أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يعمل على إيجاد دول مستعدة “لاستيعاب” الفلسطينيين الذين سيقوم بتهجيرهم من قطاع غزة.
وأوضح نتنياهو خلال حديثه في اجتماع لحزبه الليكود يوم الاثنين “مشكلتنا تكمن في الدول المستعدة لاستيعابهم ونحن نعمل على حل هذه المشكلة”.
وذكرت صحيفة إسرائيل هايوم الإسرائيلية أن نتنياهو كان يسعى خلال حديثه أمام مؤيديه إلى توضيح خطط إسرائيل لما بعد انتهاء الحرب، حيث قال: ” العالم يناقش بالفعل احتمالات الهجرة الطوعية”، مضيفًا أنه يجب تشكيل فريق “لضمان أن أولئك الذين يريدون مغادرة غزة إلى دولة ثالثة يمكنهم القيام بذلك، الأمر بحاجة إلى تسوية وله أهمية استراتيجية تتعلق باليوم التالي للحرب.”
وتتوافق تصريحات نتنياهو مع أقوال شخصيات بارزة أخرى في الليكود من بينهم الوزير السابق داني دانون الذي دعا علناً الدول الغربية إلى قبول اللاجئين من غزة.
ويقول الفلسطينيون أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة يهدف إلى طردهم نهائياً منه عبر جعل غزة غير صالحة للسكن من خلال تدمير كل ما يدعم الحياة فيها، على أمل أن يغادر الفلسطينيون “طوعاً”.
ورفضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط على وجه الخصوص عمليات التطهير العرقي القسري في غزة، لكن إسرائيل كسرت الخطوط الحمراء التي حددتها هذه الدول من قبل دون تحمل أي تبعات لذلك على الإطلاق.
وتشمل الوجهات المحتملة لمثل هذا النزوح مصر والأردن والدول الغربية.
وكانت مصر والأردن قد رفضتا بشكل قاطع قبول نزوح الفلسطينيين إلى أراضيهما، وهو الاحتمال الذي يعيد إلى الأذهان نكبة عام 1948، التي قامت فيها الميليشيات الصهيونية بتطهير عرقي لأكثر من 700 ألف فلسطيني من وطنهم التاريخي لإفساح المجال أمام قيام دولة إسرائيل.
وتأتي تصريحات نتنياهو في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الإسرائيلي عملياته في وسط جباليا وخان يونس في الجنوب، مع استمرار القتال البري العنيف.
وقال يونس الحلاق وهو شاهد عيان من خان يونس أن إسرائيل كثفت قصفها للمدينة بطريقة غير مسبوقة ليلة الاثنين، واستهدف الجيش منازل المدنيين والبنية التحتية السكنية، بما في ذلك المنطقة المجاورة لمستشفى ناصر في خان يونس.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية الثلاثاء أن 20915 شخصاً على الأقل استشهدوا وأصيب 54918 في العدوان المستمر منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر.
وفي هذه الأثناء، لا يزال الجنود الإسرائيليون يتكبدون خسائر فادحة في محاولاتهم للسيطرة على غزة حيث قُتل 491 جندياً منذ ذلك التاريخ من بينهم 156 جندياً على الأقل قتلوا منذ بدء الغزو البري.
وتقول إسرائيل إن نحو 874 جندياً أصيبوا في غزة لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية تقدر العدد بما يصل إلى 5000، حيث تخضع المؤسسات الإعلامية في إسرائيل للرقابة العسكرية الصارمة.