دعت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى إجراء تحقيق في الغارة على المستشفى الأهلي العربي “المستشفى المعمداني” في مدينة غزة، وطلبت من إسرائيل وحماس تقديم أدلة تساعد في تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.
وذكرت المنظمة الأممية في تقرير نشرته يوم الأحد أن الأدلة تشير إلى أن قصف المستشفى الأهلي في مدينة غزة كان ناجماً على ما يبدو عن محرك صاروخ غير موجه مثل تلك المحركات التي يستخدمها المقاتلون الفلسطينيون.
وقالت إنه “من المستبعد للغاية” أن تكون الغارة المدمرة ناجمة عن نوع القنابل الكبيرة التي أسقطتها إسرائيل من الجو على مختلف أنحاء غزة، مؤكدة على ضرورة إجراء تحقيق كامل لتحديد من أطلق الصاروخ.
وجاء في التقرير: “إن فشل السلطات الإسرائيلية والفلسطينية على مدى عقود من الزمن في إجراء تحقيقات موثوقة ونزيهة في الانتهاكات المزعومة للقانون الإنساني الدولي يسلط الضوء على الحاجة إلى إجراء تحقيق مستقل في الحادث”، مضيفة أن “لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة يمكن أن تجريه بالتعاون الكامل مع جميع الأطراف”.
واستند تقرير هيومن رايتس ووتش إلى صور ومقاطع فيديو تم التقاطها قبل الانفجار وبعده، بالإضافة إلى مقابلات مع شهود وخبراء.
وأضاف التقرير: “الصوت الذي سبق الانفجار، وكرة النار التي رافقته، وحجم الحفرة الناتجة عنه، ونوع البقعة المجاورة لها، ونوع ونمط الشظايا المرئية حول الحفرة، كلها تشير إلى تأثير صاروخ”.
وقال التقرير إن الضرر المحدود الناجم عن الانفجار في الحفرة لا يتوافق مع الانفجارات الشديدة الناجمة عن القنابل الكبيرة أو المدفعية التي يتم إسقاطها جواً.
وانتقدت بعض المنظمات غير الحكومية الفلسطينية تقرير هيومن رايتس ووتش، وقالت إنها أخفقت في تقريرها الذي استبعد إمكانية استخدام إسرائيل لنوع جديد من الذخيرة من شأنه أن يسبب تأثيراً أقل في موقع الانفجار.
ووصفت المنظمات التقرير بأنه “سابق لأوانه” لأنه استند إلى أدلة من الفيديو والصور الفوتوغرافية، دون أن يعتمد على التفتيش الميداني للمستشفى.
واعترفت هيومن رايتس ووتش بأنها أجرت “تحليلاً عن بعد” للحادث، مضيفةً أن عدم قدرتها على زيارة الموقع حالت دون تمكنها من “التحديد القاطع” للذخيرة المستخدمة.
وقالت إيدا سوير، مديرة الأزمات والصراع في هيومن رايتس ووتش إن على السلطات في غزة وإسرائيل الكشف عن الأدلة المتعلقة ببقايا الذخائر وغيرها من المعلومات المتوفرة لديها فيما يتعلق بانفجار المستشفى الأهلي للسماح بإجراء تحقيق كامل.
وأوضحت المنظمة الحقوقية أن بحوزة المسؤولين الفلسطينيين في غزة بقايا ذخيرة من شأنها أن تساعد في التوصل إلى تحديد قاطع لنوع الذخيرة المستخدمة في الانفجار، لكنهم لم يفرجوا عن تلك الشظايا علناً رغم تعهدهم بذلك.
وسبق أن نشرت هيومن رايتس ووتش تقارير عن صواريخ أطلقها مقاتلون فلسطينيون أصابت مناطق في غزة عن طريق الخطأ.
وأضاف التقرير أن الصواريخ التي يستخدمها المقاتلون الفلسطينيون في غزة تعمل من خلال “أنظمة توجيه بدائية ما يجعلها عرضة للخطأ”.
ويعد الانفجار الذي وقع في المستشفى في 17 تشرين الأول/أكتوبر واحداً من أكثر أحداث الحرب مأساويةً، كما أنه يسلط الضوء على المعركة المحتدمة على الرأي العام بين حماس وإسرائيل.
فقد أعلن مسؤولو الصحة الفلسطينيون في البداية أن أكثر من 500 شخص قتلوا في الغارة، ثم خفضوا عدد القتلى إلى 471، في حين قدرت وثيقة استخباراتية أمريكية غير سرية عدد القتلى بما بين 100 إلى 300 شخص.
ولدى سؤال الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي جاءت زيارته لتل أبيب بعيد الهجوم مباشرةً عن سبب الانفجار قال إنه على ما يبدو فإن “الفريق الآخر”، في إشارة إلى الفلسطينيين، هو المسؤول عن الهجوم وليس إسرائيل.
ويحمل تقرير هيومن رايتس ووتش أهمية خاصة سيما وأن المنظمة انتقدت سياسات إسرائيل، وحذرت الشهر الماضي من أن تل أبيب تستخدم الفسفور الأبيض “بشكل غير قانوني” في قطاع غزة ولبنان، مشيرة إلى الخطر الذي يشكله على المدنيين.