نظم عشرات الطلاب احتجاجاً أمام كلية ترينتي، أغنى كليات جامعة كامبريدج، مطالبين بسحب ملايين الدولارات من الشركات التي “تسلح وتدعم وتستفيد” من الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “أوقفوا إطلاق النار الآن!” و”لا للاستثمار في الإبادة الجماعية”.
وتأتي هذه التظاهرة الطلابية في أعقاب قصة نشرتها صحيفة “ميدل إيست آي” الشهر الماضي، كشفت فيها عن استثمار الكلية بقيمة 61.735 جنيهًا إسترلينيًا (78.089 دولارًا) في أكبر شركة أسلحة في إسرائيل وهي “إلبيت سيستمز”.
“المسؤولين والمديرين والمساهمين في الكلية قد سيكونون مسؤولين جنائياً إذا ما استمروا في استثماراتهم في شركات الأسلحة التي يحتمل أن تكون متواطئة في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية الإسرائيلية” – المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين
وتنتج شركة “إلبيت”، ومقرها مدينة حيفا، ما لا يقل عن 85% من إنتاج الطائرات بدون طيار والمعدات الأرضية التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي.
كشف موقع ميدل إيست آي أيضاً عن استثمار شركة ترينيتي بمبالغ بلغت قيمتها حوالي 3.2 مليون دولار في شركة كاتربيلر، وهي شركة معدات ثقيلة مقرها الولايات المتحدة تبيع الجرافات للجيش الإسرائيلي.
وقد جاء في رسالة مفتوحة أدلى بها الطلاب المتظاهرون: “باعتبارها مؤسسة تعليمية رائدة على مستوى العالم، يجب على ترينيتي ألا تستثمر في الشركات التي تسبب الموت والدمار ما يصل إلى مستوى الإبادة الجماعية، عليها بدلاً من ذلك دعم مهمة الكلية الأساسية المتمثلة في تطوير التعليم والبحث”.
يذكر أن الضغوط على كلية ترينيتي لسحب استثماراتها من الشركات المتواطئة في حرب إسرائيل على غزة تصاعدت بعد أن أصدر المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين، ومقره المملكة المتحدة، إشعارًا قانونيًا إلى المؤسسة يحذر فيه من أن “المسؤولين والمديرين والمساهمين في الكلية قد سيكونون مسؤولين جنائياً إذا ما استمروا في استثماراتهم في شركات الأسلحة التي يحتمل أن تكون متواطئة في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية الإسرائيلية”.
من جهة أخرى، وفي 9 مارس، قام أحد الناشطين من منظمة العمل الفلسطيني برش الطلاء ثم تقطيع لوحة تحمل صورة اللورد بلفور تعود إلى عام 1914 في ترينيتي، الأمر الذي أدانه نائب رئيس الوزراء البريطاني أوليفر دودن، وتم تحويل الناشط على إثره للتحقيق.
حتى الآن، قُتل أكثر من 31 ألف فلسطيني وجُرح ما لا يقل عن 70 ألفاً في الحرب الإسرائيلية على غزة، وبحسب الأمم المتحدة، فقد أصبحت 80% من غزة غير صالحة للسكن، في حين أن معدل الجوع بلغ 100%.