عثرت طواقم الإغاثة والصحفيون على جثث خمسة أطفال فلسطينيين حديثي الولادة في مستشفى النصر الذي تعرض للدمار الكبير خلال القصف في قطاع غزة.
وأفاد صحفيون بالعثور على البقايا المتحللة لجثث الأطفال، الذين تركوا دون أن يتم إجلاؤهم من مستشفى الأطفال بعد أن أمرت القوات الإسرائيلية المرضى والموظفين بالمغادرة في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وتظهر اللقطات التي وثقها الصحفيون بينما كانوا يتفقدون ما تبقى من المنشأة الصحية خلال الهدنة الأطفال راقدين في أسرتهم بالمستشفى.
وقال مدير المستشفى، مصطفى الكحلوت، في تصريح للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنه أرسل نداءً إلى منظمات الإغاثة، بما فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بشأن الأطفال الخمسة قبل وفاتهم، لكنه لم يتلق أي رد.
ودعت المنظمة الحقوقية إلى “محاسبة” الجيش الإسرائيلي على مقتل الأطفال وانتقدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي ساهمت في عمليات الإجلاء من المستشفى، لفشلها في الحفاظ على حياتهم.
وقُتل أكثر من 15,000 فلسطيني، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، في العدوان الإسرائيلي غزة، الذي بدأ في 7 تشرين الأول / أكتوبر.
وكان الجيش الإسرائيلي قد وجه إنذارات لما لا يقل عن 22 مستشفى في غزة، بالإخلاء منذ بدء العدوان، لكن العديد من الأطباء رفضوا الامتثال لهذه الأوامر، مشيرين إلى عدم توفر إجراءات السلامة للمرضى وغياب الضمانات لعودتهم.
ومع قيام الجيش الإسرائيلي بتوسيع هجماته البرية في غزة، حاصرت الدبابات وقوات المشاة عدة مستشفيات في مدينة غزة وفي شمال القطاع.
وفي نهاية المطاف، أُجبر المرضى وآلاف الفلسطينيين الذين لجأوا إلى المستشفيات ومن ضمنها الشفاء والرنتيسي والمستشفى الإندونيسي وغيرها على الخروج تحت تهديد السلاح.
وخلال حصار المستشفيات وعمليات الطرد القسري اللاحقة، لم يتم تقديم أي مساعدات أو تدابير سلامة للمرضى أو الطواقم الطبية، بحسب شهود عيان.
يذكر أن الأطفال الخدج في الحاضنات كانوا من بين المحاصرين في المستشفيات دون طعام أو ماء أو كهرباء، وكذلك مرضى وحدة العناية المركزة، والجرحى من الغارات الجوية، والمرضى المسنين الذين يخضعون لعلاج غسيل الكلى.
وفي ظل هذه الظروف، توفي ما لا يقل عن 50 مريضاً أثناء حصار مستشفى الشفاء وحده.
ووصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، في مؤتمر صحفي للأمم المتحدة في جنيف يوم الثلاثاء، انهيار مستشفى الشفاء أكبر منشأة طبية في غزة بالـ “مأساة”، مضيفة أن القوات الإسرائيلية احتجزت بعض الطواقم الطبية فيه أثناء عملية الإخلاء التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية.
وقال جيمس إلدر المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة في غزة للصحفيين أن المستشفيات في القطاع مكتظة بالأطفال الذين أصيبوا جراء القصف الإسرائيلي والذين يعانون من التهاب المعدة والأمعاء بسبب شرب المياه القذرة.