لقد أدت ليلتان متتاليتان من القصف العنيف في محيط أكبر مستشفى لا يزال يعمل في قطاع غزة إلى زيادة قلق الفلسطينيين حول هجوم بري محتمل على مستشفى ناصر الطبي في خان يونس.
تقول الفلسطينية النازحة في خان يونس، وجدان، أن “الوضع في مدينة خان يونس يتدهور بسرعة مع اشتداد القصف، خاصة خلال ساعات الليل، فالناس خائفون من اجتياح إسرائيل للمستشفى، كما فعلت في شمال غزة، ولذلك فهم يفرون من مجمع المستشفى باتجاه رفح وساحل غزة الجنوبي”، مشيرة إلى أنه لم يعد بإمكانهم الذهاب إلى السوق المحلية لقربها الشديد من المستشفى.
“مكانة إسرائيل في إحصاء السجون الذي أجرته لجنة حماية الصحفيين لعام 2023 هو دليل على أن أحد المعايير الديمقراطية الأساسية وهي حرية الصحافة آخذ في التلاشي مع قيام إسرائيل بإسكات الصحفيين الفلسطينيين” – جودي جينسبيرغ- لجنة حماية الصحفيين
أما محمد الآغا، الذي نزح مع عائلته إلى منطقة المواصي الساحلية جنوب غزة، فقد أشار إلى التدفق الهائل الذي تشهده منطقته للنازحين من مستشفى ناصر، لكنه حذر من أن نقص المساحة والغذاء والدواء سوف يزيد الوضع الإنساني سوءاً.
في الأسابيع الأخيرة، ارتفع عدد السكان في رفح من 300 ألف نسمة قبل الحرب إلى 1.2 مليون نسمة منذ 7 أكتوبر، وفقاً للأونروا.
مستشفى الشفاء بالكاد يعمل
يخشى الفلسطينيون من أن تكون الهجمات حول مستشفى ناصر مقدمة لهجوم أوسع على المستشفى نفسه كما حصل في استهداف مستشفى الشفاء في الشمال خلال الحرب.
لقد تحول مستشفى الشفاء، الذي كان في السابق أكبر مجمع طبي في غزة، إلى مجرد مركز للإسعافات الأولية، فمعظم الخدمات داخل مغلقة، من أقسام الجراحة والأشعة السينية إلى غرف العمليات، ولم يبق سوى عدد قليل من المتطوعين لتقديم الرعاية الطبية الأساسية، بعد أن تم اعتقال العديد من المتخصصين والممرضين أو إجبارهم على الفرار.
بعد أسبوعين من الهدوء النسبي في شمال غزة، كثفت القوات الإسرائيلية هجماتها في مدينة غزة في الأيام الأخيرة، مما أثار الخوف لدى سكان المدينة الذين لا يحصلون أصلاً إلا على القليل من الرعاية الطبية.
كان أحد أهم أهداف الهجمة الجديدة جامعة فلسطينية تم تدميرها بالألغام، حيث أثارت جامعة الإسراء في بيان لها أن تفجير القوات الإسرائيلية لمبانيها الرئيسية هو “عدوان همجي” ويشكل جزءاً من سياسة إسرائيلية ضد التعليم الفلسطيني، مشيرة إلى احتلال الجنود احتلوا لمباني الجامعة مدة 70 يوماً وتحويلها إلى قاعدة عسكرية لاحتجاز واستجواب المدنيين، فضلاً عن استخدامها مكاناً لتمركز القناصة الذين أطلقوا النار على العزل في المنطقة.
إسرائيل تنضم إلى قائمة “أسوأ سجاني الصحفيين في العالم”
وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد أصبح الصحفي وائل فنونة، مدير قناة القدس اليوم، الصحفي الفلسطيني رقم 119 الذي تقتله إسرائيل منذ 7 أكتوبر.
كشفت صحيفة فايننشال تايمز أن الدول العربية وضعت خطة لإنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة وإقامة دولة فلسطينية، حيث تضمنت الخطة تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل بشرط موافقة الأخيرة على خطوات “لا رجعة فيها” نحو إقامة دولة فلسطينية
من جانبها، صرحت لجنة حماية الصحفيين، بأنه قد تم إدراج إسرائيل للمرة الأولى ضمن قائمتها السنوية “لأسوأ سجاني الصحفيين” في العالم، حيث احتلت إسرائيل المركز السادس عالمياً بعد سجن 17 صحفيا في الضفة الغربية المحتلة عقب اندلاع الحرب.
تعقيباً على القرار، أشارت الرئيسة التنفيذية للجنة حماية الصحفيين، جودي جينسبيرغ، إلى أن “مكانة إسرائيل في إحصاء السجون الذي أجرته لجنة حماية الصحفيين لعام 2023 هو دليل على أن أحد المعايير الديمقراطية الأساسية وهي حرية الصحافة آخذ في التلاشي مع قيام إسرائيل بإسكات الصحفيين الفلسطينيين”.
خطة عربية لإنهاء الحرب!
خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ أن إسرائيل “يجب أن تحارب الإرهاب بلا رحمة” مشيراً إلى أنه لا يخجل من المأساة الإنسانية في غزة، لأن إسرائيل “بحاجة إلى الدفاع عن نفسها من الإرهاب” على حد تعبيره.
من ناحية أخرى، فقد كشفت صحيفة فايننشال تايمز أن الدول العربية وضعت خطة لإنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة وإقامة دولة فلسطينية، حيث تضمنت الخطة تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل بشرط موافقة الأخيرة على خطوات “لا رجعة فيها” نحو إقامة دولة فلسطينية.
ناقشت الدول العربية الخطة مع الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية المتواجدة في القمة، حيث تحمل الخطة دعوة للدول الغربية للاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية أو التصويت لمنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ومن المتوقع أن يتم تقديم الخطة في الأسابيع المقبلة.