ألقت الشرطة في مدينة نيويورك القبض على ستيوارت سيلدويتز، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية، بعد أن تم تصويره وهو يقول لبائع أغذية حلال مصري إن قتل “4000 طفل فلسطيني، لم يكن كافياً.
وقالت الشرطة في بيان إن سيلدوويتز (64 عاما) اعتقل بتهم التحرش الجسيم وارتكاب جرائم الكراهية والمطاردة التي تسبب الخوف والملاحقة في مكان عمل.
وقالت الشرطة: “أبلغ رجل يبلغ من العمر 24 عامًا الشرطة بأن شخصًا اقترب منه في مكان عمله عدة مرات وأدلى بتصريحات معادية للإسلام عدة مرات في تواريخ مختلفة مما تسبب في شعور الضحية بالخوف والانزعاج”.
وكان ستيوارت سيلدويتز، قد عمد إلى التهجم على عامل عربة الطعام الحلال في عدة مناسبات، وهدده باستخدام اتصالاته في الشرق الأوسط لتعذيب أفراد عائلته، وأشاد بقتل إسرائيل للأطفال الفلسطينيين وتلفظ بعبارات إهانة للنبي محمد.
وظهر سيلدويتز في الفيديو وهو يقول للبائع “سأضع لافتة كبيرة هنا تقول إن هذا الرجل يدعم حماس، أنت إرهابي، أنت تدعم الإرهابيين”.
وفي أحد المقاطع ظهر سيلدويتز وهو يخاطب ذات الرجل قائلاً: “لا يكفينا أن نقتل 4000 طفل فلسطيني”.
وأثارت اللقطات التي نشرت يوم الثلاثاء غضباً على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مع تكشف تفاصيل حول مهنة سيلدوويتز السابقة كدبلوماسي.
وقالت شركة جوثام وهي شركة ضغط مقرها واشنطن في تصريحات يوم الثلاثاء على منصة X أن العلاقة مع ستيوارت سيلدويتز انتهت منذ سنوات وأنه لم يعد يعمل لصالحها.
وقامت شركة جوثام للعلاقات الحكومية برفع الغطاء عن المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية بعد ظهوره في ثلاثة مقاطع فيديو وهو يوجه حديثاً عنصرياً لبائع أغذية في مدينة نيويورك.
ووصفت الشركة أفعاله التي ظهرت في مقطع الفيديو بأنها “حقيرة وعنصرية وتحط من كرامة المعايير التي نمارسها في شركتنا”.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فقد عمل سيلدوويتز مسؤولاً سابقاً في مكتب وزارة الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، من بين واجبات أخرى، حيث خدم كلاً من الإدارات الديمقراطية والجمهورية لعقود من الزمن، لكنه عمل مؤخرًا كمستشار لإدارة أوباما.
وظهر سلدوويتز في بعض مقاطع الفيديو وهو يهدد البائع المصري بأن المخابرات في مصر ستقتلع أظافر والديه، وينصحه بإتقان اللغة الإنجليزية زاعماً أنه سيحتاج إليها حيث قال له: “ستحتاجها عندما يتم ترحيلك واستجوابك من قبل المخابرات”.
وفي أحد المقتطع يظهر البائع وهو يطلب من سلدوويتز المغادرة، فيجيبه: “أنا أقف هنا حرًا كأمريكي، ولدي حقوق حرة، إنها ليست مثل مصر، ويضيف، بينما يشرع في تصوير البائع وانتقاده لعدم تحدثه بالإنجليزية، قائلا “هذا يظهر مدى جهلك”.
وفي مقطع مسيء آخر يسأل سلدوويتز البائع مع نوبة ضحك “هل اغتصبت ابنتك كما فعل محمد؟ محمد كان مغتصبا نبيكم هذا مذكور في كتابكم الكريم، هل تتحدث اللغة العربية، لغة القرآن التي يستخدمها بعض الناس كمرحاض؟”
وفي حديثه إلى وكالات انباء أمريكية مساء الثلاثاء، قال سيلدوويتز إنه يأسف لكل ما حدث.
لكن سيلدويتز انتقد صدور بيان شركة جوثام بشأنه، كاشفاً النقاب عن أن الفرصة لم تتح له للتحدث مع العاملين فيها حول ما جرى قبل صدور البيان.
ووفقًا لسيرته الذاتية التي تمت إزالتها من موقع شركة جوثام، فقد فاز سيلدوويتز بجائزة الشرف العليا من وزارة الخارجية ثلاث مرات
يذكر أن تفوهات سيلدوويتز لقيت إدانةً واسعة النطاق وسط دعوات لمحاسبته نظرًا لدوره كمسؤول سابق في وزارة الخارجية.
ونشر الكاتب الفلسطيني إياد البغدادي على موقع X قائلاً: “لست قلقًا بشأن ستيوارت سيلدويتز الذي بتنا نعرفه الآن بالتحديد، لكني قلق بشأن العديد من نسخه الموجودين حاليًا على أعلى مستويات السلطة في إدارة بايدن، ويعملون على ملفات سياسة الشرق الأوسط”.
أما الصحفي في شبكة الجزيرة جمال الشيال، فقال: “عندما يتعلق الأمر برجل أبيض ينفث كراهية مقززة، ويضايق شخصًا ملونًا وينبح بكراهية الإسلام والعنصرية الدنيئة، فيمكن بالطبع تمرير ذلك على أنه مجرد نتيجة لسخونة الظروف”.