أضافت المملكة العربية السعودية جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر إلى خريطتها بشكلٍ رسمي، بعد سنوات من تنازل مصر عن سيادتها عليهما.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الاثنين أن الهيئة العامة للمساحة و المعلومات الجيومكانية السعودية (GASGI) أعلنت عن خريطة جديدة ومحدثة لحدود المملكة، تشمل الجزيرتين اللتين أعيدت تسميتهما مؤخراً بعد أن كانتا ولفترة طويلة موضع خلافٍ مع مصر.
ووفقاً للوكالة، فقد حثت الهيئة الجهات الحكومية على عدم نشر أي خريطة للمملكة على المواقع الإلكترونية أو في وسائل الإعلام أو الكتب أو المنشورات سوى الخريطة الرسمية المحدثة.
وأكدت الهيئة على أهمية تزويد مسؤولي المنظمات ومنظمي المؤتمرات والمنتديات الدولية ذات الصلة بالبيانات الجيومكانية بخرائط رسمية محدثة للمملكة، تشمل “الرسم الدقيق للحدود البرية والبحرية الدولية وكذلك الجزر”.
وتمت عملية نقل الجزر بعد سبع سنوات من توقيع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً رئاسياً عام 2016 بالتنازل عن الجزر رسميًا للمملكة العربية السعودية.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود قد زار القاهرة في نيسان/ أبريل من العام نفسه، وأعلن عن حزمة استثمارات بمليارات الدولارات لمصر، فيما وصفته صحيفة عكاظ السعودية بـ “مهرجان السعادة في مصر”.
ولم تخل الصفقة بين البلدين من الجدل في الشارع المصري، حيث اندلعت احتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء مصر عقب إقرار البرلمان نقل ملكية الجزر إلى السعودية.
وردد المتظاهرون هتاف “مصرية.. مصرية” في إشارة إلى سيادة بلادهم على الجزيرتين التين كانتا محل مطالبة من كل من القاهرة والرياض منذ منتصف القرن العشرين.
وتقع تيران وجارتها الشرقية الأصغر صنافير بالقرب من خليج العقبة الذي يضم موانئ تابعة لكل من المملكة العربية السعودية ومصر، إلى جانب مينائي إيلات الإسرائيلي والعقبة الأردني.
ووقعت الجزيرتان تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، قبل إعادتهما إلى مصر عام 1982 عندما وقع الجانبان اتفاقيات كامب ديفيد للسلام.
واستخدمت الجزيرتان كقاعدة لقوة حفظ السلام الصغيرة متعددة الجنسيات منذ عام 1979، في أعقاب اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، حيث تستضيف تيران التي تبلغ مساحتها 61 كيلومترًا مربعًا مطارًا تستخدمه تلك القوات أيضاً.
وترددت معلومات حول توسط الولايات المتحدة في صفقة لنقل تيران وصنافير من مصر إلى السعودية، حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال تموز/ يوليو 2022، إن قوات حفظ السلام الدولية، بما في ذلك القوات الأمريكية، ستغادر تيران بحلول نهاية العام.
وفي ذات الشهر، أخبر مسؤولون إسرائيليون موقع Axios أنهم أعطوا الضوء الأخضر للموافقة على نقل الجزر الاستراتيجية إلى المملكة العربية السعودية، لتمهيد الطريق لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
وكان من المفترض أن يتم نقل الجزيرتين من مصر إلى المملكة العربية السعودية عام 2018، لكن الاتفاق كان يتطلب موافقة إسرائيل على أي تغيير في وضع القوات الدولية في المنطقة، ضمن معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية عام 1979.