بقلم جوناثان كوك
ترجمة وتحرير مريم الحمد
لا أدري كيف وصلنا إلى تلك النقطة التي أصبح باستطاعة إسرائيل فيها أن تأمر نصف سكان غزة، أي أكثر من مليون شخص، بالانتقال من شمال السجن إلى جنوبه، في واحدة من أكثر مناطق العالم اكتظاظاً بالسكان؟! بل تم منحهم 24 ساعة لتنفيذ ذلك وإلا!
إسرائيل تعاملت مع أمر الإخلاء باعتباره “تحذيراً مسبقاً”، وهذا مفهوم تلاعبت به إسرائيل لسنوات عديدة من أجل تشويه القانون الدولي وإضفاء الشرعية على استهدافها للمدنيين، وعليه، فكل من بقي في شمال غزة، من أطفال ومرضى ومسنين ومعاقين، سيواجه مصيراً مرعباً، إما القنابل أو الغزو البري!
لقد تم تمهيد الطريق للإبادة اليوم من قبل السياسيين والإعلام في الغرب، فقد أعطوا الضوء الأخضر لإسرائيل لتفعل ما يحلو لها
في الأيام الماضية، تحدث الزعماء الغربيون كثيراً عن الصدمة التي يعاني منها اليهود، مع العلم أنها ذات الصدمة التي تسببت دولهم بها، وضرورة عدم الإساءة لليهود أو انتقاد إسرائيل، فقد حظرت فرنسا وألمانيا المظاهرات الداعمة لغزة، وبريطانيا توشك على ذلك أيضاً.
والغريب أن لا أحد من هؤلاء القادة يشعر بالقلق حيال ما تمر به عائلات غزة من تهديد وإجلاء وقتل، سيما مع وجود تاريخ لنكبة أولى حصلت عام 1948، وما أمر الطرد الأخير إلا إعادة إحياء لتلك الصدمة، فضلاً عن الرعب الناتج عن القنابل الإسرائيلية، فهم يتعرضون للتطهير العرقي مرة أخرى على يد نفس المجرم!
مصطلح التطهير العرقي هنا ليس بمبالغة، فهم لديهم أسباب للخوف من أن ذلك لن يكون نقلاً مؤقتاً، هذا إن وصلوا إلى منطقة الإخلاء المفترضة بأمان، أو أن المنطقة الجنوبية صارت آمنة بالفعل!
خلال سنوات، حاول القادة الإسرائيليون بالتعاون مع حلفائهم الغربيين، الضغط على مصر لإعادة تشكيل صحراء سيناء كدولة بديلة لفلسطينيي غزة، وهذا أحد الأسباب لتوجس مصر وإبقائها حدودها البرية مع غزة مغلقة بإحكام، فقد كانت تخشى القاهرة هذا اليوم الذي أصبح فيه الضغط علنياً بإجلاء سكان القطاع إلى سيناء!
ضوء أخضر للإبادة الجماعية!
لقد تم تمهيد الطريق للإبادة اليوم من قبل السياسيين والإعلام في الغرب، فقد أعطوا الضوء الأخضر لإسرائيل لتفعل ما يحلو لها، حيث قام زعيم حزب العمال المعارض، كير ستارمر، بتشكيل إجماع سياسي بين الحزبين الأكبر في المملكة المتحدة، بعد إعلانه عن موقفه المتمثل في “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” من خلال “فرض حصار كامل” على غزة، يُحرم فيه سكان القطاع من الغذاء والماء والكهرباء والدواء، استناداً إلى فكرة صاغها وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، باعتبارهم “حيوانات بشرية”!
أما وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الدفاع، جرانت شابس، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك، من خلال المبالغة في إظهار العدم الكامل لإسرائيل في “الدفاع عن النفس”.
على الجانب الآخر، أشار المستشار القانوني في هيومن رايتس ووتش، كلايف بالدوين، إلى أم الأمر بالإخلاء تم إصداره في وقت “كانت فيه الطرق أنقاضاً، والوقود شحيحاً والمستشفى الرئيسي في منطقة الإخلاء، على زعماء العالم أن يتحملوا مسؤوليتهم قبل فوات الأوان”.
ولكن ما الذي جعل زعماء العالم يتجاهلون ذلك؟ السبب الأهم هو أن وسائل الإعلام الرسمية لم تبذل أي جهد بوضع أقدام السياسيين على النار، في الوقت الذي تدوس فيه إسرائيل القانون الدولي بالكامل!
