ما هي المواقع الستة في الشرق الأوسط المضافة حديثاً إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو؟

بقلم بولين إرتيل

ترجمة وتحرير نجاح خاطر 

أدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو ستة مواقع من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى قائمة التراث العالمي عقب الاجتماع الذي عقدته في أيلول/ سبتمبر الماضي بالرياض عاصمة المملكة العربية السعودية. 

وتضم منطقة الشرق الأوسط المعروفة بأهميتها التاريخية وغناها الثقافي نحو مائة موقع مصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.

وتتطلع لجنة التراث العالمي التابعة للأمم المتحدة إلى تحديد مواقع التراث الثقافي والطبيعي ذي القيمة الاستثنائية للإنسانية وحماية تلك المواقع والحفاظ عليها في جميع أنحاء العالم. 

يمنح الإدراج في قائمة التراث العالمي المواقع حماية قانونية عبر اتفاقية دولية تساعد على ضمان الحفاظ عليها من قبل السلطات المحلية والحكومية.

وفيما يلي نظرة عامة على المواقع الستة المدرجة حديثًا:

فلسطين: موقع تل السلطان في مدينة أريحا الأثرية 

يعود موقع تل السلطان إلى عصور ما قبل التاريخ ويقع بالقرب من مدينة أريحا الفلسطينية التي أعلنتها الأمم المتحدة “أقدم مدينة محصنة في العالم” حيث يعود تاريخها إلى 10000 عام قبل الميلاد.

والموقع عبارة عن تل بيضاوي الشكل في وادي الأردن، يضم برجًا من العصر الحجري الحديث مع درج داخلي يعود تاريخه إلى 8000 عام قبل الميلاد على الأقل، كما يضم مقتنيات أثرية من العصر البرونزي المبكر، ويعتقد أن الموقع تأسس قبل إنشاء الأهرام في مصر.

وذكر إياد حمدان، مدير عام وزارة السياحة والآثار في أريحا، أن إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي “يعزز الهوية الفلسطينية والاعتراف الدولي بها”.

ويعد تل السلطان الموقع الخامس الذي يضم إلى قائمة التراث العالمي في فلسطين بعد كنيسة المهد مسقط رأس السيد المسيح، وطريق الحج في بيت لحم، والبلدة القديمة في الخليل، وقرية بتير جنوب القدس.

تونس: جزيرة جربة

تزخر جزيرة جربة السياحية جنوب تونس بالمناظر الطبيعية الصحراوية والشواطئ والحقول المزروعة بأشجار النخيل والزيتون، بالإضافة إلى آثار الإمبراطوريتين القرطاجية والرومانية القديمة.

وتقع الجزيرة على خليج قابس على البحر الأبيض المتوسط، وهي أكبر جزيرة في شمال أفريقيا.

ويعكس الوضع التراثي والثقافي والمعماري التنوع الديني في الجزيرة: حيث تنتصب المساجد والكنائس والمعابد القديمة جنبًا إلى جنب، ويتجمع آلاف الزوار اليهود عند كنيس الغريبة الذي يبلغ عمره 2400 عام.

اتخذت مواقع جربة خلفية في عدد من المشاهد على كوكب تاتوين في ملحمة حرب النجوم وهي الجزيرة الأسطورية التي واجه فيها يوليسيس وملّاحوه اللوتوفاج (أكلة اللوتس) في ملحمة هوميروس، والجزيرة هي موقع التراث التاسع لليونسكو في تونس.

تركيا: مدينة جورديون القديمة

تقع مدينة جورديون القديمة على بعد حوالي 90 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة التركية أنقرة، وكانت عاصمة الحضارة الفريجية، التي نشأت وسط غرب الأناضول في العصور القديمة.

تضم المدينة ثلاثة أجزاء رئيسية هي متحف جورديون، وقبر الملك ميداس، الذي يضم أقدم هيكل خشبي في العالم، ومدينة جورديون القديمة.

اكتسب الموقع أهميته من وقوعه عند تقاطع الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية العظيمة في الغرب والإمبراطوريات الآشورية والبابلية والحثية في الشرق.

وأعلن وزير الثقافة والسياحة التركي أن الملك ميداس كان يحكم المملكة الفريجية وقد تم وصف ضخامة ثروته من خلال قصص اللمسة الذهبية، وبعد فترة طويلة من زوال مملكته، أصبحت القلعة الفريجية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بانتصارات الإسكندر الأكبر في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد. 

المملكة العربية السعودية: محمية عروق بني معارض

أدرجت محمية عروق بني معارض كأول موقع تراث في المملكة من قبل اليونسكو، وهي عبارة عن صحراء رملية تعصف بها الرياح وتستضيف العديد من الأنواع النباتية والحيوانية.

تبلغ مساحتها أكثر من 12.750 كيلومتر مربع، وهي الصحراء الرملية الرئيسية الوحيدة في آسيا، وتعرض التطور البيئي والبيولوجي في المملكة العربية السعودية.

تمتد المحمية على طول الحافة الغربية للربع الخالي وهي موطن لـ 120 نوعًا من النباتات المحلية، بالإضافة إلى الحيوانات المهددة بالانقراض مثل غزال الرمل العربي والقطيع الحر الوحيد في العالم من المها العربي. 

تركيا: مساجد العصور الوسطى في الأناضول

تمت إضافة خمسة مساجد خشبية على طراز العصور الوسطى في تركيا إلى القائمة العالمية للتراث الإنساني، ليرتفع عدد المساجد المدرجة في قائمة اليونسكو في تركيا إلى 21 مسجدًا.

وتقع هذه المساجد في مدن الأناضول مثل قونية، و إسكيشهير، و أفيون قره حصار، و كاستامونو، وأنقرة، وتم بناؤها بين أواخر القرن الثالث عشر ومنتصف القرن الرابع عشر.

تتميز أعمدة هذه المساجد بتصميم هيكلي يتكون من غلاف حجري خارجي وصفوف متعددة من الأعمدة الخشبية الداخلية التي تدعم السقف الخشبي المسطح، حسبما أعلنت اليونسكو على موقعها الإلكتروني.

إيران: الخانات الفارسية

الخانات هي النزل التي كانت تنشأ في طرق الحجاج والمسافرين لتوفير المأوى والغذاء والماء لهم.

وترجع جذور كلمة “خان” إلى الكلمتين الفارسيتين “كرفان” وتعني القافلة، و”ساراي” وتعني قصر أو مسكن.

أُدرجت 54 خانًا على طول شبكة طريق الحرير التجارية القديمة في إيران على قائمة التراث العالمي لليونسكو باعتبارها تقدم نماذج هامة عن الثقافة والعمارة الفارسية والإسلامية وزخارف الطوب.

وتسلط الخانات الفارسية الضوء على وجه التحديد على أهمية السفر في تاريخ المنطقة ودورها في تعزيز التجارة والتبادل العالمي.

للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة