كشف مصدر طبي فلسطيني النقاب عن تعرض جثث الفلسطينيين من ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة للنهش من قبل الكلاب الضالة.
فقد انهار مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية منير البرش حين كان يتحدث إلى قناة الجزيرة صباح الاثنين عندما أعلن أن الكلاب الضالة كانت تأكل جثث المدنيين في ساحة مستشفى الشفاء في مدينة غزة، حيث لم يتمكن أحد من دفن الضحايا وسط القصف الإسرائيلي العنيف.
كما حذر الدكتور أحمد مخللاتي، رئيس قسم الجراحة التجميلية في المستشفى المحاصر من خطر الموت المحدق بالمواليد الخدّج بعد نفاد الوقود، مؤكداً وفاة العديد من المواليد والرضع فعلياً بسبب نقص الكهرباء.
وقال مخللاتي يوم الإثنين: “للأسف، هذا الوضع يعني أننا ننتظر أن يموتوا واحداً تلو الآخر”، مضيفاً أن خمسة أطفال خدّج قد ماتوا بالفعل في الأيام الأخيرة.
ونهاية الأسبوع الماضي، تم الإعلان عن خروج مجمع الشفاء من الخدمة، وهو أكبر مجمع طبي في غزة، في ظل تكثيف القصف الإسرائيلي لمحيط المستشفى ومواصله تطويقه من قبل القوات البرية منذ يوم الجمعة.
ودعا مخللاتي إلى وقف “المذبحة” وإنشاء “ممر آمن ومضمون” للسماح بإجلاء المرضى من المنشأة.
لكن أحداً لم يتمكن من الدخول أو الخروج من المستشفى خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث أخذ القناصة والجنود المتمركزون داخل الدبابات الإسرائيلية يطلقون النار على بعد أمتار قليلة من المنشأة.
وأوضح مخللاتي أن المستشفى خلا من الماء والكهرباء، وأن الطعام والوقود قد نفدا تقريباً.
وقال: “لدينا مقبس واحد فقط نصل به جهاز التخدير، نحن لا نفعل أي شيء باستثناء إجراءات إنقاذ الحياة الآن”.
وأضاف مخللاتي أن حاضنات الخدّج التي “تحاكي الظروف داخل الرحم”، تتطلب مستويات عالية من الكهرباء.
وتابع: “يجب عزل الأطفال بشكل كامل عن المناطق المحيطة بهم حتى لا يصابوا بأي عدوى لأن مناعتهم لم تكتمل بعد”.
ولكن بسبب انقطاع التيار الكهربائي، تم نقل الرضع إلى أسرّة عادية، وهي ظروف لا يمكنهم البقاء فيها على قيد الحياة.
وأردف بالقول أنه لا يوجد مكان لنقل الجثث أو دفنها، معبراً عن خشيته من أن تصبح الجثث “مصدراً رئيسياً للعدوى ولانتشار جميع أنواع البكتيريا والأمراض الأخرى، ومن ثم لن نتمكن من فعل أي شيء”.
وقال طبيب جرّاح يمثل منظمة أطباء بلا حدود أن هناك 600 مريض داخلي و37 طفلاً في المستشفى، وأن الأطباء لن يقوموا بإخلائهم أو التخلي عنهم.
وأردف: “ليس لدينا كهرباء ولا ماء ولا طعام في المستشفى، سيموت الناس في غضون ساعات قليلة إذا لم تعمل أجهزة التنفس الصناعي”.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية تهاجم أيضًا سيارات الإسعاف التي تحاول نقل المرضى إلى المستشفى الذي انتشرت في مدخله العديد من الجثث والجرحى، دون أن تتمكن الطواقم من إدخالهم إلى داخله.
وقال الطبيب: “نحتاج إلى ضمان وجود ممر آمن لأننا رأينا بعض الأشخاص يحاولون مغادرة الشفاء لكن تعرضوا للقتل والقنص والقصف”.
وأردف: ” يوجد جرحى وطواقم طبية داخل مستشفى الشفاء، سنقوم بالإخلاء إذا قُدمت لنا ضمانات وإذا تم إجلاء المرضى أولاً”.