كشفت صحيفة “زمان يسرائيل” الإسرائيلية النقاب عن قيام مسؤولين إسرائيليين بإجراء محادثات سرية مع عدة دول أفريقية لإقناعهم باستقبال الفلسطينيين من غزة بعد تهجيرهم قسرياً، في إشارة واضحة على سياسة التطهير العرقي التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية الحالية.
في مقابلة لها مع الصحيفة، أوضحت وزيرة المخابرات الإسرائيلية، جيلا غمالائيل، أن “الهجرة الطوعية هي الخطة الأفضل والأكثر واقعية بمجرد وقف القتال” على حد وصفها.
وفقاً لتقرير “زمان يسرائيل”، فقد أبدت دولة “الكونغو”استعداداً لاستقبال آلاف اللاجئين الفلسطينيين، بعد تهجيرهم من غزة في عملية تخطط لها الحكومة الإسرائيلية وتصر على اعتبارها “سياسة هجرة طوعية”.
اقترحت إسرائيل شطب جزء كبير من ديون مصر الدولية من خلال البنك الدولي، من أجل إغراء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لفتح أبوابه للفلسطينيين النازحين
أشار التقرير الإسرائيلي أيضاً إلى اسم السعودية، باعتبارها الخيار الآخر الذي يفاوضه الإسرائيليون لاستقبال آلاف الفلسطينيين، ولكن من غير المرجح أن توافق السعودية على ذلك علناً على الأقل.
أصداء تاريخية
تعيد هذه الخطة الإسرائيلية إلى الأذهان خطة بريطانية سابقة كانت تسمى “مخطط أوغندا”، حيث سعت الحكومة البريطانية عام 1903 إلى منح يهود أوروبا دولة خاصة بهم في جزء مما يعرف اليوم بدولة كينيا، وقد كان العرض، الذي تم رفضه في النهاية، ردًا على المذابح في الإمبراطورية الروسية، حيث كان من المأمول أن تكون المنطقة ملجأ للشعب اليهودي من الاضطهاد.
تزداد الأصوات المنادية بإخراج الفلسطينيين من غزة كل يوم داخل المجتمع الإسرائيلي، وهو موقف أيدته تصريحات سياسيين إسرائيليين على رأسهم وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، واللذان أشارا بوضوح إلى “تهجير الفلسطينيين في غزة”.
من جانب آخر، فقد صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، برفض الخطوة مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة ترفض التصريحات الأخيرة للوزيرين الإسرائيليين والتي تدعو إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة، هذا الخطاب تحريضي وغير مسؤول”.
في أكتوبر الماضي، قام موقع كالكسيت الإسرائيلي بتسريب وثيقة من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، تضمنت تفاصيل خطط مزعومة للترحيل القسري للفلسطينيين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء، حيث يتم إسكانهم في مدن من الخيام في المرحلة الأولى قبل بناء مجتمعات دائمة، وفقاً للوثيقة المسربة.
من جانبها، أكدت القاهرة رفضها لهذه الخطة، ولذلك اقترحت إسرائيل شطب جزء كبير من ديون مصر الدولية من خلال البنك الدولي، من أجل إغراء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لفتح أبوابه للفلسطينيين النازحين.