2012 قتيلا وأكثر من ألفي مصاب.#القدس_البوصلة pic.twitter.com/IUHlqm7Yym
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) September 10, 2023
وكانت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قد قالت أن زلزالا بقوة 6.8 درجة ضرب في وقت متأخر من يوم الجمعة منطقة جبلية على بعد 72 كيلومتراً جنوب غرب مدينة مراكش.
وشعر السكان في مناطق بعيدة مثل هويلفا وخاين في جنوب إسبانيا بالهزات، وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 300 ألف شخص تأثروا في مراكش والمناطق القريبة منها.
لماذا يقع المغرب في دائرة خطر الزلازل؟#الشرق #الشرق_للأخبار#زلزال_المغرب pic.twitter.com/h13l18DaPA
— NOW الشرق (@AsharqNOW) September 10, 2023
وفي وقت سابق نقل التلفزيون المغربي الرسمي عن العقيد في الدفاع المدني هشام شكري الذي يرأس عمليات الإغاثة القول أن مركز الزلزال وقوته خلقا “حالة طوارئ استثنائية”.
وأعلن القصر الملكي الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، مع تنكيس الأعلام على جميع المباني العامة، وذلك في أعقاب اجتماع ترأسه الملك محمد السادس.
وتسبب الزلزال في أضرار واسعة النطاق ودفع السكان والسياح المذعورين إلى الهروب بحثاً عن الأمان في منتصف الليل فيما تواصلت الهزات الارتدادية القوية في مدن الرباط والدار البيضاء والصويرة الساحلية.
وقالت الثمانينية، غنو نجم، وهي من سكان الدار البيضاء أنها كانت في زيارة لمراكش عند وقوع الزلزال.
وأضافت:” كنت أوشك على النوم عندما سمعت طرق الأبواب والمصاريع، خرجت مذعورةً واعتقدت أنني سأموت وحيدةً”.
لم تُبق الهزات منزلاً قائماً في قرية تافغاغت الجبلية، القريبة من مركز الزلزال، حيث يواصل الجنود عمليات البحث بين الأنقاض، لكن أغلب الناجين توجهوا إلى المقبرة حيث تم دفع نحو 70 قرويًا.
وقال ابن القرية عمر بن حنا (72 عاماً) لوكالة فرانس برس أن “ثلاثة من أحفادي وأمهم قتلوا وما زالوا تحت الأنقاض”، مضيفاً:” قبل وقت قصير، كنا نلعب ونلهو جميعًا معًا”.
ويعد هذا زلزال الأقوى الذي يضرب المملكة الواقعة في شمال إفريقيا على الإطلاق، وقد وصفه أحد الخبراء بأنه “الأكبر في المنطقة منذ أكثر من 120 عامًا”.
وذكر بيل ماكغواير، الأستاذ الفخري في كلية لندن الجامعية البريطانية:” لا يتم بناء منازل بالقوة الكافية في الأماكن التي تندر فيها الزلازل، لذلك فإن الكثير منها ينهار عند وقوع زلزال، مما يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا”.
وأظهرت المعطيات المحدثة لوزارة الداخلية السبت أن غالبية ضحايا الزلزال قضوا في الحوز، مركز الزلزال، وولايتي تارودانت.
وقال منتصر عطري، أحد سكان قرية أسني إن البحث جار عن ناجين في قريته التي دمرت أغلب منازلها جراء الزلزال.
بدوره، ذكر المهندس فيصل بدور، إنه شعر بالزلزال ثلاث مرات في المبنى الذي يقطنه بمراكش.
وأضاف:” هناك عائلات لا تزال تنام في الخارج لأننا كنا خائفين للغاية من قوة هذا الزلزال، كان الصراخ والبكاء لا يطاق”.
وقال الفرنسي مايكل بيزيه (43 عاما) الذي يملك ثلاثة منازل تقليدية في المدينة القديمة بمراكش، لوكالة فرانس برس إنه كان في فِراشه عندما وقع الزلزال.
وتابع:” ظننت أن سريري سيقذف بعيداً، خرجت إلى الشارع نصف عار وذهبت على الفور لرؤية الحديقة، كانت الفوضى عارمة وكارثة حقيقية بشكل جنوني”.
ودعا المركز الجهوي لنقل الدم بمراكش السكان إلى التبرع بالدم لصالح المصابين، حيث نشر نجم كرة القدم المغربي أشرف حكيمي صورة لنفسه وهو يتبرع بالدم بينما قالت المستشفيات إن مخزونها من أكياس الدم ينفد وحثت الناس على التبرع.
وفي السياق، تم تأجيل المباراة التأهيلية لكأس الأمم الأفريقية التي كان سيلعبها المنتخب المغربي ضد ليبيريا يوم السبت في مدينة أغادير الساحلية، إلى أجل غير مسمى.
وأصدر نظام USGS PAGER، الذي يقدم تقييمات أولية لتأثير الزلازل، “تحذيرًا أحمر” من الخسائر الاقتصادية، متوقعاً وقوع أضرار واسعة النطاق جراء الزلزال.
وأعلن الصليب الأحمر إنه يحشد الموارد لدعم الهلال الأحمر المغربي، لكن مديره في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسام الشرقاوي، قال:” نحن نتطلع إلى أشهر عديدة إن لم يكن سنوات من الاستجابة”.
وقدم زعماء أجانب تعازيهم للمغرب وعرض العديد منهم على الرباط المساعدة، بما في ذلك إسرائيل التي طبع المغرب علاقاته معها عام 2020.
وأعلنت الجزائر، المنافسة الإقليمية للمغرب تعليق الحظر المفروض منذ عامين على جميع الرحلات الجوية المغربية عبر مجالها الجوي لتمكين توصيل المساعدات وعمليات الإجلاء الطبي.
كما تدفقت على الرباط رسائل الدعم والمواساة من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية والصين وتركيا.
ومن المزمع أن تستضيف مراكش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ابتداء من 9 تشرين أول/ أكتوبر المقبل.
وقال متحدث باسم الصندوق:” تركيزنا الوحيد في هذا الوقت ينصب على شعب المغرب والسلطات التي تتعامل مع هذه المأساة”.
وكان ما لا يقل عن 628 شخصًا قد قتلوا وأصيب 926 آخرون عندما ضرب زلزال الحسيمة في شمال شرق المغرب عام 2004، وفي عام 1960، أدى زلزال بقوة 6.7 درجة في أغادير إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص.
كما زلزال الأصنام الذي ضرب الجزائر بقوة 7.3 درجة إلى مقتل 2500 شخص وتشريد ما لا يقل عن 300 ألفاً عام 1980.