وصف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك كلاً من الإسلاميين والمتطرفين اليمينيين بأنهم “وجهان لعملة واحدة”، زاعماً أن كليهما يشكلان تهديداً للديمقراطية البريطانية.
وفي خطاب مرتجل في داونينج ستريت يوم الجمعة، قال سوناك أن ” شوارع المملكة المتحدة اختطفتها مجموعات صغيرة تهدد بتمزيقنا”، داعياً الشرطة إلى المزيد من الصرامة في التعامل مع الاحتجاجات المؤيدة لغزة.
وقال: ” لقد شهدنا زيادة مروعة في أعمال التطرف والإجرام وما بدأ كاحتجاجات في شوارعنا تحول إلى تخويف وتهديد وأعمال عنف مخطط لها”.
وكان سوناك قد زعم في وقت سابق من هذا الأسبوع أن هناك ” اتفاقاً متزايداً على أن حكم الغوغاء يحل محل الحكم الديمقراطي”، في إشارة إلى الاحتجاجات في المملكة المتحدة، قائلاً إن ” هذا الوضع استمر لفترة طويلة بما فيه الكفاية” في إشارة إلى المظاهرات.
وفي تعليقه على خطاب سوناك قال الصحفي وكاتب العمود البريطاني أوين جونز أن الخطاب يمثل وتيرة الاستبداد المتصاعدة في بريطانيا.
وكتب على موقع X: ” يتم إثارة الذعر الأخلاقي تجاه الأصوات المعارضة التي يتم تصوير أصحابها على أنهم متطرفون خطرون يهددون النظام الاجتماعي والوحدة الوطنية وبأنهم الطابور الخامس لخدمة لأعداء الأجانب”.
وأضاف: ” الحقيقة هي أن الاحتجاجات ضد المذبحة الجماعية في غزة، ودور حكومتنا في تسليح إسرائيل ودعمها كانت سلمية في الغالب، بل إن مباريات كرة القدم الهامة تشهد اعتقالات أكثر مما يتم في هذه المظاهرات، وبالتالي فنحن أمام ذعر أخلاقي مبني على كذبة”.
وكان سوناك قد علق في خطابه كذلك على انتخاب جورج غالاوي في الانتخابات البرلمانية الفرعية في روتشديل قائلاً: ” إنها عودة لمرشح ينكر فظاعة ما حدث في السابع من أكتوبر ويمجد حزب الله ويؤيده الزعيم العنصري نيك غريفين ويمجد حزب الله”.
ورد غالاوي على هذه التصريحات بالقول أنه لم يفهم ما يتعلق منها بـ “تمجيد حزب الله” وأنه لا يستطيع التحكم في من يؤيده ولم يلتق قط مع نيك غريفين.
وقبل بضعة أيام فقط، قال ائتلاف من الجماعات، الذي ينظم احتجاجات للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، للصحفيين إن “الخطاب المثير للانقسام” من قبل النواب البريطانيين و”التغطية الإعلامية الانتقائية” يقود الدعوات للحد من حقوق الاحتجاج في بريطانيا.
ووجهت المنظمات المؤيدة لفلسطين اتهامات للسياسيين البريطانيين، زاعمة أنهم “يخلقون ستاراً من الدخان” لتحويل التركيز بعيداً عن المطالب بوقف إطلاق النار في غزة.
يأتي ذلك مع تصاعد ضغوط الشرطة للحد من الاحتجاجات في وسط لندن، واتهام تلك المنظمات لها باستخدام منصة X ” لشيطنة المتظاهرين، باستخدام لغة توحي بأنهم يشكلون تهديداً أو خطراً.
وقال كريس ناينهام من ائتلاف أوقفوا الحرب: ” هناك حالة من الذعر الاجتماعي تولدها الحكومة التي تتجنب فكرة المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة”.
وختم بالقول: ” هذه التعليقات المثيرة للانقسام تخلق نفس التوترات التي يريد السياسيون تجنبها لأن الواقع هو أن الاحتجاجات متنوعة بشكل لا يصدق”.