مع تكشف حجم الأضرار الناجمة عن الزلزال الذي ضرب جنوب غرب المغرب، دعا العديد من الجزائريين قادتهم إلى تقديم المساعدات الإنسانية للبلد الذي لطالما ظل منافساً إقليمياً للجزائر منذ فترة طويلة.
احتدت التوترات المستمرة منذ عقود بين المغرب والجزائر منذ أن قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع الرباط في آب/ أغسطس 2021 وأغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية والعسكرية.
ويدور الخلاف بين البلدين حول الصراع بشأن قضية الصحراء الغربية وتحرك المغرب لتطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المملكة على المنطقة المتنازع عليها.
ومع ذلك، فقد أعربت وزارة الخارجية الجزائرية السبت عن “الحزن الشديد” و”المصاب العميق” الذي تتابع به الجزائر تبعات الزلزال الأقوى الذي يضرب المغرب منذ عام 1900، حيث قُتل ما لا يقل عن 2497 شخصًا، وأصيب الآلاف وما زال الكثيرون في عداد المفقودين، وفقًا لآخر تحديث لوكالة الأنباء الحكومية.
وأضافت الوزارة: “وفي هذه المحنة الأليمة، تتقدم الجزائر بخالص تعازيها لأسر الضحايا والشعب المغربي الشقيق، مؤكدة لهم عميق تعاطفها، وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى”.
وبعد ساعات قليلة من وقوع الزلزال، أعلنت الرئاسة “الاستعداد التام لتقديم المساعدات الإنسانية للمغرب وحشد كافة الإمكانات المادية والبشرية تضامنا مع الشعب المغربي الشقيق، في حال طلب المملكة المغربية”. كما أعلنت الرئاسة أن الجزائر فتحت مجالها الجوي أمام رحلات المساعدات الطبية.
وأكدت الجزائر يوم الأحد استعدادها لإرسال فريق تدخل من الحماية المدنية يضم 80 عنصراً من رجال الإنقاذ وفريقاً من الكلاب المدربة على عمليات البحث تحت الأنقاض، بالإضافة إلى مساعدات إنسانية وفريق طبي.
وقد لقيت هذه التصريحات استحساناً من قبل الجزائريين، الذين لم يتوانوا في إبراق رسائل التضامن منذ وقوع الزلزال.
وقال لاعب الكيك بوكسينغ الجزائري، نور الدين محيي الدين، مباشرة بعد فوزه على الفرنسي عبد الرحمن كوليبالي في بطولة مجد 88، “لدي رسالة لإخواني المغاربة […] الله يرحمهم ويخفف آلامهم”.
وخلال البطولة الدولية نفسها والتي أقيمت في باريس السبت، انسحب الملاكم المغربي بدر هاري من المنافسة متأثرا بالكارثة، وقال: “الناس يقاتلون للبحث عن الجثث في المغرب، فلن أقاتل أنا من أجل الترفيه”.
وفي الجزائر العاصمة أيضاً، كتبت الصحفية غانية موفق: “عندما يرتجف الجار، نرتعد نحن أيضًا، نشعر بالزلزال حتى تيميمون(جنوب غرب الجزائر)، فالحزن والتضامن هو أقل ما يمكننا القيام به”.
وفي ذات الوقت، قال حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وهو حزب سياسي علماني، في بيان صحفي: “ليس هناك ما هو أهم من التضامن الفعال مع الشعب المغربي الشقيق”.
وكتبت صحيفة المجاهد المعروفة بولائها للحكومة في مقال افتتاحي يوم الأحد أن “المساعدة المتبادلة والتضامن والتعاطف هي ثوابت راسخة في العلاقات التي تقيمها الجزائر مع جيرانها” وأن “الاضطرابات في الوضع الإقليمي لا تقوض الشعور بالتفاهم في أوقات المعاناة”.
كما أن المغرب بدوره كان قد عرض المساعدة على الجزائر عندما كانت تكافح حرائق الغابات القاتلة في تموز/ يوليو، حيث أعربت السلطات المغربية عن استعدادها للمساعدة وحشدت طائرتين من طراز كنداير للمشاركة في عملية إطفاء الحرائق.