يدفع الإصدار الأحدث من سلسلة The Hunger Games متابعيه لعقد مقارنات بين المواضيع السياسية التي يتناولها فيلم الإثارة والعدوان الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين في قطاع غزة.
يصور الجزء الجديد من السلسة الذي يحمل عنوان The Hunger Games: The Ballad of Songbirds and Snakes، أمة افتراضية كنسخة مستقبلية من الولايات المتحدة، والتي تحكمها مدينة ثرية، الكابيتول، وتتلقى مواردها من 12 منطقة فقيرة خاضعة للحكم العسكري.
وفي الجزء الذي يعرض حالياً في دور السينما، يعاقب المسؤولون من مبنى الكابيتول المقاطعات كل عام بسبب الانتفاضة العنيفة الفاشلة من خلال جعل الأطفال من المقاطعات يقاتلون حتى الموت في برنامج مصارعة تلفزيوني.
واستنادًا إلى روايات الكاتبة الأمريكية سوزان كولينز، صورت السلسلة الأصلية اندلاع التمرد ضد مبنى الكابيتول، حيث تم تصميم ألعاب الجوع كشكل من أشكال العقاب الجماعي الذي يلحق بالمقاطعات.
في السلسلة، يظهر مواطنو الكابيتول وهم يجردون أهالي المناطق الأخرى من إنسانيتهم، ويشيرون إليهم على أنهم “حيوانات”، الأمر الذي يذكر بعض المتابعين بأقوال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت التي وصف فيها الفلسطينيين بأنهم “حيوانات بشرية” الشهر الماضي.
وفي أحد مشاهد الفيلم، يشعر سكان الكابيتول الأثرياء بالرعب من أطفال المنطقة الذين يدنسون العلم الوطني، لكنهم لا يكترثون لإجبار أولئك الأطفال على القتال حتى الموت.
تقول كولينز إنها استوحت فكرة سلسلة ألعاب الجوع بعد أن تابعت تغطية تلفزيونية لحرب العراق تتخللها لقطات من برنامج تلفزيوني واقعي.
وفي العام 2018، أوضحت كولينز: “ليس لدى مواطني المقاطعات حقوق الإنسان الأساسية، ويتم معاملتهم كعمالة بالسخرة، ويخضعون لألعاب الجوع سنويًا، أعتقد أن غالبية جمهور اليوم سيرون في ذلك باعثاً للثورة، فلدى هؤلاء قضية عادلة لكن طبيعة الصراع تثير الكثير من الأسئلة”.
ووفقاً لمقال حديث في مجلة تايم فإن “الفلسطينيين مجبرون على تقديم أنفسهم على أنهم يستحقون الاهتمام، حتى على حافة الموت”.
ويرى أحد مستخدمي TikTok أن الفيلم” سيؤدي إلى زيادة كبيرة في الاحتجاجات الداعمة لفلسطين بين الأجيال الشابة في أمريكا”، فيما نشر آخر تساؤلاً على ذات المنصة قال فيه: “هل تعرفون ما هو الجنون؟ أوجه التشابه المخيفة بين الفيلم وفلسطين”.
وأدلى مستخدمو منصة التواصل الاجتماعي X، المعروفة سابقًا باسم تويتر، بتعليقات مماثلة، مشيرين إلى مشاهد معينة في الفيلم ذكّرتهم بالحرب.
كما تداول متابعون آخرون على الإنترنت مقطعاً من فيلم The Hunger Games: Mockingjay – Part 1 (2014)، الذي تدور أحداثه حول قصة قصف جنود الكابيتول لأحد المستشفيات، مع إشارات إلى العدوان الإسرائيلي على المستشفيات في غزة.
كما ناقش المتابعون عبر الإنترنت موضوعات القمع وأخلاقيات المقاومة العنيفة التي تناولتها أجزاء السلسلة الأربعة السابقة التي تم انتاجها بين أعوام 2012 و2015 مثل استهداف الثوار لسد الكابيتول الكهرومائي بهجوم انتحاري.
كما تبرز تلك الأجزاء الجدل الدائر حول قتل المدنيين في الكابيتول كجزء من الثورة، حيث يبرر غيل وهو أحد الأبطال المراهقين القيام بذلك فيما تعارضه الشخصية الرئيسية كاتنيس باعتباره غير أخلاقي.
وفيما قارن العديد من المتابعين مبنى الكابيتول بإسرائيل، لم يفعل أي مشارك في إنتاج الفيلم الجديد ذلك علنًا.
ففي 9 تشرين الأول / أكتوبر، أصدرت الممثلة فيولا ديفيس، التي تلعب دور الشريرة فولومنيا غول، بيانًا قالت فيه: “أصلي من أجل العودة الآمنة لجميع الرهائن والسلام”.
و في 12 تشرين الأول / أكتوبر، انضم المخرج فرانسيس لورانس إلى أكثر من 700 شخصية هوليودية بارزة في توقيع رسالة دعم لإسرائيل جاء فيها ” يجب أن نقف مع إسرائيل وهي تدافع عن نفسها ضد النظام الإرهابي في غزة الذي يسعى إلى تدمير إسرائيل”.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)