بقلم لينكس كويلي
تظهر الكاتبة لينكس كويلي في مقالتها معجبة بحياكة الكتابة الفلسطينية، وتشير إلى أنه وخلال قرن من الزمن، تطور الأدب الفلسطيني كشكل من أشكال المقاومة ضد الاحتلال، وأنتج كتاباً ومثقفين مثل محمود درويش وإدوارد سعيد بالإضافة إلى بعض السلاسل مثل سلسلة “دار الفتى العربي” للأطفال، كما أظهر هذا الأدب تفوقاً ليس في العربية فحسب وإنما بلغات أخرى، الأمر الذي جعله هدفاً دائماً لاستهداف الاحتلال بإغلاق المكتبات ودور النشر أو هدمها في الضفة أو غزة.
فيما يلي قائمة لمجموعة من الكتب المتنوعة كتبها فلسطينيون وتمت ترجمتها، اختارتها كاتبة المقال كويلي لتسلط الضوء على الشمولية التي ظهرت كسمة في الكتابة الفلسطينية المعاصرة بحسب تعبيرها.
- رواية “تفصيل ثانوي” للكاتبة عدنية شبلي:
تتناول الرواية قصتين متوازيتين، إحداها مبنية على أحداث واقعية لعصابة من الإسرائيليين اغتصبت فتاة فلسطينية في النقب عام 1949، توازيها في السرد قصة امرأة فلسطينية تحاول التحقيق في حيثيات جريمة الاغتصاب بعد عقود بطريقتها الخاصة، وتتشارك القصتان في الرواية بتفصيل صغير يتسبب في تقاطع أزمنة القصتين في نهاية الرواية.
وتعتبر “تفصيل ثانوي” الرواية الثالثة للكاتبة شبلي، التي حازت على جوائز عدة، وتم تصنيفها من قبل مجلة بانيبال اللبنانية كإحدى أفضل الكتاب العرب تحت سن الأربعين.
- ديوان “تعب المعلقون” للشاعر نجوان درويش:
صدرت نسختُه العربية عام 2018، وتمت ترجمته للانجليزية من قبل الكاتب والمترجم الأميركي من أصل مصري كريم جيمس أبو زيد، حيث دخل الديوان بعد ترجمته ضمن ترشيحات “جائزة أفضل كتاب شعري مترجم في أميركا لعام 2022”.
ومن بين قصائد مجموعة “تَعِبَ المُعلَّقون” واحدةٌ مهداة إلى المناضلة الفلسطينية رسمية عودة، ابنة القدس التي جرّدتها السلطات الأميركية من الجنسية الأميركية قبل سنوات بسبب ماضيها في العمل الوطني الفلسطيني.
- “رفقة” لمحمد الكرد
هي المجموعة الشعرية الاولى لمحمد الكرد، الناشط المقدسي الذي اشتهر مع أخته عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال أحداث الشيخ جراح في مايو 2021، وسميت على اسم جدته الراحلة، حيث يستهل بإهداء يقول فيه:”لأجل جدتي رفقة الكرد، وكل من لا يخافون”، ثم يحدد سياقها بتحية جريئة وصريحة لمن يقاوم في الماضي والحاضر.
ينقل محمد في شعره قصة جدته كلاجئة طردت من حيفا إبان النكبة، ممزوجة بالقصة الأكبر للخسارة الفلسطينية.
صدرت المجموعة بالأصل باللغة الانجليزية في أكتوبر 2021، وفي سبب هذا يقول محمد لموقع ميدل إيست آي “أشعر أن الشعب الفلسطيني يتم تمثيله بشكل خاطئ في اللغة الإنجليزية”.
ويتحدث محمد في المجموعة عن قصة منزل عائلته الذي أصدرت السلطات الإسرائيلية أمراً بإخلائه فبدأ صراع العائلة مع الاحتلال.
- “فلسطين تقيم حفلة والعالم كله مدعو: بناء رأس المال والدولة في الضفة الغربية”
للكاتب كريم ربيع
جاءت فكرة الكتاب المكتوب بالإنجليزية من موقف لرئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض، حين قال للمستثمرين في مؤتمر اقتصادي (2008)، كان الأول من نوعه حينها: “فلسطين تقيم حفلة وكل العالم مدعو إليها”، منتقداً سياسات الاستثمار القائمة على الاستثمار الأجنبي فقط.
ويقدم البروفيسور كريم ربيع في كتابه مجموعة أفكار لمشاريع حقيقية لتطوير الاقتصاد الفلسطيني.
