طالبت أكثر من اثنتي عشرة جماعة حقوقية في رسالة مفتوحة نشرت يوم الجمعة منصة X بضمان سلامة مستخدميها.
وجاء هذا الطلب بعد أسابيع من الحكم بالإعدام على رجل سعودي بسبب منشورات مجهولة المصدر نسبت إليه على وسائل التواصل الاجتماعي، في أحدث حكم جائر ضمن حملة القمع المتواصلة في المملكة.
وتزامن نشر الرسالة مع إطلاق دعوى مدنية أمريكية أثارت أسئلة جديدة حول مستوى أمان المستخدمين للمنصة، المعروفة سابقًا باسم تويتر في المملكة العربية السعودية، ومدى أمان البيانات التي قدمتها منذ تولي إيلون ماسك مهامه رئيساً ومالكاً لها.
وحثت المجموعات ماسك على “اتخاذ جميع التدابير الممكنة” لحماية المستخدمين عبر تعزيز تدابير الخصوصية والسلامة والامتناع عن تقديم معلومات المستخدمين الشخصية إلى السلطات السعودية.
وقالت مروة فطافطة، مسؤولة الحقوق الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمةAccess Now، وأحد الموقعين على الرسالة أن الكثيرين لا يزالون يعتمدون على منصة X، رغم أنها أصبحت “مساحةً غير آمنة للناشطين والمعارضين”.
وأضافت أنه ” ينبغي على إيلون ماسك، الذي نصب نفسه مدافعًا عن حرية التعبير، أن يدرك التداعيات المحتملة لقراراته وسياساته على حياة الناس، وأن يتخذ خطوات عاجلة لضمان خصوصية مستخدمي المنصة وسلامتهم”.
وفي تموز/يوليو، حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة في السعودية على محمد الغامدي، وهو مدرس متقاعد وشقيق ناقد بارز للحكومة، بالإعدام بسبب منشورات يقول أنصاره إنه نشرها من حساب مجهول على تويتر ويوتيوب لعدد قليل من المتابعين.
ويعد هذا أول حكم بالإعدام على الإطلاق يتم إصداره فقط بسبب النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شملت الأحكام السابقة السجن مدى الحياة وحظر السفر ضد سعوديين كان بعضهم ينشر من حسابات مجهولة، خلال العام الماضي.
ومن بين أولئك الذين صدرت أحكام قاسية بحقهم كل من:
سلمى الشهاب، طالبة دكتوراه في جامعة ليدز، حُكم عليها بالسجن لمدة 34 عامًا مع المنع من السفر لمدة 34 عامًا، لكن تم تعديل الحكم لاحقًا إلى 27 عامًا لكل من السجن ومنع السفر، بسبب تغريداتها.
نورا القحطاني، أم لخمسة أطفال، محكوم عليها بالسجن 45 عاماً بسبب تغريدات من حسابين مجهولين.
عبد الله جيلان، خريج جامعي كان يحلم بأن يصبح مُثقِّفًا حكومياً في مجال الصحة، حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات وحظر السفر لمدة 10 سنوات، بسبب تغريدات مجهولة المصدر ركزت إلى حد كبير على البطالة.
فاطمة الشواربي، حكم عليها بالسجن لمدة 30 عاماً، إضافة إلى منعها من السفر لمدة 30 عاماً وستة أشهر، بسبب تغريدات مجهولة المصدر حول السجناء السياسيين وحقوق المرأة والبطالة.
مساحة غير آمنة
وورد في الرسالة المفتوحة، قالت المنظمات إن الإنترنت لم يعد المكان الذي كان يُنظر إليه في السعودية باعتباره مكاناً آمناً لتبادل الآراء التي لا يجرؤ الناس على ” التعبير عنها في العالم الحقيقي”.
وقالت الرسالة: ” تمت محاكمة العديد من النشطاء بموجب قوانين مكافحة الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب الصارمة لنشرهم تغريدات تنتقد السلطات السعودية”.
وتابعت:” عدد متزايد من السعوديين باتوا يمارسون الرقابة الذاتية أو التغريد باستخدام أسماء مستعارة جراء ذلك، لكن هناك إشارات بأنهم قد لا يكونون آمنين رغم ذلك”.
وتستشهد الرسالة على ذلك بقضية عامل الإغاثة السعودي عبد الرحمن السدحان، الذي تعد بياناته الخاصة من بين بيانات 6000 مستخدم على تويتر يُعتقد أنه تم مشاركتها من قبل اثنين من موظفي المنصة السابقين الذين اتُهموا في الولايات المتحدة بالتجسس لصالح السلطات السعودية.
وكان السدحان يستخدم السخرية السياسية والفكاهة من حساب مجهول على تويتر للفت الانتباه إلى القضايا في المملكة، بما في ذلك البطالة والضرائب والدعوة إلى الديمقراطية.
تم إلقاء القبض على السدحان في عام 2018 واحتجز في سجن سري حيث تعرض للجلد الوحشي والتعذيب بالصدمات الكهربائية، وحكم عليه عام 2021 بالسجن لمدة 20 عاماً والمنع من السفر لمدة مثلها ولم تسمع عائلته عنه شيئاً منذ ذلك الحين.
وعبرت المجموعات الموقعة على رسالة يوم الجمعة عن شعورها بالقلق من امتثال منصة X الطوعية لمعظم طلبات الحكومات للرقابة أو المراقبة.
وقال جوش كوبر، نائب المدير التنفيذي لمنظمة “القسط” الحقوقية ومقرها المملكة المتحدة، وأحد الموقعين على الرسالة، إن منظمته لا تملك دليلاً على تسريب بيانات المستخدمين الخاصة من قبل الشركة إلى مسؤولين سعوديين كما يُزعم في حالة السدحان.
وأضاف أن كيفية تمكن المسؤولين السعوديين من التعرف على هؤلاء الأفراد، بمن فيهم الغامدي وجيلان يظل سؤالاً مفتوحاً.