بلغت الهدنة التي استمرت سبعة أيام بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة نهايتها، حيث استأنفت إسرائيل عدوانها على القطاع موقعةً ما لا يقل عن 100 شهيد.
بدأ سريان الهدنة للمرة الأولى لمدة أربعة أيام في 24 تشرين الثاني / نوفمبر، قبل أن يتم تمديدها مرتين بعد مفاوضات بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة.
وانتهت الهدنة في الساعة السابعة من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي حيث تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاك شروط الاتفاق.
واستشهد أكثر من 15 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال جراء القصف الإسرائيلي على غزة منذ بدء الحرب قبل شهرين تقريباً.
وفرت الهدنة التي استمرت أسبوعاً فترة قصيرة للفلسطينيين كي يلتقطوا أنفاسهم في القطاع الذي تعرض لقصف متواصل، كما مهدت الطريق لإطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية في مقابل المحتجزين في غزة.
وفيما يلي عرض لأهم المعلومات حول انتهاء الهدنة
ماذا حدث خلال الهدنة؟
في فترة الأسبوع الذي توقف فيه القتال، تم إطلاق سراح 240 فلسطينياً من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح 105 أسرى محتجزين في غزة.
وشهد كل يوم من أيام الهدنة عمليات تبادل للأسرى، حيث كان يتم عادةً إطلاق سراح 30 فلسطينيًا كل يوم مقابل حوالي 10 محتجزين إسرائيليين.
ينتمي المعتقلون الفلسطينيون الذين أفرج عنهم وعددهم 150 إلى فئتي النساء والفتيان، ومن بينهم 98 لم توجه لهم اتهامات من الأساس.
كما كان جميع المحتجزين الذين تم إطلاق سراحهم من غزة من المدنيين وبينهم العديد من النساء والأطفال وغالبيتهم العظمى مواطنون إسرائيليون، على الرغم من أن العديد منهم يحملون جنسية مزدوجة، كما كان من بين المفرج عنهم أيضًا 23 مواطنًا تايلانديًا.
أتاحت الهدنة الفرصة لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد أن تحول جزء كبير من القطاع إلى أنقاض خلال العدوان الإسرائيلي الدموي، لكن ذلك لا يزال أقل بكثير مما هو مطلوب لتلبية احتياجات القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.
وذكرت جولييت توما، مديرة الاتصالات في الأونروا، التي تقدم المساعدات للفلسطينيين: “قبل الحرب، كانت غزة تستقبل 500 شاحنة يومياً، لكننا لم نقترب أبداً من هذا الرقم منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر”.
لماذا انتهى وقف القتال؟
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حماس لم توافق على إطلاق سراح المزيد من الأسرى، وهي بذلك تكون قد انتهكت شروط الهدنة.
ووفقا لمكتب نتنياهو فإن حماس لم تفرج عن جميع النساء الإسرائيليات المحتجزات في غزة كما تم الاتفاق عليه في السابق، مضيفا أن الحركة الفلسطينية أطلقت أيضا صواريخ على إسرائيل يوم الجمعة.
وتابع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: ” مع استئناف القتال نؤكد أن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بتحقيق أهداف الحرب، وهي تحرير رهائننا والقضاء على حماس وضمان أن غزة لن تشكل أبدا تهديدا لسكان إسرائيل”.
من جهتها، حمّلت حماس إسرائيل مسؤولية “استئناف الحرب والعدوان” على قطاع غزة، وقالت في بيان يوم الجمعة إن إسرائيل رفضت كل العروض للإفراج عن أسرى آخرين.
ماذا حدث منذ ذلك الحين؟
بدورها، أوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن 32 فلسطينياً استشهدوا في غزة خلال الساعات الأولى من انتهاء الهدنة يوم الجمعة.
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة في تصريحات صحفية أن من بين الشهداء 10 ارتقوا في المغازي وسط غزة، و9 في رفح جنوباً و5 في مدينة غزة شمالاً.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن غارات جوية إسرائيلية استهدفت منطقة قريبة من مستشفى ناصر في خان يونس جنوب القطاع.
وأسقطت الطائرات الحربية الإسرائيلية منشورات على الفلسطينيين في غزة تطالبهم بالتحرك جنوباً بعيداً عن خان يونس إلى منطقة رفح المتاخمة لمصر.
وجاء في نص المنشور الإسرائيلي: “إلى سكان القرارة وخزاعة وعبسان وبني سهيلة، عليكم الإخلاء فوراً والذهاب إلى الملاجئ في رفح، مدينة خان يونس منطقة قتال خطيرة”.
من ناحية أخرى، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، إنها هاجمت مدناً وبلدات إسرائيلية صباح الجمعة رداً على “جرائم الاحتلال ضد شعبنا”.
أما قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، المسؤولة عن الدفاع المدني، فأعلنت أنها أطلقت صفارات الإنذار في مستوطنتي ياد موردخاي ونيتيف هعتسراه بجنوب إسرائيل بالقرب من غزة.
هل هناك جهود لوقف القتال؟
من ناحيتها، أعلنت قطر التي لعبت دوراً محورياً في الوساطة بين أطراف القتال الجمعة أن المفاوضات لا تزال مستمرة لاستعادة الهدنة.
وعبرت وزارة الخارجية القطرية عن “أسفها العميق لاستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.
وأكدت الوزارة في بيان نشرته على موقع “إكس” أن “استمرار قصف قطاع غزة في الساعات الأولى بعد انتهاء التهدئة يعقد جهود الوساطة ويؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع”.
وذكر مصدر مطلع على المحادثات في تصريحات صحفية أن الوسطاء المصريين أجروا اتصالات أيضاً مع الجانبين منذ استئناف القتال.