حملات التضليل الإعلامي
لاحقاً، تراجعت وسائل الإعلام البريطانية قليلاً فيما يتعلق بدعم الإخلاء، لكن ذلك التراجع جاء متأخراً جداً، فقد ظهرت سذاجة الإعلام الغربي خاصة بعد قضية “تقطيع حماس لرؤوس 40 طفلاً”، التي لم تكن مبنية على أي دليل، ولكن التحقق من الادلة لا يعد ضرورياً فيما يبدو عندما يتعلق الأمر بتشويه سمعة الفلسطيني.
تصدر الخبر عناوين الصحف الكبرى، رغم أن المصدر فقد مصداقيته في اللحظة التي تعرض فيها للتدقيق، وسرعان ما تراجع الصحفيون الموجودون قرب غلاف غزة، لأنهم لم يجدوا جثثاً تدعم الادعاء، ولم يكن بإمكانهم إلا الإشارة إلى أن الجنود قالوا ذلك، وعند الضغط عليهم للحصول على أدلة، لم يكن من الجيش الإسرائيلي إلا التزام الصمت.
استمر تناقل القصة حين أعطاها بايدن حياة جديدة بنقلها، مع ادعائه أنه رأى صوراً للمجزرة المزعومة، ولكن سرعان ما تراجع البيت الأبيض مشيراً إلى خطأ في المعلومات الواردة من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو!
تعتبر حملات التضليل إحدى ساحات القتال الرئيسية في أي حرب، وهذا أمر يعلمه الصحفيون جيداً، فالقوى الغربية وحلفاؤها لديهم سجل حافل بالكذب المروع على وسائل الإعلام الخاصة بهم، منها كذبة إخفاء صدام حسين أسلحة الدمار الشامل لتبرير غزو العراق عام 2003.
وتتركز الكذبات المختلقة عادة على القضايا التحريضية لإثارة المشاعر من أجل صالح الجرائم التي يرتكبها الغرب أو حلفاؤه ضد الطرف الآخر، وتعتبر قصص النساء والأطفال، الذين تعرضوا للأذى، المادة الأكثر تفضيلاً لصناعة الكذبة.
على سبيل المثال، عام 1990، روجت الكويت قصة كاذبة مفادها أن القوات العراقية انتزعت الأطفال من حاضنات المستشفيات وتركتهم ليموتوا، مما ساعد في تمهيد الطريق أمام الولايات المتحدة لشن حرب الخليج عام 1991 ضد العراق.
وفي عام 2011، ادعى مسؤولون غربيون أن القوات الليبية، كانت تستعد لتنفيذ عمليات اغتصاب جماعي في مدينة بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة، وقد كشف تحقيق برلماني بريطاني هذه الكذبة لاحقاً، ولكن بعد أن حققت غرضها بالإطاحة بمعمر القذافي.
ومن الجدير ذكره، أن كذبة ذبح الأطفال لم تكن الوحيدة التي روجتها الصحافة الغربية ضد حماس، بل تم الترويج لتعرض بعض من كانوا في الحفل الإسرائيلي في النقب للاغتصاب، ولكن اضطروا للتراجع عن ذلك أيضاً.
“أسوأ من داعش”
في عددها الصادر يوم الجمعة 13 أكتوبر، تسبب عنوان صحيفة التايمز البريطانية الرئيسي “إسرائيل تعرض أطفالاً مشوهين” إلى كشف مدى تواطؤ وسائل الإعلام في التلاعب بمشاعر العامة، فهو عنوان مضلل بحد ذاته، كما أنه الصورة كانت لأطفال فلسطينيين ملطخين بالدم وليسوا إسرائيليين، فقد كانوا مكتسين بالغبار جراء ركام القصف.
كان هذا بمثابة خدعة ساذجة، استخدام صور الأطفال الفلسطينيين لزيادة الضجة من أجل دعم “الانتقام” الإسرائيلي، لأن العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف، وقتل المزيد من الأطفال الفلسطينيين.
انضمت التلغراف إلى المعركة أيضاً، بعد أن نشرت صورة غير واضحة ادعت أنها من مكتب نتنياهو، لطفل ميت، ولكن لم يكن هناك أي رأس مقطوع!
لم ينته التضليل عند هذا الحد، فبعد نشر الادعاء بأن حماس قطعت الرؤوس، سارعت الحكومة الإسرائيلية إلى مقارنة ذلك بداعش، ومرة أخرى، سمح الإعلام الغربي لإسرائيل بالتلاعب به بسذاجة كبيرة، وبدا ذلك جلياً حين تناقلت ما قاله وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، خلال لقائه نتنياهو، بأن حماس “أسوأ مما رأيته مع داعش” على حد قوله.
