أعلن مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية عن إعدادهم برقيات عاجلة للمعارضة بشأن دعم واشنطن للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، حسبما كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني.
ونقل الموقع عن عدة مصادر أن التوترات على أشدها داخل الوزارة، حيث يشعر المسؤولون بالإحباط المتزايد بسبب دعم إدارة بايدن المفتوح لجرائم الحرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.
وأشار الموقع الإخباري البريطاني أن العديد من الدبلوماسيين ممزقون بين البقاء في وظائفهم لمحاولة التأثير على السياسة أو الاستقالة احتجاجًا على دعم بايدن غير المشروط للقصف الإسرائيلي والغزو البري الذي يلوح في الأفق.
ولغاية الآن، قُتل أكثر من 6000 فلسطيني، من بينهم 2000 طفل، منذ أن بدأت إسرائيل قصفها الجوي على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي مسودة لإحدى برقيات المعارضة، كتب دبلوماسيون امريكيون أن هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لا يمكن استخدامه كمبرر لإسرائيل لتنفيذ القتل العشوائي للأبرياء في غزة.
ويدعو مشروع القرار إلى “وقف فوري للأعمال العدائية في إسرائيل وغزة والضفة الغربية المحتلة، ويدعو واشنطن إلى تعزيز الرسائل العامة الصادقة والمتوازنة من أجل حل الأزمة التي تخرج ببطء عن نطاق السيطرة”.
وجاء في البرقية: “عندما لا يفرق المسؤولون الإسرائيليون بين حماس والمدنيين في غزة، وعندما تستهدف الغارات أو تهدد المؤسسات المدنية كأماكن العبادة أو المدارس أو المرافق الطبية، يجب على إسرائيل أن تكثف جهودها للعمل من أجل العودة مرة أخرى إلى الالتزام بالمعايير الدولية التي نفتخر بها، ونعظ بها دولاً أخرى”.
وبرقية المعارضة هي وثيقة يتم تقديمها عبر قناة داخلية تسمح للدبلوماسيين بإثارة المخاوف أو القضايا ضد قرارات السياسة الخارجية الأمريكية المضرة.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب “تمرد” يختمر داخل وزارة الخارجية بسبب دعم بايدن العلني والثابت للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وأشار دبلوماسي في وزارة الخارجية إلى أن هناك شعور بأن الأساليب المعتادة لصنع السياسات في الوزارة قد فشلت.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته: “على الرغم من اعتراض مسؤولينا، والتقارير من أرض الواقع، والمنظمات الدولية، والرأي العام الأمريكي، لم نشهد أي تغيير على السياسة الخارجية الأمريكية مع إسرائيل باستثناء زيادة الدعم والتمويل لمواصلة قتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء”.
وأضاف: “إن برقية المعارضة هي ملاذنا الأخير قبل الاستقالة لإعلام الوزير بخطورة هذا الوضع ولإخبار وزارة الخارجية وقيادة البيت الأبيض بأننا نطالب بشدة بوقف فوري لإطلاق النار”.
وتابع “على أقل تقدير، سوف يُسجل رسميًا أن هناك محاولات من قبل مسؤولي وزارة الخارجية لوقف الإبادة الجماعية حتى تتمكن الأجيال القادمة من التأكد من عدم تكرار ذلك أبدًا”.
وأوضح العديد من المسؤولين الأسبوع الماضي في تصريح لموقع HuffPost أن هناك إحباط واسع النطاق نتيجة رفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الاستماع إلى الانتقادات والمخاوف داخل الوزارة.
وقال مسؤول آخر في إدارة بايدن، تحدث أيضًا شريطة عدم الكشف عن هويته، إن هناك عدة برقيات مختلفة يتم النظر فيها بدلاً من تقديم رسالة معارضة واحدة شاملة.
ولفت أحد المسؤولين إلى تزايد التفاعل في الأيام الأخيرة وسط المستويات العليا في الإدارة والمسؤولين الآخرين، بمن فيهم المعينين المسلمين، الذين يفوق عددهم الـ 100 في الإدارة الحالية، حيث عُقدت جلسات حوارية مع العديد من الموظفين من المسلمين والعرب والفلسطينيين.
“الاستقالات تدور في أذهان الكثيرين من العاملين في الإدارة. إنهم يبحثون عن وظائف بديلة لأنهم لا يشعرون بالارتياح لتمثيل الإدارة الحالية” – مسؤول أمريكي
وقال المسؤول أيضًا إن أحد أسباب ذلك هو حقيقة أن بعض الأفراد الذين يختلفون مع سياسة الإدارة ويحاولون التعبير عن معارضتهم “لا يتم أخذهم بعين الاعتبار”.
وأضاف أن مسؤول واحد فقط حتى الآن قدم استقالته، وكان ذلك بسبب عدم استطاعته أن يؤيد دعم واشنطن غير المشروط للعمليات العسكرية الإسرائيلية.
ووفقاً لاستطلاع حديث أجرته المنظمة التقدمية بعنوان “بيانات من أجل التقدم”، فإن 66% من جميع الناخبين المحتملين يؤيدون وقف إطلاق النار ووقف تصعيد الصراع، وهو ما يوضح أن نهج إدارة بايدن لا يتوافق مع وجهة نظر الجمهور الأمريكي بشأن الحرب.
وقال أحمد أبو زنيد، المدير التنفيذي للحملة الأمريكية من أجل حقوق الفلسطينيين: “أعتقد أن المعارضة على ما يبدو هي الأغلبية هذه المرة وأن الرئيس يعمل بناءً على موقف تدعمه أقلية صغيرة من الناس”.
للإطلاع على الخبر الأصلي من المصدر من (هنا)