تعهد اتحاد عمال النقل المائي في الهند بعدم تحميل أو تفريغ السفن التي تحمل أسلحة إلى إسرائيل، بعد أيام فقط من سريان أنباء عن استخدام إسرائيل طائرات بدون طيار قتالية هندية الصنع.
وقال تاناريندرا راو، الأمين العام لاتحاد عمال النقل المائي في الهند، أن الاتحاد الذي ينشط منتسبوه في موانئ هندية متعددة يرفض المشاركة في أي عمل من شأنه أن يزيد من معاناة الفلسطينيين.
وأضاف راو في تصريحات صحفية: ” لقد قررنا مقاطعة أي سفينة تحمل شحنات أسلحة أو ذخائر إلى إسرائيل ولن نتعاون مع ذلك”.
وفي 14 شباط/ فبراير أصدر الاتحاد بياناً أعلن فيه قراره بمقاطعة جميع السفن التي تحمل الأسلحة إلى إسرائيل، مشيراً إلى أن عمال الموانئ ” سيقفون دائمًا ضد الحرب وقتل الأبرياء من النساء والأطفال”.
وأضاف البيان: ” لقد تمزقت النساء والأطفال في الحرب، ولم يتمكن الآباء من التعرف على أطفالهم الذين قتلوا في التفجيرات التي ضربت كل مكان”.
وقال راو أن الاتحاد لم يصادف بعد سفناً محملة بالأسلحة متجهة إلى إسرائيل، وأن بيان الاتحاد كان يهدف إلى أن يكون بمثابة إجراء وقائي، فضلاً عن كونه عملاً تضامنياً مع الفلسطينيين في ضوء الدمار في غزة.
وينظم اتحاد عمال النقل المائي في الهند 11 ميناءً رئيسيًا مملوكًا للحكومة من أصل 13 ميناءً في البلاد، لكنه لا يعمل في ميناء موندرا، الذي تديره شركة Adani، وهي شركة تمتلك أغلب أسهمها شركة Elbit Systems، أكبر شركة تصنيع عسكرية إسرائيلية.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، استشهد أكثر من 28,990 فلسطينيًا في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر، كما قامت إسرائيل بشكل منهجي بقطع سبل الوصول إلى المياه والكهرباء والغذاء والاتصالات في غزة.
ويأتي قرار الاتحاد الهندي بعد أسبوع واحد فقط من ظهور أنباء مفادها أن الجيش الإسرائيلي تلقى 20 طائرة بدون طيار هندية الصنع من طراز هيرميس 900 والتي تستخدم بشكل روتيني في الهجمات على غزة.
ولم تعترف الحكومتان الإسرائيلية والهندية علنًا بالصفقة، لكن مصدرًا في شركة Adani، التي تدير 12 ميناءً صغيرًا في عدة ولايات هندية، أكد لموقع The Wire أن الطائرات بدون طيار شقت طريقها إلى إسرائيل.
ويقول نشطاء حقوق الإنسان ومحللو الدفاع أن هذا التطور من شأنه أن يورط الهند بشكل أكبر في الإبادة الجماعية للفلسطينيين التي تتكشف في غزة.
ففي 7 شباط/ فبراير، ذكرت قناة الأخبار الهندية TV9 أن الطائرات بدون طيار، المصنعة في مدينة حيدر أباد بجنوب وسط الهند، ستساعد في تلبية “احتياجات إسرائيل في الحرب مع حماس”.
والهند هي أكبر مشتر للأسلحة الإسرائيلية، حيث تمثل صفقاتها حوالي 46% من إجمالي الأسلحة التي تبيعها إسرائيل للعالم، كما تشارك الشركات الهندية في إنتاج العديد من الأسلحة الإسرائيلية في مصانع منتشرة في جميع أنحاء الهند.
وفي عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي، نمت العلاقات بين الهند وإسرائيل، حيث دخل البلدان في شراكة استراتيجية منذ عام 2018.