ألقى العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة بظلال من الكآبة على مدينة بيت لحم عشية عيد الميلاد الذي يحل يوم الأحد.
ومع ارتفاع عدد الشهداء في غزة وتحويل إسرائيل جهودها ضد حماس إلى جنوب القطاع المحاصر، ألغيت احتفالات عيد الميلاد في مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح عليه السلام في الضفة الغربية المحتلة، حيث أبرق البطريرك اللاتيني رسالة تضامن مع الفلسطينيين في غزة.
وبدأ البابا فرانسيس قداس عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس في روما بدعوة من أجل السلام.
وقال الزعيم الكاثوليكي: “الليلة، قلوبنا في بيت لحم، حيث أمير السلام يرفض مرة أخرى منطق الحرب العقيم، وتصادم الأسلحة الذي يمنعه حتى اليوم من إيجاد مكان له في العالم”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد شدد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على “الحاجة الماسة” لحماية المدنيين، لكن الأخير تعهد بأن إسرائيل “ستواصل الحرب حتى تحقيق جميع أهدافها”، بحسب تصريحات رسمية.
ومع احتدام القتال العنيف، قال الجيش الإسرائيلي إن 154 جنديا قتلوا في غزة منذ بدء العدوان البري على غزة في 27 تشرين الأول / أكتوبر.
في المقابل، أدى العدوان الإسرائيلي إلى مقتل 20424 فلسطينياً، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
ويحتفل المسيحيون في جميع أنحاء العالم بليلة عيد الميلاد، في ظل احتدام الحرب الطاحنة في قطاع غزة.
تقام الاحتفالات عادة في بيت لحم، حيث يعتقد المسيحيون أن المسيح ولد، لكن المدينة بدت شبه مهجورة هذا العام، ولم يظهر سوى عدد قليل من المصلين، كما لم يتم نصب شجرة عيد الميلاد، بعد أن قرر قادة الكنيسة التخلي عن أي احتفالات “غير ضرورية” تضامنا مع سكان غزة.
ووصل بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، الأحد، إلى كنيسة المهد مرتديا الكوفية الفلسطينية التقليدية المزدانة باللونين الأبيض والأسود.
وقال: “قلوبنا تتوجه إلى غزة، وإلى جميع الناس في غزة، ولكننا نولي اهتماما خاصاً لمجتمعنا المسيحي الذي يعاني هناك”.
وأضاف: ” نحن هنا للصلاة والمطالبة ليس فقط بوقف إطلاق النار، بل إن وقف إطلاق النار وحده ليس كافيا، العنف لا يولد إلا العنف”.
وقالت الأخت نبيلة صلاح من الكنيسة الكاثوليكية المقدسة في غزة ” لقد ألغيت جميع احتفالات عيد الميلاد، كيف نحتفل ونحن نسمع صوت الدبابات والقصف بدلاً من قرع الأجراس؟”
وكانت امرأتان مسيحيتان قد قتلتا داخل الكنيسة الكاثوليكية المقدسة في غزة على يد قناص إسرائيلي في وقت سابق من هذا الشهر وفقا للبطريركية اللاتينية في القدس.
وفي مستشفى في خان يونس، حيث تركز معظم القتال في الآونة الأخيرة، قال فادي الصايغ، الذي حصلت عائلته في السابق على تصاريح للسفر إلى بيت لحم للمشاركة في الاحتفالات أنه لن يحتفل بعيد الميلاد هذا العام.
وأضاف: ” ليس هناك فرح، لا شجرة عيد ميلاد، لا زينة ولا عشاء عائلي ولا احتفالات، أدعو الله أن تنتهي هذه الحرب قريبا”.
وتحولت مناطق واسعة من غزة إلى أنقاض ويعاني سكانها البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة من نقص حاد في المياه والغذاء والوقود والدواء بسبب الحصار الإسرائيلي.
وحث رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، على وضع حد للمعاناة في الشهر الثالث من الحرب.
وكتب على موقع X (تويتر سابقًا): ” إن وقف إطلاق النار الإنساني في غزة هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا، الحرب تتحدى المنطق والإنسانية، وتهيئ لمستقبل مليء بالكراهية وسلام أقل”.
وبالمثل، جدد رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الدعوات لوقف إطلاق النار، قائلاً: “إن تدمير النظام الصحي في غزة مأساة”.
وأدت الحرب الدائرة في غزة إلى تفاقم التوتر في أنحاء الشرق الأوسط. أطلق الحوثيون في اليمن النار على سفن الشحن في البحر الأحمر، مما دفع الولايات المتحدة إلى تشكيل قوة عمل بحرية لردع الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار.
وخرج الآلاف إلى شوارع العاصمة المغربية الرباط يوم الأحد للمطالبة بإنهاء علاقات بلادهم مع إسرائيل.