اقتحمت قوات كوماندوز إسرائيلية تنكر عناصرها في زي مسعفين فلسطينيين ومرضى ومدنيين مستشفى ابن سينا في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة فجر الثلاثاء واغتالوا ثلاثة شبان فلسطينيين بينهم شقيقان.
و أظهر مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر الإنترنت الجنود المتنكرين وهم يطلقون الرصاص على الشبان الثلاثة داخل المستشفى، وسط تواجد نحو عشرة جنود إسرائيليين مدججين بالسلاح.
كاميرا مراقبة توثق لحظة تسلل قوة خاصة إسرائيلية بلباس مدني لمستشفى ابن سينا بجنين واغتيال 3 شبان فلسطينيين صباح اليوم#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/a3CtyHfbEh
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) January 30, 2024
وعلقت حماس على الهجوم قائلة إن “جرائم إسرائيل لن تمر دون رد”، مؤكدةً إن عمليات القتل هي “استمرار لجرائم الاحتلال المستمرة ضد شعبنا من غزة إلى جنين”.
والشهداء الثلاثة هم محمد جلامنة والشقيقان باسل ومحمد الغزاوي.
ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد وقع الهجوم عند الساعة 5.30 صباحاً واستغرق قرابة 10 دقائق، حيث ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن أحد أفراد الكوماندوز الإسرائيليين كان يتحدثون اللغة العربية وقت تنفيذ العملية.
وأدى الهجوم إلى تدمير أجزاء من المستشفى، وقلب أسرة المرضى، فيما غطت بقع الدماء الأرض والمعدات الطبية.
وقال توفيق الشوبكي، المدير الطبي للمستشفى أن بعض عناصر الكوماندوز الإسرائيليين كانوا يرتدون ملابس الممرضات أيضًا، وقاموا بسحب أسلحتهم بمجرد دخولهم المستشفى.
وأضاف أن بعض قوات الاحتلال دخلت غرفة باسل الغزاوي، على الرغم من أنه كان يتلقى العلاج من جراحه التي أصيب بها يوم 25 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، إثر انفجار صاروخ في مقبرة جنين.
وأضاف أنه لم يسمع أي صوت إطلاق نار خلال اقتحام العناصر العسكرية لغرفة الجريح الفلسطيني، مؤكداً أن الجنود: ” انسحبوا على الفور بعد دقائق معدودة، وعثرت طواقم المستشفى على الشبان الثلاثة مضرجين بدمائهم، دون ما يشير إلى أنهم على قيد الحياة، حيث تركز إطلاق الرصاصات على رؤوسهم”.
ويقول الشوبكي إن الاغتيالات تمثل طرقًا جديدة لاستهداف إسرائيل للمستشفيات والطواقم الطبية في جنين.
وقال مدير المستشفى ناجي نزال لوكالة فرانس برس إن الهجوم وقع في قسم إعادة التأهيل في المستشفى حيث كان باسل غزاوي يتلقى العلاج، مشيراً إلى أن الجنود “استخدموا أسلحة مزودة بكاتم صوت”.
ونقلت فرانس برس عن مصورها القول أنه رأى ثقباً ناجماً عن رصاصة في وسادة مغطاة بالدماء عقب المداهمة.
من جهتها، نددت وزارة الصحة الفلسطينية بالهجوم، قائلة أن مرافق الرعاية الصحية تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي.
ودعا وزير الصحة في بيان أصدرته الوزارة الجمعية العامة للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ” للتدخل بشكل عاجل ووضع حد لمسلسل الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال ضد أهلنا ومراكزنا الصحية”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تداهم فيها القوات الإسرائيلية مستشفى ابن سينا وتستهدفه منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني، حاصرت القوات الإسرائيلية والدبابات المستشفى من بين أربعة مستشفيات أخرى تم حصارها خلال عملية اقتحام للمدينة.