الطفلة الفلسطينية حنين صالح حسن جمعة والتي تبلغ من العمر ثماني سنوات فارقت الحياة في مدينة غزة بسبب الجفاف والجوع الشديدين، حسبما أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.
وأوضحت فرق المرصد في شمال غزة يوم السبت أن الطفلة توفيت بسبب نقص حاد في الكالسيوم لديها جراء الجوع.
وتحدث والد الطفلة قائلاً: “لا أستطيع أن أنسى تلك الليلة التي سبقت وفاة ابنتي حنين عندما قلت لها حين طلبت مني الطعام: نامي وسأحضر لك الطعام في الصباح”، مضيفاً أنها بدأت في صباح اليوم التالي تتأوه، و “عندما جلست بجانبها وجدتها وكأنها تستعد للموت”.
وتابع الوالد المكلوم: “نقلتها بسرعة إلى المستشفى على عربة يجرها حمار بسبب عدم توفر السيارات، وهناك أخبرني الطبيب أن ابنتي ماتت بسبب الجفاف ونقص الطعام”.
وكان المرصد الأوروبي قد حذر في كانون الثاني/ يناير من تزايد خطر المجاعة خاصة بين الأطفال وكبار السن، مشيراً إلى وفاة الرضيع جمال محمود جمال الكفارنة في 18 كانون الثاني/يناير، والذي قضى “من الجوع بين ذراعي والدته”.
كما أفاد الأورومتوسطي بوفاة الطفلة براء الحداد، البالغة من العمر عامًا واحدًا، بسبب الجوع والجفاف، في 30 كانون الأول / يناير، وكذلك جنا ديب قديح البالغة من العمر 14 عامًا والتي كانت مصابة بالشلل الدماغي في 8 كانون الأول / ديسمبر.
وقال جان ميشيل غراند، المدير التنفيذي لمنظمة العمل ضد الجوع في المملكة المتحدة أن ” موت طفلة صغيرة من الجوع هو حدث مأساوي يذكر بشكل صارخ بخطورة الأزمة في غزة، حيث وصل الجوع إلى مستويات كارثية وبات الأطفال بشكل خاص معرضون للمجاعة”.
منع المساعدات عن شمال غزة
ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، فإن الفلسطينيين في غزة يشكلون اليوم نحو 80% من مجمل أعداد الذين يواجهون المجاعة حول العالم.
وفي كانون الأول/ ديسمبر، حذر تقرير للأمم المتحدة من أن 93% من سكان القطاع المحاصر يواجهون “مستويات من أزمة الجوع”، وأن ربع سكان القطاع يواجهون “جوعاً و مجاعة كارثية”.
ووفقاً لمقرر الأمم المتحدة الخاص بالحق في الغذاء، فإن جميع الأطفال دون سن الخامسة في غزة، البالغ عددهم 335,000 طفل معرضون بشدة لخطر المجاعة.
وكان ستيف تارافيلا، المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، قد قال في كانون الأول/ ديسمبر: “إن حجم وسرعة هذه الأزمة لم يسبق لهما مثيل في العصر الحديث”، مضيفاً أنه “إذا ما استمرت التوقعات الحالية، فسوف نصل إلى المجاعة بحلول شباط/ فبراير”.
ورفض العقيد إيلاد جورين، الذي يرأس وحدة تنسيق أعمال الحكومة وهي هيئة عسكرية إسرائيلية تدير الشؤون المدنية والأمنية في الضفة الغربية المحتلة، نتائج التقرير، مدعيا في مؤتمر صحفي في كانون الأول/ ديسمبر أنه “لا توجد مجاعة في غزة”.
ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فإن الوضع مأساوي بشكل خاص في رفح وشمال غزة، حيث يواجه 15% من الأطفال سوء تغذية حاد وسط نقص المساعدات.
وقالت رندة غازي من منظمة إنقاذ الطفولة: ” موظفو المنظمة الموجودون على الأرض أفادوا أن هناك نقصاً حاداً في المساعدات الغذائية التي تصل إليهم وأنهم غير قادرين على العثور على مواد مثل الدقيق أو تحمل تكاليف شرائها، وأبلغوا عن بيع كيس الدقيق بمبلغ يصل إلى 140 دولاراً”.
وتابعت غازي: ” أحد الموظفين في رفح ذكر أن الأسر في بعض الأحيان تحصل فقط على قطعة بسكويت واحدة للشخص الواحد أو علبة فاصوليا لعائلة بأكملها”، مضيفة أن أحد الموظفين في المواصي وصف الوضع باليائس وقال أنه التقى بأشخاص لم يتناولوا أي شيء من الطعام لمدة ثلاثة أيام.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن قوافل المساعدات تُمنع بشكل متزايد من الوصول إلى شمال غزة، حيث مُنع أكثر من نصف بعثات المساعدات من الوصول في كانون الثاني/ يناير في ارتفاع يصل إلى 15% عن ديسمبر.
وأضافت الوكالة أن القوات الإسرائيلية “طلبت في بعض الأحيان مبررات” لإدخال الوقود الموجه إلى المرافق الصحية و”فرضت تخفيضات على حجم المساعدة مثل كمية الغذاء”.
ووفقا للوكالة، فإن القيود المفروضة على المساعدات تجعل 300 ألف شخص يواجهون خطر المجاعة المتزايد، حيث يلجأ الكثيرون إلى طحن علف الحيوانات من أجل الحصول على لقمة عيشهم.