شاركت مجموعات إسرائيلية يمينية متطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مصورة تظهر عمالاً فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة يتعرضون للإيذاء على أيدي الجنود الإسرائيليين.
وتم نشر عدد من هذه المقاطع على قناة “بلا حدود” اليمينية الإسرائيلية على “تليغرام” يوم الثلاثاء، والتي تضم أكثر من 117 ألف مشترك، من بين مجموعات يمينية أخرى.
وفي أحد مقاطع الفيديو المروعة، يظهر رجال فلسطينيون معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي بينما يتعرضون للاعتداء من قبل قوات إسرائيلية مدججة بالسلاح.
وخلال مقاطع الفيديو يمكن سماع أصوات الرجال الذين تم تجريد بعضهم من ملابسهم بالكامل، وهم يصرخون بينما كانوا مستلقين على الأرض، فيما يقوم الجنود بسحبهم ليدوس جندي إسرائيلي على رأس أحد المعتقلين، بينما تتعالى أصوات زملائه وهم يضحكون.
يحتوي المقطع على ما يقرب من 2000 تفاعل من الرموز التعبيرية الضاحكة، و المئات من الرموز التعبيرية الاحتفالية، بالإضافة إلى تفاعلات “عيون الحب”.
وجاء في أحد التعليقات التي حظيت بأكبر قدر من الإعجاب أسفل الفيديو: “أحترقوا في الجحيم أيها الإرهابيين، أنتم تستحقون ذلك. آمل أن يكون الجنود قد أساءوا إليهم بشكل جيد”. وجاء في تعليق آخر: “آمل أن ينكل الجنود بأمهاتهم من غير كاميرات”.
وكتب أحد المستخدمين اليهود: “من الجيد جدًا عدم قتلهم حتى يعيشوا ويعانوا، ليصبح كل نفس يأخذونه عبارة عن مزيد من المعاناة والعذاب”.
وأعرب آخر في أحد التعليقات عن القلق بشأن وصول مثل هذه الانتهاكات للعالم الخارجي، حيث كتب: “من فضلك احذف، ليس من الجيد أن يرانا العالم نفعل ذلك”.
ويظهر مقطع فيديو آخر رجلاً معصوب العينين ومقيد اليدين وهو جاث على ركبتيه بجوار سيارة، فيما يقول له جندي إسرائيلي “صباح الخير أيتها العاهرة!” باللغة العربية، قبل أن يركل الرجل ويبصق عليه.
وتضمن هذا المقطع أيضًا مئات التعليقات وردود الفعل التي احتفت بالانتهاكات والتحريض على العنف ضد الفلسطينيين.
ويظهر مقطع فيديو ثالث ضابطاً عسكرياً إسرائيلياً وهو يهين رجلاً فلسطينياً معصوب العينين من خلال تشغيل الموسيقى و إجباره على الرقص.
وحدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية مقرها جنيف، مقطع الفيديو الذي يظهر الرجال الذين تم تجريدهم من ملابسهم والاعتداء عليهم، على أنه وقع في بلدة يطا بمحافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
وقالت مصادر محلية إن مقاطع الفيديو تعود لعمال فلسطينيين اعتقلتهم السلطات الإسرائيلية مؤخرًا بشكل تعسفي، وليس من الواضح ما إذا كانوا من غزة أو الضفة الغربية.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر ألغت إسرائيل تصاريح العمل لجميع سكان غزة، في أعقاب معركة طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والذي أسفر عن مقتل 9.000 فلسطينياً بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمفقودين.
ويحمل حوالي 18,500 فلسطيني من غزة تصاريح صادرة عن سلطات الاحتلال الإسرائيلية للعمل في الداخل المحتل، ولم يعرف عدد الذين كانوا في إسرائيل عندما تم إلغاء التصاريح وإغلاق معبر إيريز بين إسرائيل وغزة، وهو ما تسبب بعدم تمكن العمال من العودة إلى منازلهم.
ووفقاً لمنظمات حقوق الإنسان، فقد احتجزت إسرائيل العديد من هؤلاء العمال من غزة ووضعتهم في مرافق احتجاز “ضد إرادتهم، دون أي أسس قانونية”.
وقالت المنظمات الأسبوع الماضي إن أحد العمال من غزة شهد بأنه احتُجز في “مبنى يشبه القفص” دون إمكانية الحصول على الطعام، أو الماء، أو الدواء، أو استخدام الحمام، قبل نقله إلى مخيم يشبه “حظيرة الماشية”.
وقدرت وزارة العمل التابعة للسلطة الفلسطينية أن نحو 4500 عامل من غزة باتوا في عداد المفقودين، وذكرت أن آخرين تم نقلهم قسراً إلى الضفة الغربية المحتلة.