حذر الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي بأن قيس سعيِّد يجب أن يحاكم بتهمة ارتكاب “جريمة قتل” إذا قضى زعيم حزب المعارضة الرئيسي في تونس راشد الغنوشي نحبه داخل السجن.
وقال المرزوقي، خلال مؤتمر عقد يوم الاثنين في واشنطن العاصمة حول قضية المعتقلين السياسيين في تونس، “كن حذراً” موجهاً حديثه لسعيد.
وأضاف: “إذا مات هذا الرجل في السجن فسوف تحاسبون على جريمة القتل لأنكم تعلمون أن الزج بمثل هذا الرجل في السجن هو بمثابة حكم بالإعدام”، مشيراً إلى راشد الغنوشي، أبرز منتقدي سعيد وزعيم حزب النهضة، حزب المعارضة الرئيسي في تونس.
وكان الغنوشي قد اعتقل في نيسان/ أبريل وحكم عليه، بعد شهر، غيابياً بالسجن لمدة عام، في تصعيد كبير لما وصفه النشطاء والدبلوماسيون بأنه حملة قمع استبدادية واسعة النطاق من قبل سعيد عرضت للخطر واحدة من الديمقراطيات الوحيدة التي خرجت من احتجاجات الربيع العربي عام 2011.
ونددت منظمة العفو الدولية بحملة الاعتقالات التي طالت الغنوشي وعشرات الصحفيين والناشطين والمعارضين السياسيين لسعيد، باعتبارها “مطاردة ذات دوافع سياسية”.
ويعاني السياسي البالغ من العمر 82 عاماً من ارتفاع ضغط الدم، حيث أعربت عائلته مراراً وتكراراً عن قلقها بشأن صحته، قائلة إنه يتعرض ” لظروف غير إنسانية وقاسية”.
وكان الغنوشي قد نُقل إلى المستشفى في نيسان/ إبريل بعدما تدهورت حالته الصحية عقب اعتقاله.
انتخب قيس سعيد، أستاذ القانون الدستوري السابق، رئيساً لتونس ديمقراطياً في عام 2019، وتعهد بتطهير الفساد وتجاوز الفوضى السياسية، لكنه أخذ في تعزيز سلطته بعدما حل البرلمان عام 2021، عبر الشروع في اعتقال الصحفيين والناشطين والمعارضين السياسيين.
والآن، يحذر المرزوقي، الذي خدم كرئيس لتونس من 2011 إلى 2014، من أن سعيد سيبدأ “دورة جديدة من القمع والانتخابات الصورية”، الأمر الذي يهدد بإعادة تونس إلى ماضيها الاستبدادي.
وأعربت كوثر الفرجاني، وهي ابنة السجين السياسي التونسي سعيد الفرجاني، عن قلقها بهذا الخصوص، قائلة إن تونس تعود الآن إلى عهد الحكم الاستبدادي الذي شهدته في عهد زين العابدين بن علي الذي أطيح به خلال الربيع العربي.
وأضافت: ” لقد كان لدينا قضاء مستقل، أما الآن فلدينا سلطة قضائية يساء استخدامها”.
أُلقي القبض على سعيد الفرجاني، القيادي البارز في حزب النهضة، في تونس العاصمة في شباط/ فبراير عام 2023 بتهم عدة، من بينها غسل الأموال ومحاولة تغيير طبيعة الدولة وتقويض أمن الدولة الخارجي بالإضافة إلى اتهامات أخرى.
وقالت كوثر إن والدها وُضع في غرفة مظلمة وتم تخديره من قبل مسؤولي الأمن الذين لم يسمحوا له بالنوم وقاموا بتشغيل الموسيقى الصاخبة بجانبه.
وكان المرزوقي قد طالب القضاء والجيش التونسيين بمقاومة جهود سعيد، مخاطباً إياهم: “ابقوا بعيداً عن هذا الرجل”.
كما اتهمت منظمات حقوقية سعيد بتفريغ المؤسسات المستقلة الناشئة في تونس عبر استخدام المحاكم العسكرية لمحاكمة المعارضين السياسيين ووحدات مكافحة الإرهاب العسكرية لتنفيذ الاعتقالات.