من المرتقب أن يعود السياسي اليساري المخضرم جورج غالاوي إلى البرلمان البريطاني بعد فوزه في الانتخابات الفرعية التي جرت يوم الخميس في روتشديل بعد تصويت هيمن عليه رفض الأحزاب الأساسية في المملكة المتحدة دعم وقف إطلاق النار في غزة.
وحصل غالاوي، الذي يمثل حزب العمال البريطاني، على ما يقرب من 40% من الأصوات وبفارق يقترب من 6000 صوت عن أقرب منافسيه.
وانتقد غالاوي في خطابه بعد إعلان النتائج كلاً من زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر الذي يواجه معارضة متزايدة داخل حزبه بسبب فشله في دعم وقف فوري لإطلاق النار ورئيس الوزراء ريشي سوناك.
وكان غالاوي عضواً في البرلمان عن حزب العمال منذ عام 1987 حتى طرده من الحزب في عام 2003 بسبب معارضته لحرب العراق.
وقال غالاوي أن حزب العمال الذي يتصدر استطلاعات الرأي قبل الانتخابات العامة المرتقبة في وقت لاحق من هذا العام، سيدفع ثمناً باهظاً “لتمكين وتشجيع وتغطية الكارثة في غزة“.
وأقر غالاوي بالدور الذي لعبه الناخبون المسلمون، الذين ينظر إليهم تقليديا على أنهم من أنصار حزب العمال، في تحقيق فوزه في بلدة يشكل المسلمون فيها 30% من السكان.
لكنه حذر من أن “الملايين” مستعدون أيضًا لرفض حزب العمال في الانتخابات المقبلة.
وكانت الانتخابات الفرعية قد عقدت يوم الخميس لشغل المقعد الذي شغر بوفاة النائب العمالي عن روتشديل توني لويد، الذي كان يتمتع بأغلبية تزيد عن 10000 صوت.
ويمثل فوز غالاوي في روتشديل أحدث حلقة مثيرة للجدل في مسيرة سياسية استمرت لعقود من الزمن وشكلتها الأحداث في الشرق الأوسط وصوره المثيرة للجدل مع بعض أشهر قادة المنطقة.
بدأ غالاوي نشاطه بشأن فلسطين منذ الثمانينيات، عندما شارك في رفع العلم الفلسطيني من مكاتب مجلس دندي وتوأمة المدينة الاسكتلندية مع نابلس في فلسطين المحتلة.
وتم انتخابه لأول مرة لعضوية البرلمان كنائب عن حزب العمال في جلاسكو هيلهيد في عام 1987.
وخلال أوائل التسعينات، عارض بشدة التدخل البريطاني في حرب الخليج، التي اندلعت بعد غزو الرئيس العراقي صدام حسين للكويت، كما عارض غزو العراق في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وفي عام 2003، طُرد من حزب العمال بعد أن صرح بأن رئيس الوزراء آنذاك توني بلير والرئيس الأمريكي جورج بوش هاجما العراق “مثل الذئاب” ودعا القوات البريطانية إلى “رفض الانصياع للأوامر غير القانونية“.
لكنه عاد لاحقًا إلى البرلمان في الانتخابات العامة عام 2005، ثم فشل في انتخابات عام 2010، وفاز مجدداً في انتخابات فرعية أخرى عام 2012 في دائرة برادفورد ويست بشمال إنجلترا.
وفي العام 2015، خسر غالاوي مقعده في برادفورد وكان لديه ثلاث محاولات فاشلة أخرى في انتخابات فرعية، في دوائر مانشستر جورتون، وويست بروميتش إيست، وباتلي وسبن.
ويعني فوز غالاوي ليلة الخميس في روتشديل أنه بات الآن يمثل أربع دوائر انتخابية مختلفة في البرلمان وهو ما يعادل الرقم القياسي الذي سجله ونستون تشرشل.