- “ضد عالم بلا حب” للروائية سوزان أبو الهوا:
الرواية الثانية للشاعرة الفلسطينية الأمريكية سوزان أبو الهوا، والتي فازت بسببها بجائزة كتاب فلسطين عام 2020.
استطاعت أبو الهوا إضفاء الطابع الشعري على روايتها التي تحكي قصة فلسطينية اسمها نهر ولدت في الكويت في سبعينيات القرن العشرين، حيث تتناول من خلال شخصية نهر حكاية التغريبة عن الأرض الفلسطينية من المنفى.
- رواية “حبي الأول” للكاتبة سحر خليفة:
صدرت الرواية باللغة العربية عام 2010 وتمت ترجمتها للانجليزية في 2021، وتدور أحداثها حول فلسطينية تعود إلى نابلس بعد سنوات في المنفى، وترجع بذكرياتها إلى سرد التاريخ الذي مر به الفلسطينيون،و تتجلى قدرة سحر خليفة الفنية على الاستبطان، وصهر الماضي والحاضر في بناء درامي مركب يستمد الحلم من الذكرى، ويعيش الأزمة في الواقع، ويجد الأمثولة في حياة الناس وعبر التاريخ.
- “سأكون بين اللوز” للشاعر حسين البرغوثي:
شاعر تفرد بقدرته التعبيرية وكتابته عدة ألوان أدبية، بالإضافة إلى ترجمة مسرحية شكسبير الشهيرة “روميو وجولييت” إلى العربية، ولد في رام الله قبل أن يغادرها للدراسة، ثم عاد إليها محملاً بالذكريات التي ظهرت في “سأكون بين اللوز”، حيث الشفافية النادرة التي يتناول بها جوانب من هواجسه الشعرية والفلسفية والسياسية والروحية.
يذكر أن البرغوثي خلال كتابته لهذه المجموعة كان مصاباً بالسرطان، وهنا تتجلى أحاسيسه نحو العودة إلى رام الله حيث وُلد وترعرع، بعد سنوات طويلة من الانقطاع عنها؛ وفي التنزّه بين أشجار اللوز التي زرعها والده حول المنزل العائلي عام 1948.
- رواية “كتاب رام الله” للكاتبة مايا أبو الحيات
يجمع “كتاب رام الله” من تحرير الكاتبة الفلسطينية المقيمة في القدس مايا أبو الحيات مؤلفين من خلفيات وأجيال مختلفة كُتبت قصصهم وفق أنماط متنوعة تتراوح بين الواقعية الرومانسية والهجاء والسريالية، وتشير أبو الحيات إلى أن رام الله تمثل بالنسبة للعديد من الكتاب “بصيص أمل غير حقيقي”.
في الكتاب قصص لعشرة كتاب فلسطينيين مختلفين، ومن بين القصص قصّة “أخرج من منزلي” لزياد خداش التي ترجمها رفائيل كورماك، حيث تبدأ القصّة عندما يدخل الراوي إلى منزل يعتقد أنه ملكه ليجد بداخله امرأة “تحمل سكينا وعلى وشك الصراخ”، فيسألها عما تفعله في منزله، فتجيبه بنفس السؤال، وتتلاحق الأحداث بمجيء الشرطة وصاحب البيت مع إصرار كل من الشخصيات أن البيت ملكه.
- “مذ لم أمت” للكاتب رامي العاشق
مجموعة من الخواطر والمقاطع النثرية والشعرية بقلم العاشق من فلسطيني سوري، صدرت عام 2016، وتتحدث عن معاناة اللاجئ الفلسطيني في سوريا من الثورة السورية، إلى السجن في الأردن ثم إلى المنفى برلين.
جاء في مقدّمة الكتاب بقلم العاشق:
“جمعت هذه النصوص كمن يجمع أشلاءه، ها هي أشلائي مجمّعة في كيس ورقيّ، غير مرتّبة، عشوائيّتها هذه، حقيقيّة بخرابها، دمويّة تارة، عنيفة، صادقة، خياليّة، ذاتيّة، تشبهني بكلّ جنوني وأمراضي وما أنضجته الثورة فيّ وما كسرته الحرب وما أكلته الغربة منّي”.
