أظهرت أدلة مؤخراً أن ناشطين مؤيدين لإسرائيل كانوا يستخدمون مجموعتين على تطبيق واتساب بهدف الضغط على الإدارة التنفيذية في شبكة ABC لإقالة الصحفية، أنطوانيت لطوف، اتهام رفضته شخصيات بارزة في الإذاعة الوطنية الأسترالية نافية طرد الصحفية.
من جانبها، أوضحت لطوف، وهي استرالية من أصل لبناني، في مقابلتها مع موقع ميدل إيست آي، إلى أنه قد تم طردها من عملها في ديسمبر الماضي، وذلك بعد 3 أيام فقط من عقد وقعته مع القناة للعمل في برنامج إذاعي.
” لو كنت قد شاركت منشوراً لـ هيومن رايتس ووتش ينتقد حماس في 7 أكتوبر، فهل كنت سأُطرد من العمل؟ أنا واثقة تماماً أنني لم أكن لأُطرد” – انطوانيت لطوف- صحفية استرالية لبنانية
أشارت لطوف أنه خلال اجتماع لموظفي القناة مؤخراً، تم الإشادة بعملها، ومع ذلك بعد أقل من ساعة، استدعاها 3 من مديري القناة إلى غرفة لإخبارها بأنه لم يعد هناك حاجة إليها وأنه يجب عليها مغادرة المكتب على الفور!
وأضافت أنها عندما سألت عن سبب فصلها، أخبرها المديرون أن “مصداقيتها” و”حيادها” أصبحت موضع شك بسبب مشاركتها لمنشور لـ هيومن رايتس ووتش على مواقع التواصل الاجتماعي يتهم إسرائيل بانتهاك حقوق الإنسان واستخدام المجاعة كسلاح حرب في غزة.
وعند سؤالها من قبل الموقع عما إذا كان المنشور مثيرًا للجدل بسبب مصدره، أم بسبب قيام امرأة عربية بنشره، أجابت: ” لو كنت قد شاركت منشوراً لـ هيومن رايتس ووتش ينتقد حماس في 7 أكتوبر، فهل كنت سأُطرد من العمل؟ أنا واثقة تماماً أنني لم أكن لأُطرد”.
من جانب آخر، فقد نشرت صحيفة سيدني مورنينج هيرالد رسائل مسربة من مجموعة واتساب تديرها مجموعة “محامون من أجل إسرائيل”، حيث ورد في الرسائل أن المحامين المؤيدين لإسرائيل قاموا بحملة لطرد لطوف، حتى كتبت إحدى المحاميات في المجموعة أنها ستوجه تهديدًا قانونيًا إذا لم يتم إقالة الصحفي مع أنها اعترفت في ذات المحادثة بعدم وجود أسباب لذلك!
أوضحت الرسائل أيضاً أن المحامين كانوا على اتصال منتظم مع كبار المسؤولين التنفيذيين في ABC، بما في ذلك رئيس مجلس إدارة الإذاعة، إيتا بوتروز.
“يجب القيام بشيء ما”؟!
علاوة على ذلك، فقد كشفت وثائق مسربة عن وجود مجموعة ثانية على تطبيق واتساب عنوانها “المبدعون والأكاديميون الأستراليون من J.E.W.I.S.H”، حيث ساهمت هذه المجموعة أيضًا في الضغط على المديرين التنفيذيين في القناة لطرد لطوف.
“أشعر بالغثيان عندما أرى الناس يحتفلون بإقالتي وعندما أرى رد إيتا باتروز الذي يجعلني قلقة على نزاهة ABC” – انطوانيت لطوف- صحفية استرالية لبنانية
في إحدى الرسائل في المجموعة، قال أحدهم باسم “MG”: “باختصار، ABC تفعل ما تريد ونحن ندفع الفاتورة! يجب القيام بشيء ما”، فيما جاء في رسالة أخرى: “نداء عاجل للحصول على أي لقطات شاشة للطوف تقول فيه أي شيء معاد لإسرائيل أو معاد للسامية، نحن بحاجة إلى أدلة لإدانتها بتهمة صحفية غير محايدة”.
تم تسجيل تلك المحادثات المكتوبة في 20 ديسمبر، وهو نفس اليوم الذي تمت فيه إقالة لطوف، حيث أكدت أنها تلقت بريداً إلكترونياً في الساعة 5:42 من مديرها إيتا بوتروز يقول فيها أن لطوف “لم تعد تعمل في ABC”.
عقب قرار الإقالة، أعرب أكثر من 100 من موظفي ABC عن غضبهم من القرار الذي اعتبروه تحيزًا لإسرائيل وفشلاً في حماية موظفي الشركة الإعلامية.
من جانبهن رفض بوتروز تلك التهمة، مشيراً إلى أن ABC تتلقى بانتظام شكاوى من الأفراد أو المنظمات وتستجيب لها ليس إلا، إضافة إلى ذلك، فقد رفض مجلس إدارة ABC المطالبات التي قدمتها لطوف في قضية العمل العادل ضد المنظمة، بدعوى الإنهاء غير القانوني.
في حديثها مع ميدل إيست آي قال لطوف: “ما يقلقني هو التأثير الذي يمكن أن تحدثه مجموعة واتساب على هيئة من المفترض أن تكون محايدة ومستقلة”، وفي إشارة إلى ردود الأفعال على مجموعات الواتس المسربة أضافت: “أشعر بالغثيان عندما أرى الناس يحتفلون بإقالتي وعندما أرى رد إيتا باتروز الذي يجعلني قلقة على نزاهة ABC”.