حذر خبراء دوليون بارزون ورؤساء مؤسسات إنسانية وقادة منظمات رائدة في حقوق الإنسان من مغبة الهجوم البري الإسرائيلي المرتقب على رفح.
وأكد الخبراء الذين تحدثوا في مؤتمر صحفي خاص عقدوه عبر الانترنت يوم الثلاثاء أن الهجوم سيحول المدينة الحدودية في القطاع والتي تعج باللاجئين إلى “مقبرة”.
وذكرت أفريل بينوا، المديرة التنفيذية لمنظمة أطباء بلا حدود في الولايات المتحدة، في المؤتمر: ” عواقب الهجوم الشامل على رفح لا يمكن تصورها حقًا”.
وأوضحت بينوا أنه ” في ظل وجود لاجئين في ملاجئ مؤقتة لا يمكنهم حتى اتقاء البرد فإن شن هجوم عسكري هناك سيحول المدينة إلى مقبرة”.
وإلى جانب بينوا، حذر كبار المسؤولين التنفيذيين من ميديكو إنترناشيونال ومنظمة العفو الدولية واللاجئين الدولية وأوكسفام، من أن الغزو الإسرائيلي الوشيك لرفح حيث يعيش 1.5 مليون فلسطيني في ظروف مزرية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي من الأساس في القطاع الذي مزقته الحرب.
ووصف المسؤولون بالتفصيل الواقع المروع اليومي لعمال الإغاثة والفلسطينيين في غزة، حيث أكدت بينوا أن الأطفال بترت أرجلهم حتى قبل أن يتعلموا المشي، بينما تلد النساء الحوامل في خيام في الشارع.
من جهتها بينت سالي أبي خليل، المديرة الإقليمية لمنظمة أوكسفام، أن إعاقة إسرائيل للمساعدات الإنسانية هي ” تجويع يستخدم كسلاح حرب”.
أما جيريمي كونينديك، رئيس منظمة اللاجئين الدولية فأكد أن قطاع غزة يسير على ” طريق سريع للغاية نحو المجاعة”.
وألقى كونينديك باللوم في عدم قدرة المنظمات الإنسانية على إيصال الإمدادات على فشل إسرائيل في إنشاء عملية إنسانية ذات معنى كالتي يتم توظيفها في مناطق الحرب لتسهيل إيصال المساعدات.
وذكر أن إسرائيل تنتهك حكماً مؤقتاً أصدرته محكمة العدل الدولية، ودعاها إلى الامتناع عن عرقلة إيصال المساعدات إلى غزة وتحسين الوضع الإنساني، إلى جانب اتخاذ التدابير التي في حدود سلطتها لمنع أعمال الإبادة الجماعية في القطاع المحاصر.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت يوم الثلاثاء تعليق المساعدات الغذائية لشمال غزة، قائلة أن المنطقة أصبحت تعاني من “الفوضى والعنف”.
وحذر برنامج الغذاء العالمي من مغبة أن يؤدي النقص المقلق في الغذاء وتفشي سوء التغذية والانتشار السريع للأمراض إلى “انفجار” في عدد وفيات الأطفال في غزة.
وكانت طفلة فلسطينية تبلغ من العمر ثماني سنوات قد استشهدت بسبب الجفاف والجوع في مدينة غزة، بحسب ما أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان يوم السبت.
ومن الجدير ذكره أن إعلان الأمم المتحدة قد جاء في الوقت الذي استخدمت فيه الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وكانت هذه المرة الرابعة التي تعيق فيها واشنطن مثل هذا الإجراء منذ بدء الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر، كما استخدمت حق النقض (الفيتو) في كانون الأول/ ديسمبر ضد تعديل يدعو إلى وقف إطلاق النار حاولت روسيا إدراجه في قرار لمجلس الأمن.
وكبديل للقرار الذي صدر يوم الثلاثاء، قدمت الولايات المتحدة اقتراحاً مضاداً من شأنه أن يدين حماس لشنها هجمات السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل، ويدعو إلى وقف إطلاق النار ” في أقرب وقت ممكن عمليا”، وفقا لنسخة من مسودة القرار.
ويعارض مشروع القرار الأمريكي الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق المرتقب على رفح على أساس الوضع الحالي في المدينة، وتماشيًا مع التصريحات العلنية للمسؤولين الأمريكيين، فإن على إسرائيل أن تقدم أولاً خطة “ذات مصداقية” لإخراج المدنيين من المدينة قبل بدء الهجوم البري.
ووصف كونينديك، من منظمة اللاجئين الدولية، هذا الطلب بأنه “سراب” يوفر “ورقة تين” للهجوم الإسرائيلي المحتمل في المستقبل.
وقال في المؤتمر الصحفي أن ” الفلسطينيين موجودون في رفح في المقام الأول لأن بقية غزة أصبحت غير صالحة للسكن”.
وأضاف: ” يقلقني أن أسمع هذا من حكومة الولايات المتحدة، لأن ذلك يشير إلى أن تنفيذ مثل تلك العملية أمر ممكن وهو ليس كذلك”.