كشف تقرير صادر عن مختبر كندي أن هاتف المرشح الرئاسي المصري أحمد الطنطاوي تعرض للاختراق عبر برامج تجسس أوروبية عدة مرات بعد أن أعلن عن رغبته في الترشح للرئاسة المصرية.
و توصل مختبر الأبحاث، الذي تشمل أنشطته التحقيق في قضايا التجسس الرقمي بحق المجتمع المدني، إلى تعرض هاتف النائب السابق الطنطاوي للاختراق ببرنامج التجسس بريداتور.
معمل “Citizen Lab” يكشف عن اختراق هاتف #المرشح_الرئاسي المحتمل #أحمد_الطنطاوي، بسلسلة هجمات باستخدام برمجية تجسس بريداتور “Predator”، خلال مايو الماضي وسبتمبر الجاري. pic.twitter.com/eq7cJTlbJJ
— Dr.Sam Youssef Ph.D.,M.Sc.,DPT. (@drhossamsamy65) September 14, 2023
وأكد أحمد عابدين، المستشار السياسي لحملة الطنطاوي، أن المرشح الرئاسي كلف المختبر بفحص أجهزته.
وقال:” ذهبنا إلى المختبر لفحص الهاتف بسبب وجود بعض علامات الاختراق، فقد كانت هناك تسريبات لمعلومات عن الحملة وبعض المشكلات في المكالمات المستقبلة على هاتف أحمد، وكان من الواضح جدًا أن الهاتف لم يكن يعمل بشكل طبيعي”.
وأكد عابدين أن الطنطاوي سيواصل ترشحه للرئاسة على الرغم من القرصنة، وأضاف: “سنواصل السباق نحو الانتخابات الرئاسية حتى النهاية، لا شيء يمكن أن يوقفنا”.
كما اكتشف مختبر “سيتيزن لاب” التابع لجامعة تورنتو الكندية، أن هاتف الـ “آيفون” الخاص بالطنطاوي تم استهدافه في الفترة ما بين أيار/مايو وأيلول/ سبتمبر 2023، ومن المحتمل أن يكون تعرض للاختراق في مناسبات أخرى.
وقال الطنطاوي: “تلقيت رسائل متكررة تفيد باختراق حسابي على واتساب، وتدعوني لفتح روابط معينة لإصلاح الاختراقات، وتلقيت نفس الرسائل عبر الرسائل القصيرة.”
ولم يحدد تقرير سيتيزن لاب الجهة المسؤولة عن الاختراقات، لكنه أوضح أنه تم باستخدام نفس برنامج التجسس الذي استخدم لاختراق هاتف السياسي المنفي أيمن نور، وهاتف مقدم برنامج إخباري شهير اختار عدم الكشف عن هويته في حزيران/ يونيو 2021، وفقًا للمختبر.
وفي آذار/ مارس، أعلن الطنطاوي أنه سيعود إلى مصر في 6 أيار/ مايو قادماً من لبنان، في محاولة للإطاحة بالرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها مطلع عام 2024، ولتقديم “بديل ديمقراطي” للسلطة الحالية.
وكان الطنطاوي، النائب اليساري السابق والعضو البارز في حزب الكرامة، قد غادر مصر العام الماضي ويقال إنه يقيم في بيروت، بعد أن ضغطت عليه الأجهزة الأمنية للامتناع عن انتقاد حكومة السيسي.
وواجهت الحكومة المصرية انتقادات متزايدة من قبل جماعات حقوق الإنسان بسبب معاملتها للمعتقلين السياسيين، حيث ورد أن عشرات الآلاف من الأشخاص محتجزون في زنازين مكتظة في ظل ظروف وحشية.
وتم تطوير برنامج بريداتور من قبل شركة مقدونية ناشئة تدعى Cytrox، ولها حضور مؤسسي لدى إسرائيل والمجر، حسبما ذكر المختبر في تقرير نُشر في كانون الأول/ ديسمبر 2021.
ومنذ أن أعلن الطنطاوي عن نواياه للترشح للرئاسة، تعرض لمتابعة متصاعدة من الحكومة المصرية، ففي أيار/ مايو، ألقي القبض على اثنين من أعمامه، فور إعلانه للترشح.
وقال محامون لـ هيومن رايتس ووتش في مايو/أيار إن السلطات المصرية ألقت القبض أيضاً على 10 رجال آخرين من أصدقاء الطنطاوي ومؤيديه.
ووفقاً لبيان صدر عن هيومن رايتس ووتش، فقد تم حبس الموقوفين الـ 12 لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق بتهمة “الانضمام إلى جماعة إرهابية”، فيما واجه بعضهم اتهامات إضافية بتمويل تلك الجماعة، و”حيازة منشورات من شأنها المساس بالأمن العام”، وحيازة أسلحة نارية ومفرقعات ومتفجرات.
وتتوارد أنباء الاختراق في الوقت الذي قالت فيه بعض المصادر لوكالة بلومبرج يوم الخميس إن مصر قد تجري انتخاباتها الرئاسية قبل نهاية عام 2023.