بقلم عاينه خان
ترجمة وتحرير مريم الحمد
قبل أيام ضرب زلزال، بلغت قوته 6.8 درجات على مقياس ريختر، جنوب العاصمة المغربية مراكش والتي تشتهر بمبانيها التاريخية التي تعود للقرون الوسطى وأسواقها المزدحمة، حيث تجاوز عدد الوفيات 2500 شخص.
على إثر ذلك، تضررت عدة مواقع مهمة بفعل الزلزال، بما في ذلك مسجد تينمل في جبال الأطلس الكبير والمدينة القديمة في مراكش والأسوار القديمة.
ليس هذا الزلزال الأول في المغرب، فقد تأثرت البلاد بالنشاط الزلزالي أكثر من مرات خلال ربع الألفية الماضية، منها زلزال كان مركزه شبه الجزيرة الأيبيرية شمال المغرب، والذي تسبب في دفن مدينة مغربية كبرى قبل إعادة بنائها بالكامل!
إليك أكبر 4 زلازل في تاريخ المغرب:
-
زلزال لشبونة عام 1755:
أحد أكثر الزلازل تدميراً في التاريخ الأوروبي، وكانت آثاره محسوسة في منطقة شمال إفريقيا حتى جزر الكاريبي، فقد بلغت قوته 8.8 درجة، وكان مركزه المحيط الأطلسي قرب رأس الغارف في مدينة كيب سانت فنسنت في البرتغال.
تسبب الزلزال في دمار كبير تبعته حرائق وتسونامي وصل العاصمة البرتغالية وما حولها، وتوفي العديد من سكان لشبونة في الكنائس خلال عيد القديسين، ويقدر عدد الضحايا بين 40 إلى 50 ألف شخص، يعتقد أن 10 آلاف منهم كانوا من المغرب، حيث تعرضت مدن الرباط والعرائش وأصيلة وأغادير الساحلية لدمار كبير، ووصل الضرر إلى مدن فاس ومكناس ومراكش، كما تأثرت مدينة الجديدة التي كانت في ذلك الوقت تحت السيطرة البرتغالية.
ويعتبر زلزال لشبونة من أبرز الحوادث في التاريخ الأوروبي وذلك لتأثيره على تطور العلوم والفلسفة، فقد تمت مناقشة أسباب الزلزال وآثاره على نطاق واسع بين العلماء ومفكري التنوير آنذاك، مثل جان جاك روسو وإيمانويل كنت وفولتير، وتمحورت النقاشات حول الحكم الإلهي والعقاب، في ظل زلزال ضرب منطقة ذات أغلبية كاثوليكية، كما أدى هذا الزلزال أيضاً إلى ظهور أول الدراسات الحديثة في علم الزلازل.
-
زلزال مكناس عام 1755:
لم تكد تمضِ أسابيع قليلة على زلزال لشبونة حتى ضرب ولوال ضخم آخر المغرب، عُرف بزلزال مكناس شمال المغرب، حيث قدرت قوته بين 6.5 و7 درجات، واعتبرت هزة ارتدادية لزلزال لشبونة آنذاك، إلا أن الدراسات الحديثة اعتبرته حدثاً منفصلاً.
تسبب زلزال مكناس في دمار شامل في مدينتي مكناس وفاس المغربيتين، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 ألف شخص، ووفقاً للروايات التاريخية، فقد مات نصف سكان مكناس البالغ عددهم 16 ألفاً آنذاك، بالإضافة إلى مصرع 4 آلاف آخرين من مناطق مجاورة وقرابة 3 آلاف شخص في فاس.
ألحق الزلزال أيضاً أضراراً كبيرة بموقع فولوبيليس الأثري، وهو موقع استوطنته الإمبراطورية الرومانية وتم إدراجه على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1997.
-
زلزال أغادير عام 1960:
يعد هذا الزلزال الأكثر تدميراً في تاريخ المغرب الحديث، حيث تسبب زلزال بقوة 5.8 درجة في دفن مدينة بأكملها وقتل حوالي 15 ألف شخص، أي قرابة ثلث سكان مدينة أغادير، فيما أصيب فيه 25 ألف شخص وشُرد أكثر من 35 ألف شخص آخرين.
تسبب زلزال أغادير، الذي استمر مدة 15 ثانية فقط، بكسر على طول الخط التكتوني لسطح الأرض في منطقة جبال الأطلس الجنوبية.
يذكر أن الزلزال وقع في الليلة الثالثة من شهر رمضان، حيث كان العديد من السكان مجتمعين على طعام الإفطار، كما شاركت في الإنقاذ فرق عسكرية فرنسية وأمريكية وهولندية.
دمر الزلزال قصبة أغادير، وهو معلم يعود تاريخه إلى القرن 16 كان قد تضرر في زلزال لشبونة قبل ذلك، وتقع مدينة أغادير الحالية على بعد ميل واحد جنوب العاصمة السابقة، بعد أن أُعيد بناؤها بالكامل بأمر من الملك الراحل محمد الخامس.
-
زلزال الحسيمة عام 2004:
زلزال ضرب الساحل الشمالي للمغرب في مدينة الحسيمة الريفية على طول البحر الأبيض المتوسط، وبلغت قوته 6.5 درجة، وقد نتج عن النشاط الزلزالي تحرك الصفائح التكتونية الإفريقية والأوراسية في المنطقة الأكثر نشاطاً في البلاد.
أدى الزلزال إلى مقتل نحو 630 شخصاً وإصابة أكثر من 900 شخص ونزوح ما يقرب من 15 ألف شخص من منازلهم، وعلى غرار الزلزال الأخير، فقد كانت المناطق المتضررة جبلية بطبيعتها مما صعب وصول خدمات الطوارئ إليها.
يذكر أن آثار الهزات وصلت إلى جزيرة مليلة التي تحتلها إسبانيا، وإقليم جبل طارق التابع للحكم البريطاني.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)