أعلنت شركة إنتل المضي قدماً باستثمارها بقيمة 25 مليار دولار في إسرائيل، وهو ما يوفر دفعة قوية للحكومة الإسرائيلية في ظل الخسائر الاقتصادية الفادحة التي تكبدتها إسرائيل بسبب حربها الدائرة في غزة.
وكجزء من الاتفاقية، ستقدم الحكومة الإسرائيلية منحة إلى شركة إنتل بقيمة 3.2 مليار دولار لتوسيع مصنع الرقائق الإلكترونية التابع لشركة أشباه المُوصِلات الأمريكية “كريات جات” في جنوب إسرائيل.
ومن المتوقع أن يشكل مشروع شركة إنتل أكبر استثمار على الإطلاق تنفذه الشركة في إسرائيل، في الوقت الذي تمضي فيه القوات الإسرائيلية قدمًا في عدوانها على غزة.
ويأتي هذا القرار وسط مخاوف متزايدة بشأن الخسائر الاقتصادية التي خلفتها الحرب في غزة على الاقتصاد الإسرائيلي.
وأدت الحرب الإسرائيلية الدائرة في غزة والقتال المتبادل على الحدود مع لبنان إلى إخلاء 60 ألف إسرائيلي لمنازلهم وإغلاق الشركات التجارية في المنطقة.
كما أعلن الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن الحرب على السفن الإسرائيلية، حيث شهد ميناء إيلات الإسرائيلي انخفاضًا في النشاط التجاري بنسبة 85% منذ تكثيف هجمات الحوثيين والتي تسببت بارتفاع أسعار أسهم شركات الشحن الإسرائيلية أيضًا.
وتضاعفت الطلبات الشهرية للحصول على إعانات البطالة في إسرائيل أربع مرات من حوالي 20 ألفًا إلى 80 ألفًا، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية.
“استثمار غير مسبوق”
في ذات الوقت، أدى استدعاء إسرائيل لعدد كبير من جنود الاحتياط إلى استنزاف العمالة المهارية من سوق العمل.
ولأن إسرائيل تعد قوة مصدرة للتكنولوجيا، ذهب بعض المحللين للتكهن بأن شركات التكنولوجيا الكبرى ستعيد النظر في الاستثمار في إسرائيل، إن لم يكن احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على غزة، فبسبب القلق بشأن الاستقرار في البلاد أو نقص العمالة المهارية المتاحة.
لقد أدت الحرب على غزة إلى انخفاض الإنفاق الاستهلاكي في أماكن مثل المطاعم، وأثرت بشكل كبير على قطاع السياحة، حيث تقدر وزارة المالية الإسرائيلية أن الحرب على غزة تكلف البلاد نحو 260 مليون دولار يومياً.
وسرعان ما رحبت الحكومة الإسرائيلية بإعلان شركة إنتل في ظل الدلائل الواضحة على أن الحرب تتسبب بالفعل في خسائر اقتصادية.
وقال وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريش، عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، إن “اختيار شركة إنتل العالمية للموافقة على استثمار غير مسبوق بقيمة 25 مليار دولار وإنشاء مصنعها الجديد هنا في إسرائيل، هو أمر مهم وحيوي”.
وارتفع سعر سهم إنتل نحو 3% منذ أن أعلنت الشركة اتفاقها مع إسرائيل يوم الثلاثاء.
تُعد منحة إسرائيل البالغة ثلاثة مليار دولار لشركة إنتل عرض جيد أيضاً في الوقت الذي تضغط فيه إسرائيل على الولايات المتحدة للحصول على المزيد من المساعدات العسكرية.
في كل عام، ترسل الولايات المتحدة، وهي الحليف الأقرب لإسرائيل، نحو 3.8 مليار دولار كمساعدات عسكرية سنوية لإسرائيل، و منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/أكتوبر، أرسلت الولايات المتحدة 230 طائرة شحن و20 سفينة مساعدات عسكرية إلى إسرائيل.
وعلاوة على ذلك، أقر مجلس النواب الأمريكي تقديم مبلغ إضافي للحكومة الإسرائيلية قدره 14 مليار دولار لتمويل عدوانها على غزة.