هل يمكن أن نرى البي بي سي تصف هجوم حماس على الحفل الإسرائيلي “انتقاماً” لسنوات الحصار والعدوان على القطاع، أو لآلاف المتظاهرين الذين باتوا مبتوري الأطراف بسبب القناصة الإسرائيليين على حدود غزة، أو للأطفال المحرومين من المستقبل في سجن مفتوح؟! بالطبع لا
تهدف هذه التصريحات إلى الإيحاء بأن حماس تشبه داعش، إذن، يجب التعامل معها بنفس الطريقة، فخلق ذلك الانطباع في أذهان الجماهير الغربية، يسهل تبرير الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة في غزة.
صورة مشوهة
هناك أيضاً مشكلة أعمق من تبرير العنف الإسرائيلي فحسب، وهي تأطير وسائل الإعلام للأحداث وتقديمها للجمهور بشكل مشوه عن قصد!
على سبيل المثال، تتجنب البي بي سي ذكر حماس كمنظمة إرهابية بشكل واضح، بهدف “الحياد المفترض”، ولكنها تكرر في فرصة تصنيفها كمجموعة إرهابية على لسان الحكومات الغربية، أما الحكومة الإسرائيلية، فلن تجد أي مؤسسة إلعلامية غربية رسمية تصفها بعبارات مماثلة، رغم أن إسرائيل مصنفة كدولة فصل عنصري من قبل منظمات حقوقية.
عندما يتناول الإعلام الغربي الكارثة الحاصلة في غزة، فإنه يحرص على وضعها في إطار لغة الإنسانية فحسب، ولذلك يتكرر الوصف على لسان مراسلي البي بي سي أن أهل غزة يواجهون “أزمة إنسانية فظيعة”، وكأن ذلك أمر عارض أو مفاجئ، وليس نتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر منذ 16 عاماً على القطاع!
في موضع آخر، يصف مذيع البي بي سي، كلايف ميري، ليل الناس في غزة بأنه “قلق”، وذلك عقب أوامر الإجلاء الإسرائيلية، التي أجبرت مليون شخص على الأقل، على مغادرة منازلهم وشق طريقهم عبر الأنقاض نحو الجنوب، بل ومواجهة القنابل التي أخذت تنهمر عليهم بشدة، وانعدام الماء والكهرباء وأي مكان للالتجاء، ولذلك فإن وصف “قلقين” كان مهيناً إلى حد الاستهزاء.
البعض يموت والبعض يُقتل
رغم كل الانتقادات التي تعرضت لها البي بي سي خلال سنوات تغطيتها للهجوم على غزة، من لغة مسيئة أو مضللة، إلا أن مراسليها أثبتوا أنهم لم يتعلموا شيئاً بعد، فقد أشار موقعهم الإلكتروني في تقرير مكتوب إلى أن الفلسطينيين في غزة “يموتون” فيما الإسرائيليون “يُقتلون”!
ما زال الصحفيون أيضاً يشيرون إلى أي عمل من المقاومة الفلسطينية على أنه نهاية “لفترة من التهدئة”، وبذلك يكون الفلسطينيون، الذين يقاتلون ضد احتلالهم وحصارهم، مذنبون ضمنياً لأنهم مسؤولون عن “تصعيد التوترات”، وهي توترات لا تنشأ على ما يبدو إلا عندما يعاني الإسرائيليون فقط، أما الفلسطينيون فمعاناتهم دائمة، والمهم هو الهدوء!
إضافة إلى ذلك، لا تزال كلمة “الانتقام” المخصصة للتبرير بالعادة، تستخدم في سياق تبرير العنف الإسرائيلي، ولكن هل يمكن أن نرى البي بي سي تصف هجوم حماس على الحفل الإسرائيلي “انتقاماً” لسنوات الحصار والعدوان على القطاع، أو لآلاف المتظاهرين الذين باتوا مبتوري الأطراف بسبب القناصة الإسرائيليين على حدود غزة، أو للأطفال المحرومين من المستقبل في سجن مفتوح؟! بالطبع لا.
على النقيض من ذلك، لا يتردد أحد من العاملين في البي بي سي بوصف المذابح الإسرائيلية في غزة بأنها “انتقام”، والسؤال الوحيد هنا، هل سيكون “متناسباً مع الانتقام” أن يخف عدد القتلى بالتدريج يومياً حتى نصل إلى حالة “الهدوء”؟
فخ “الإدانة”
يواجه المتحدثون الفلسطينيون تحديات واضحة عند الحديث عبر وسائل الإعلام الغربية، ففي كل مقابلة مع السفير الفلسطيني في بريطانيا، حسام زملط، مثلاً، كان الصحفيون يصرون على سحب إدانة لحماس من لسانه، وعندما يتجنب ذلك، فالمعنى الضمني هو أن أي رفض للقيام بذلك هو موافقة على عنف حماس!