- “قصص تحت الاحتلال… ومسرحيات فلسطينية أخرى” تحرير سامر الصابر وغاري انجلش
كتاب صدر في 2021، ويجمع فيه الصابر مع زميله الانجليزي ترجمة انجليزية لعدد من المسرحيات التي عرضت في مسارح فلسطينية، مثل مسرحية “مونولوجات غزة” التي تناولت قصصاً حقيقية أبطالها 33 شاباً من غزة، وتم نقل نصوصها إلى مسارح عالمية لتقدم القصص كل منها بأسلوبها المسرحي الخاص، ومسرحية “قصص تحت الاحتلال” التي تم عرضها في رام الله 2001 وفي مسارح عربية أخرى.
حرص الكاتبان في مجموعتهما على اختيار المسرحيات التي تبرز فيها معاني الهوية والمقاومة.
- “قصتي فلسطين” للكاتب محمد سباعنة
هو أول كتاب كومكس فلسطيني بتقنية الحفر والنقش، صدر عام 2021 لرسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة، الذي يرسم كاريكاتيرات سياسية في صحيفة “القدس العربي”، ويروي عشرات الحكايات التي عاشها هو وآخرون خلال فترة اعتقاله عام 2013.
حصل سباعنه على عدة جوائز، كان آخرها في مهرجان مارسيليا الدولي للرسوم المتحركة عام 2017، ويعود ذلك لتميز رسوماته بالتشبيهات، ففي “قصتي فلسطين” يبدأ سباعنه بصورة عصفور عند شباك الزنزانة يقول “أحضر أنت القلم، وأنا سأحضر لك القصص”.
- “فلسطين ما بعد الألفية: الأدب، الذاكرة، المقاومة” تحرير أحمد قبها وراشيل غريغوري فوكس
هو مجموعة من المقالات الأكاديمية بالانجليزية من منشورات جامعة أكسفورد، بتحرير الدكتورة راشيل غريغوري فوكس وأحمد قبها الأستاذ في جامعة النجاح الفلسطينية،
شارك فيه كتاب فلسطينيون وغيرهم في نتاجات تجمعها الموضوعات الفلسطينية وزمن الكتابات الذي ينتمي إلى القرن 21.
ويشير الأكاديمي الفلسطيني بشير أبو مناع في تقديمه للكتاب إلى أن تعدد الكتابات وتنوعها يؤكد أن “فلسطين هي المشروع المشترك”.
- رواية “رقصة العقرب الأزرق العميق” للكاتب أكرم مسلم
وهي الرواية الثانية للكاتب أكرم مسلم صدرت عام 2008، وتمت ترجمتها للانجليزية مؤخراً، تجري أحداث القصة في ثمانينيات القرن العشرين وتحكي قصة شاب يعمل في نادٍ ليلي في إسرائيل، ويظهر جالساً على كرسي بلاستيكي في ساحة مصفات سيارات في رام الله.
تشير الرواية إلى ماضي فلسطين: الأغاني والرعاة ، الكتاب المؤثرين مثل حسين البرغوثي ، اتفاقيات أوسلو التي أوصلت رام الله إلى الساحة العالمية ثم الغزو الذي دمر شوارعها وسياراتها وأحلامها، ويُفصّل المسلم كل ركن من أركان الضياع والغياب مع تسلط الضوء على اللاإنسانية التي تخلقها.
- “مطبخ غزة: رحلة الطبخ الفلسطينية” كتابة ليلى الحداد وماجي شميت
تعد كتب الطبخ مساحة في الكتابة لتدوين التاريخ والثقافة الفلسطينية، منها كتاب “مطبخ غزة” الحائز على عدة جوائز ويحتوي على 130 وصفة غزاوية، تم استحضارها من مطابخ الغزاويين، حيث يهدف الكتاب إلى تسليط الأضواء على علاقة الناس في غزة بالتراث والتاريخ والأرض، ونقل صورة مغايرة عن حياة أهل غزة لما يرتبط في أذهان الناس عنهم من عنف ودمار وحروب.
- “رحلات عجيبة في البلاد الغريبة” للكاتبة سونيا نمر
رواية للفتيان والفتيات من تأليف الكاتبة و الحكواتية الفلسطينية سونيا نمر، تم إصدارها عام 2013، حصلت على عدة جوائز، كما تمت ترجمتها للإنجليزية عام 2021.
وتدور القصة حول مغامرات لفتاة تتحدى الواقع، حين تدعى لحضور مؤتمر في المغرب، وتستلم مخطوطة قديمة تحكي سيرة صاحبتها المغامرة “قمر” وهي الشخصية الرئيسيّة المصابة بداء السَفَر والمغامرات، فما إن تعود من رحلة حتى تنطلق في أخرى أكثر خطورة ودهشة وإثارة، من القدس إلى طنجة، إلى عدن والهند.