شكك تحقيق قامت به صحيفة نيويورك تايمز في الرواية الإسرائيلية حول قصف المستشفى الأهلي المعمداني في غزة في مساء 17 من أكتوبر، مشيرة إلى أن الدليل الذي استندت عليه رواية إسرائيل غير دقيق.
ويخلص التحليل التفصيلي، المستند إلى لقطات من زوايا مختلفة ومصادر أخرى للأدلة، أن القذيفة التي أصابت المستشفى تم إطلاقها من بلدة ناحال عوز الإسرائيلية، وهي نتيجة تتناقض مع التفسير الإسرائيلي، الذي دعمته الولايات المتحدة وكندا وإيطاليا، والقائل بأن المستشفى تعرض للقصف بصاروخ طائش أطلقته حركة الجهاد الإسلامي.
“مُنطَلق الصاروخ لم يكن من قطاع غزة بل من كيبوتس ناحل عوز”.. صحيفة نيويورك تايمز تفند أحد أهم الأدلة التي اعتمدت عليها الرواية الإسرائيلية بشأن قصف باحة المستشفى #المعمداني@AnaAlarabytv pic.twitter.com/8A4Y1ObNgB
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 25, 2023
منذ الغارة، أصبح مصدر القذيفة مثار جدل، فقد أكدت حماس أن القذيفة إسرائيلية، وتشبه قصفاً إسرائيلياً سابقاً، مشيرة إلى أن الصواريخ محلية الصنع التي تستخدمها الحركة غير قادرة على إحداث هذا المستوى من الدمار.
إسرائيل أكدت استخدامها 6000 قنبلة في الأيام الستة الأولى من الحرب، أي أكثر مما استخدمته الولايات المتحدة خلال عام في أفغانستان
على الجانب الآخر، فقد استند الإسرائيليون في روايتهم على لقطات بثتها الجزيرة تظهر قذيفة فوق سماء غزة وتنفجر في الهواء، يتبعها انفجار على الأرض، لكن صحيفة نيويورك تايمز وجدت في تحقيقاتها أن الصاروخ الموجود في الفيديو “لم يكن بالقرب من المستشفى على الإطلاق”، بل تم إطلاقه بالقرب من بلدة ناحال عوز الإسرائيلية، وانفجرت فوق الحدود بين إسرائيل وغزة على بعد ميلين على الأقل من الموقع.
كما أشارت الصحيفة إلى أنها لا تستطيع تحديد سبب الانفجار أو من المسؤول عنه، وأنه لا يزال من الممكن أن يكون صاروخاً فلسطينياً، ويخلص التحقيق إلى التشكيك في أحد أكثر أدلة الإسرائيليين انتشارًا.
“تفسيرات متعددة”
أشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين أمريكيين أكدوا، عند سؤالهم، على أن الصاروخ فلسطيني وانفجر في الهواء، فيما أشار متحدث باسم مكتب مدير المخابرات الأمريكية اف بي آي، إلى أن “المخابرات الأمريكية لديها تفسيرات متعددة” للقطات الفيديو.
في تحقيقها، خلصت النيويورك تايمز ايضاً إلى أن القذيفة التي صورتها قناة الجزيرة انطلقت من إسرائيل، من منطقة معروفة بوجود نظام القبة الحديدية، مع الإشارة إلى أن هناك أدلة لا تزال تثير التساؤلات حول المسؤول عن القصف، فاللقطات التي تم تحليلها تظهر أن القصف الإسرائيلي وقع وقت الهجوم، وأنه يمكن رؤية انفجارين في غضون دقيقتين من إصابة المستشفى.
بحسب تقرير الصحيفة، تُظهر مقاطع الفيديو أيضًا أن المقاتلين الفلسطينيين كانوا يطلقون الصواريخ من منطقة جنوب غرب المستشفى قبل دقائق من الانفجار، وأن الانفجار الذي وقع في المستشفى “يتسق مع سقوط صاروخ فاشل بعيدًا عن هدفه بسبب الوقود غير المستنفد”.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل أكدت استخدامها 6000 قنبلة في الأيام الستة الأولى من الحرب، أي أكثر مما استخدمته الولايات المتحدة خلال عام في أفغانستان وضعفي الكمية التي استخدمها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش في العراق وسوريا في شهر واحد.
من جانب آخر، فقد أكدت وزارة الصحة في غزة أن الجيش الإسرائيلي طلب من جميع المستشفيات في شمال غزة ووسط مدينة غزة، بما في ذلك المستشفى الأهلي، إخلاء المستشفى أو مواجهة الغارات الجوية، وذلك قبل أسبوع من الانفجار، وأوضحت الوزارة أنها رفضت التهديدات ورفضت ترك المرضى الضعفاء.