زملط يفهم ذلك جيداً ولذلك يرفض الانزلاق في ذلك الفخ، فهو يصر على صرف الأمر نحو الحديث عن معاناة الفلسطينيين، رافضاً تأطير القضايا وفقاً لسيناريو الإعلام الغربي، الذي يريد صرف الوقت في “إدانة” حماس، فلا يتمكن المشاهدون من تحليل أفكارهم السابقة أو التوقف عندها، الأفكار التي غرسها طوفان الدعاية الغربية في نفوسهم منذ سنوات طويلة، وتتمثل في ربط إسرائيل بالقيم الغربية “المتحضرة” مقابل “البدائية الهمجية” لدى الفلسطينيين!
المشكلة هنا لا تكمن في جهل الصحفيين بقدر ما تكمن في عدم قدرتهم على إزالة غشاوة الفكر الاستعماري الذي نشأوا عليه، فهم لا يعرفون كيفية التفكير من وجهة نظر من تعرضوا للاحتلال
ولو كان السفير الإسرائيلي لدى المملكة المتحدة مكا زملط، فلا يمكن أن يتصور أحد من البي بي سي أن يطلب منه إدانة نتنياهو للقصف العشوائي على غزة مثلاً!
اقتباسات مختلقة!
يمكن القول أن رفض زملط الانزلاق في سيناريو الصحفيين الغربيين، قد يجعلهم سعداء بشكل ما، لقيامهم بكتابة سيناريو له، وضع كلمات في فمه لم يقلها أبداً، يرغبون في قولها على لسانه لتسهيل دورهم الدعائي.
المذيعة كاي بيرلي فعلت ذلك مرتين على قناة سكاي نيوز، حيث أكدت أن زملط قال عن قتل الإسرائيليين “مبدئياً، لقد توقعوها الإسرائيليون”، مشددة على كلمة “مبدئياً”، لكن أي شخص يتابع تصريحات زملط يعلم جيداً أنه لن ينطق بذلك أبداً، فما أرادته بيرلي هو اختراع اقتباس لم يقله زملط على مقاس الرواية التي تؤكد أن إسرائيل مركز الحضارة الغربية تقاتل الفلسطينيين البرابرة.
وعلى الجانب الآخر، لو تخيلنا جدلاً أن بيرلي كانت قامت باقتباس كلام وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في وصفه للفلسطينيين بأنهم “حيوانات بشرية”، بالقول أن غالانت قال “مبدئياً إسرائيل سترتكب إبادة جماعية ضد سكان غزة”، في هذه الحالة، سيكون اقتباسها صحيح المعنى فيما يتعلق بمشاعر غالانت على عكس اقتباسها المخترع بحق زملط، لكنها بالتأكيد لن تجرؤ على تحريف كلمات مسؤول إسرائيلي!
غشاوة الفكر الاستعماري
المشكلة هنا لا تكمن في جهل الصحفيين بقدر ما تكمن في عدم قدرتهم على إزالة غشاوة الفكر الاستعماري الذي نشأوا عليه، فهم لا يعرفون كيفية التفكير من وجهة نظر من تعرضوا للاحتلال، ولو تمكنوا من ذلك بمعجزة ما، فإنهم لن يبقوا طويلاً في وسائل الإعلام الغربية المدفوعة ذات الأجندة المحددة.
في نهاية المطاف، يتمسك هؤلاء الصحفيون برواية أننا في الغرب “الأخيار” وأن من يرفض الخضوع لنا لابد أنهم “الأشرار”، وهذا أمر خطير لأنه يعزز الجهل بين الجماهير الغربية، الأمر الذي يستغله القادة الغربيون بعد ذلك لمنح إسرائيل دعمًا غير محدود.
هذا الحال ربما يكون صحيحاً في الغرب، لكنه ليس كذلك في المنطقة العربية، جيران إسرائيل، فوسائل الإعلام العربية نقلت غضب الرأي العام، والذي ربما يفرض ضغوطاً على القادة العرب للقيام ببعض التحركات لكي يُنظر إليهم على أنهم يفعلون شيئاً لمساعدة الشعب الفلسطيني، وعلى الأرض، يرسل الغرب سفناً حربية إلى المنطقة للسماح لإسرائيل بتنفيذ جرائمها دون عائق، فضلاً عن تزويدها بالأسلحة التي تحتاجها لارتكاب تلك الجرائم.
كارثة تتكشف ملامحها على عدة جبهات، وتصعيد يزداد احتمال حدوثه كل يوم، خاصة مع فشل وسائل الإعلام الغربية المستمر في محاسبة إسرائيل وحكوماتها، ليس الآن فقط، بل لعقود من الزمن.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)