اتخذ نجم كرة القدم الفرنسي ومهاجم فريق ريال مدريد السابق كريم بنزيما إجراءات قانونية ضد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، الذي اتهمه بامتلاك صلاتٍ “سيئة السمعة” مع جماعة الإخوان المسلمين.
ورفض محامي بنزيما، هوغ فيجييه، اتهامات الوزير الفرنسي الموجهة إلى موكله، قائلاً إنها شوهت “شرف وسمعة” لاعب كرة القدم.
وذكر فيجييه أن بنزيما الذي يلعب حالياً مهاجماً لفريق الاتحاد في السعودية، لا يملك “أدنى صلة” بجماعة الإخوان المسلمين أو بأي من أعضائها.
يذكر أن اتهامات الوزير الفرنسي وردت بعد أن نشر اللاعب الحاصل على جائزة الكرة الذهبية لعام 2022 رسالة دعم للفلسطينيين في غزة على موقع X.
وجاء في منشور بنزيما: ” كل دعائنا من أجل سكان غزة الذين يقعون مرة أخرى ضحايا لهذه القصف الظالم الذي لا يستثني النساء ولا الأطفال”.
ونشر بنزيما الرسالة بعد أسبوع من شروع إسرائيل بهجماتها المدمرة على القطاع والتي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 24 ألف فلسطيني بينهم 10500 طفل.
وكان المحامي فيجييه قد أوضح أن موكله كان يعبر عن “تعاطفه الطبيعي” مع “ما يصفه الكثيرون اليوم بجرائم حرب تُرتكب في غزة”.
يذكر أن دارمانين كان قد قال لقناة سي نيوز التلفزيونية الفرنسية أنه “من المدهش” أن بنزيما لم يظهر دعمًا للإسرائيليين الذين قتلوا في هجمات حماس في السابع من أكتوبر.
وأضاف الوزير الفرنسي أنه كان يجب على نجم كرة القدم البالغ من العمر 36 عامًا إظهار الدعم لمدرس اللغة الفرنسية الذي قتل على يد طالب في وقت سابق من هذا الشهر.
وتابع خلال زيارة له إلى أبو ظبي: ” لقد دعوته علناً إلى التغريد لصالح المعلم الذي مات بسبب الإرهاب الإسلامي دون سبب على الإطلاق، لكنه لم يفعل ذلك”.
وقدم محامي بنزيما شكوى من 92 صفحة ضد الوزير الفرنسي أمام محكمة العدل، وهي المحكمة الوحيدة في فرنسا التي يمكن رفع دعاوى قضائية فيها ضد المسؤولين الحكوميين الذين ما زالوا في مناصبهم.
وفي حديثه لوسائل الإعلام الفرنسية، اتهم فيجييه كذلك الوزير الفرنسي بـ “الاستغلال السياسي وبث الفرقة” في فرنسا، وقال: “نشهد مرة أخرى استغلالًا لا يطاق لكريم بنزيما ولرمزية شخصيته”.
وكان بنزيما ذو الأصول الجزائرية قد قال في الشكوى أنه يتم استخدامه في “ألعاب سياسية”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتصادم فيها دارمانين مع بنزيما وهو خامس هدافي المنتخب الفرنسي على مر العصور، حيث سبق أن اتهمه بعدم ترديد النشيد الوطني أثناء اللعب لمنتخب فرنسا، وما وصفه بـ”التبشير على شبكات التواصل الاجتماعي”.
وانتقد اليساريون دارمانين لمحاولته جذب الناخبين اليمينيين قبيل الانتخابات المزمع إجراؤها في حزيران / يونيو 2024، مع تقدم حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في استطلاعات الرأي، من خلال مهاجمة شخصيات مثل بنزيما.