تعرض المسجد العمري الكبير في البلدة القديمة بغزة لقصف جوي إسرائيلي يوم الخميس، وفقاً لما أفادت قناة الجزيرة القطرية.
ويُعرف المسجد أيضًا باسم مسجد غزة الكبير، وهو الأقدم في القطاع وتم بناؤه عام 700 ميلادي إبان العصر الأموي من خلال تطوير الهيكل العمراني لكاتدرائية يوحنا المعمدان القديمة، التي بنيت عام 406 م قبل أن تحول إلى مسجد.
وكان هيكل الكاتدرائية قد بني أساساً على أنقاض معبد داجون الوثني القديم، وفقًا لما ذكر صندوق بركات، وهي مؤسسة خيرية بريطانية متخصصة في تراث العالم الإسلامي.
ويعود أساس مئذنة المسجد المربع وبرجها المثمن إلى نهايات عهد الإمبراطورية المملوكية، التي حكمت غزة لمدة ثلاثة قرون تقريبًا، من حوالي 1250 إلى 1517، عندما دخل القطاع تحت حكم العثمانيين الذين قاموا بتوسيع المسجد بشكل أكبر.
ويقال إن المسجد العمري الكبير سمي على اسم الخليفة الثاني للإسلام عمر بن الخطاب، الذي انتصرت الجيوش العربية في عهده على الإمبراطورية البيزنطية وفتحت بلاد الشام بما فيها غزة.
ودمرت عمليات القصف الإسرائيلية المتوالية على غزة العديد من عناصر تراثها المعماري الغني، ففي عام 2014، أصاب صاروخ إسرائيلي مسجداً آخر، يُدعى المسجد العمري أيضاً، في منطقة جباليا بالقرب من مدينة غزة.
وتضررت في ذلك القصف أقواس المسجد المقببة المصنوعة من الحجر الرملي، والتي يعتقد أنها تعود إلى القرن السابع، وارتقى المؤذن بينما كان يردد الأذان، وفقا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وتعد البلدة القديمة في غزة موطنًا للعديد من المواقع الدينية التاريخية ومن بينها كنيسة القديس فيليب الإنجيلي وكنيسة القديس بورفيريوس، وهو مبنى عمره 1600 عام قصفته إسرائيل في تشرين الأول / أكتوبر بينما كان عدد من السكان المسلمين والمسيحيين يحتمون داخله.