نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدرين عسكريين يوم الثلاثاء القول أن الجيش الإسرائيلي كان على علم بأن قصف الأنفاق في غزة يمكن أن يتسبب في انبعاث الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون.
وأشار سيخا مكوميت إلى أن هذه الغازات تسببت في قتل عدد من أعضاء حركة حماس خلال قصف الأنفاق، موضحاً أن استخدام رؤوس حربية معينة في أماكن مغلقة يمكن أن يؤدي لانتشار غازات ذات تأثير على مساحة كبيرة.
من جهته قال المصدر الثاني أن اختبارات داخلية أجريت على عدد من القنابل أظهرت أن الغازات المنبعثة منها يمكن أن تكون قاتلة. وقال التقرير إن القنابل التي ألقيت على الأنفاق في غزة استخدمت كجزء من عملية “الضربة الخاطفة” الإسرائيلية.
وكان رئيس أركان العملية، غادي آيزنكوت، قد أعلن أن الهدف من العملية هو “تحويل الأنفاق إلى مقابر وقتل المئات من أعضاء حماس الذين يحاصرون فيها”. لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ذكر أن ” الجيش يستخدم الوسائل القانونية للحرب فقط، بما يتوافق مع القانون الدولي، ولم يستخدم في الماضي ولا حالياً مخلفات القنابل بغرض قتل المستهدفين”.
وكان استخدام إسرائيل للغازات الضارة قد أثار الكثير من الجدل منذ أن اتهمت معيان شيرمان، والدة الأسير الذي توفي في غزة، الجيش الإسرائيلي بتسميم ابنها في وقت سابق من هذا الشهر. وكتبت على فيسبوك: ” قيل لنا أن هناك احتمالاً معقولاً أنه استنشق غازات سامة من قنابل الجيش الإسرائيلي”.
ورد الجيش بالقول أنه غير قادر على تأكيد أسباب وفاة الجنديين الإسرائيليين رون شيرمان ونيك بيزر، والمدني الفرنسي الإسرائيلي إيليا توليدانو، اللذين أعيدت جثثهم من غزة في كانون الأول / ديسمبر من العام الماضي.
وقال الجيش إنه عثر على جثث الأسرى في نفق تابع لحماس في جباليا، بالقرب من الموقع الذي استهدفت فيه الغارات الجوية الإسرائيلية أحمد الغندور، قائد لواء الشمال التابع لحماس.
وزعم الجيش أنه لم يكن على علم بمكان الرهائن عندما ضرب النفق الذي كان يتحصن الغندور فيه.
لكن شيرمان شككت في هذا الادعاء، قائلة أن اللواء في الجيش غسان عليان أخبرها أن القوات الإسرائيلية كانت على علم بموقع ابنها. ووصفت البيان الأخير للجيش بأنه “كذبة أخرى تحت ستار التضليل”.
وتساءلت شيرمان أيضًا عما إذا كانت إسرائيل تحاول تبييض العملية، حيث تعتقد أن القوات الإسرائيلية ربما تكون قد ضحت بالرهائن الثلاثة من أجل قتل الغندور. وقالت إن الجيش الإسرائيلي قام بضخ غازات سامة في منطقة النفق الذي كان ابنها محتجزاً فيه.
وسبق أن اعترف الجيش الإسرائيلي بقتل أسرى في حربه على غزة، مما أثار ضجة داخل المجتمع الإسرائيلي. ففي كانون الأول / ديسمبر، قتل جنود إسرائيليون بالرصاص ثلاثة إسرائيليين أثناء خروجهم عراة الصدر حاملين أعلاماً بيضاء في منطقة الشجاعية بغزة، بحسب تحقيق أجراه الجيش الإسرائيلي.
يذكر أن 240 إسرائيلياً أسروا خلال الهجوم الذي شنته حماس على غلاف فزة في 7 تشرين الأول / أكتوبر.
ولا يزال نحو 132 أسيرًا إسرائيلياً بيد المقاومة في غزة، بعد إطلاق سراح عشرات آخرين في صفقة مع حماس في تشرين الثاني / نوفمبر، فيما تؤكد الحركة أن أكثر من 20 أسيراً قتلوا في القصف الإسرائيلي لكن إسرائيل لم تؤكد مقتلهم.
وأدى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى مقتل أكثر من 26700 فلسطيني منذ تشرين الأول / أكتوبر، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.